( إلى روح الشهيد القائد ) … كتب / احمد عقبات

 

قصفوك حياً وقتلوك سَـيّدي ، أرعبتهم حتى وأنت في قبرك فقاموا بقصفك بالصواريخ عبر طائراتهم ، لم يكتفوا بحربهم عليك منذُ إنطلاقة هذه المسيرة القرآنية العطرة الزكية ، فحاربوك وحاصروك وقتّلوا أهلك وأقرباءك وأصدقاءك وقاموا بمُعاداتك جهراً وأنت يا سَيّدي لم تُذنب ولم تُخطئ .

عادوك فقط لأنك أردت أن تُعيد للإسلام هيبته ومسارهُ الصحيح ونهجهُ القرآني السويّ .

عادوك لأنك أردت أن تنهض بهذهِ الأمةٌ الإسلامية وتُطهِرها من رجس الكاذبين الدّجالين .

بدأت يا سَيّدي بتوعية الناس بإلقاء محاضراتك وضمنت لنا معظمها في اشرطة وتسجيلات ومقاطع فيديو ، وكأنك كُنت تعلم وتشعر بأنك ستكون شهيداً وسيجتمع الظالمون والمتجبرون لقتلك ولإعاقتك او لإخافتكَ لكي تتوقف عن نشر نور الهدى والنهجُ المحمدي الحسيني ، بالرغم أن هؤلاء الذين اجتمعوا لقتلك كانوا يعلمون بصدقك وبأنك ستفضحهم وستُنشئ امةً مجاهدة تقتدي بطريق عظمائها كالإمامُ علي والحسن والحسين وأبنائهما الذين ضحوا من أجل هذا الذي أنت ضحيت من أجله سَيّدي ، وهنيئاً لك هذا الوسام ولك الفخر أنك سِرت على نهج أهل البيت عليهم السلام من اقتديت أنت بهم ولك الفخرُ يا سَيّدي أنك أنت من أحييت هذا المجتمع بعد أن قام الطغاة والأمريكان والصهاينة بتغيير مسار الإسلام الصحيح وتعبئة المجتمع بالأفكار الخاطئة والسامة والمؤثرة على شبابه .

قتلوك سَـيّدي وكانوا يبتغون ويرجون بقتلك أن تموت في داخلنا وأن يُمحى كل ما قدمته لنا من هدي قرآني ومن حقائق واضحة ومن تصحيح للمفاهيم الخاطئة والسامة التي سعى الطغاةٌ لأجلها ، ولكنهم أخطأوا في هذا فكل كلمةً نطقتها وكل ملزمةً كتبتها وكل ما قمت به قد تم حفظهُ في القلوب قبل التدوين على الورق وقبل أن يقوم إخوتكُ والمجاهدون المخلصون بالإحتفاظ بتسجيلاتك وملازمك ومحاضراتك ونشرها للناس .

قتلوك سَـيّدي في العام 2004 وأنت معَ أهلك ولم يُراعوا أي حرمة ، اليوم ها نحنُ ذا في العام 2016 ومسيرتك القرآنية التي أسستها وبنيت قواعدها قد وصلت إلى أرجاء البلاد بأسرها وعمت اليمن بأكمله بل وعلِمَ وسمِع بها العالمُ أجمع .

”يا سَـيّدي ” مازالت لعناتُ قاتليك المجرمين وكل من شارك وحشد لقتلك وخدمَ الطغاة ، ما زالت تلاحقهم حتى هذه اللحظة و اُطمئنكَ أن هؤلاء المجرمين قد قُتل بعضهم والبعضُ الآخر قد هرب إلى خارج البلاد صاغرين واذلةً ومُهانين .

اليوم وبعد أربعة عشر عاماً من إستشهادك.. جميع الناس رأت كيف كانت نهاية هؤلاء المجرمين الطغاة اللذين اذلهم الله وفضحهم على يديك ودماؤكُ الزكية التي ازهقوها ظلماً وعدواناً من أول قطرة كانت من ذلك اليوم تُخيفهم وتُرعبهم وكانت كابوسا لهم جميعاً ليلاً ونهارا وكانت سبباً في سقوطهم ومهانتهم وفضحهم أمام الناس جميعاً .

كانت دماؤك الطاهرة ومظلوميتك ودماء المجاهدين الذين ثبتوا معك كفيلة في هذا التوسع والانتشار الكبير لهذه المسيرة القرآنية ولهذه الرفعةُ والمكانة التي وصلنا إليها الآن .

هل تعلم ” يا سَـيّدي ” بأنهم لم يكتفوا بقتلك بل قاموا بعد إستشهادك بإخفاء جثتك وتخبئتها حتى العام 2013 وهذا يدلُ على مدى حقدهم واجرامهم ومدى ارتباطهم بالشيطان وابتعادهم واعتراضهم وصدهم عن هدي الله ومدى غيظهم من كتاب الجبار .

أحبك الناس جميعاً واطلقت صرختك المدوية التي هزت عروش الظالمين والصهاينة الغاصبين والأمريكان المحتلين فكان نتاجُها وثمارها أن فضحتهم وعرّتهم واتضحت رؤيتك وصحة كلامك واقوالك .

أنت يا ” بن بدر الدين ” من فضحت مبكراً أمريكا والاعيبها ومخططاتها القذرة ودورها في إفساد المنطقة وذرائعها في الوقت الذي لم يكن يخطر هذا على بالِ أحد .

”يا سَـيّدي ” رضوان الله عليك ، أرخصت روحك الغالية من أجل نشر دين الله وبذلت كل ما بوسعك وكل ما تملك من أجل أن تُقدم هدي الله فألفُ سلامٍ عليك .

” يا سَـيّدي ” نم في أمانٍ وراحةٍ واطمئنان فقد أكرمنا الله بأخيك وتلميذك ” السيد عبدالملك ” ليكون قائداً لهذه المسيرة القرآنية وليكون قائداً لنا وليُكمل ما بدأت به وحملَ على عاتقيه همّ هذه الأمة تاركاً لك لترتاح وتطمئن .

”يا سَـيّدي ” انت حيٌ في قلوبنا ونبضٌ يخفق بقلوبنا.

قد يعجبك ايضا