“الأسرة اليمنية سر صمودنا الاسطوري”.. كتب / إبراهيم حسن الوريث

 

منذ الصباح الباكر صحى من نومه وذهب لتقبيل رأس ابيه وأمه لكي ينال رضاهم وذهب إلى ابنه الوحيد محمد يضمه الى صدرة وودع زوجته وإخوانه ..!
قبل أن يذهب تحدث قائلاً وتكاد عيناه ان تذرف بالدموع :
إني عاهدت الله وعاهدت نفسي بأن لا ارجع اليكم إلا حاملاً راية النصر او شهيداً محمولاً في تابوت العزة والكرامة ..!
حمل بندقيتهُ وذهب إلى ساحات العز والصمود والاستبسال ..!
ايضاً أخاه الأصغر أحمد حمل قلمه وملزمته ,وودع أبويه وذهب الى جامعته ليحضر مع زملائه درساً مهماً في حب الوطن واجباً على الجميع ..!
مرت الايام والاسابيع بسرعه ..!
وفي كل يوم تشن طائرات العدو غاراتها المكثفه على المدن والمنشأت الحيويه وبيوت المواطنين وتقتل البشر والشجر والحجر ..!
وبعد ان بلغ محمد سن السادسه قام جدة بألحاقه بالمدرسه التي في حارتهم .!
وفي كل يوم تزداد معانات الناس من الحصار والبري والبحري والجوي على البلاد ..!
بعد ان اكمل اختبارات السنه الاولى عاد محمد إلى بيتهم فرحاً مسروراً مبتهجاً حاملاً شهادته في يده ينتظر ان يأتي أباه ليريه شهادته التقديريه التي منحتها المدرسه لحصوله على المركز الاول بين زملاء صفه ..!
وايضاً في نفس اليوم كان حفل التخرج لاحمد من الجامعه وقد حضر جميع افراد الاسرة الحفل ..!
كان الاب مسروراً ومبتهجاً بهذا اليوم الرائع فقد تخرج إبنه وابن إبنه ..!
انتهى الحفل بعد ان تسلم احمد شهادتة الجامعيه التي حصل فيها على المركز الاول بدرجه امتياز وبكل جداره ..!
عادو الى البيت والكل تغمرهم السعاده ..!
فجأة ! طرق احدهم الباب ..!
جميعهم بدى على وجهه علامة الاستغراب ..!
قام محمد لفتح الباب : أجاب من انت ؟!
قال اين جدك ايها البطل ؟؟!
اتى احمد اليه ؟! من انت ؟!
قال انا زميل اخاك الاكبر ..!
بدأت علامه الاستغراب على وجهه ,وقال اين اخي ؟! لماذا لم يأتي معك ؟! قلي ما الذي حدث له ؟!
قال اتيت اليكم لأخبركم بأن ابنكم قد نال ما تمناه وما كان يحلم به ..!
وقل له وبكل فخر وعز ان اخيك اصطفاه الله من بين البشر ليرتقي شهيداً الى جنات الخلد ..!
لم يستطيع ان يستوعب ما سمعت اذناه ..!
ذهب الى أبيه وأمه ودموعه تذرف بشدة ..!
قال يا ابي تذكر العهد الذي قطعه اخي على نفسه ان يأتي حلماً راية النصر او شهيداً يصطفيه الله من بين العباد ؟!
هاقد نال ماتمناه بعد ان حقق اروع الانتصارات وصدر اعظم الملاحم في الذود عن ارضه وعرضه ..!
اخي شهيد يا ابي اخي شهيد ..!
تغيرت ملامح الفرح والسرور الى حزن وبكاء ..!
قام محمد ابن الشهيد وقال لهم ..!
مالكم لماذا تبكون لماذا انتم حزينون لماذا ..؟!
ابي مازال حياً يرزق ..!
قالت له امه يا بني ابيك قد استشهد ابيك قد مات ..!
قال لا لم يمت لم يمت ابي مازال حياً يرزق نعم حياً يرزق ..!
هكذا قال الله في كتابه الكريم “وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ” ..
عندما اكبر سأصبح مثل أبي انصرُ ديني وارضي وعرضي من المعتدين ..!
قد يعجبك ايضا