إيران تثبّت القضية الفلسطينية في أولوية بوصلة الصراع.

 

– هل يدخل الوعي الاسلامي والعربي غرفة الإنعاش ؟
– فلسطين والمقاومة : نهج ومسار إنتصار
ذات يوم قال الصحفي اليهودي ” إسرائيل شامير ” : ” لو كانت فلسطين يهودية واحتلها العرب لنبشنا قبور المسلمين لإسترجاعها ” ، ألم يكن محقّاً وقد تخلّى العرب وأكثر الدول الاسلامية عن فلسطين منذ العام 1948 ؟!
أليس العرب أول من حاربوا مشروع المقاومة واعتبروه ” مغامرة ” لا طائل منها ؟!

اليوم ، تعقد الجمهورية الإسلامية الإيرانية مؤتمرها السادس لدعم القضية الفلسطينية في ظروف سياسية إقليمية ودولية هي الأكثر حساسية في تاريخ الصراع ، بدءاً من الثورات العبرية التي إنطلقت من تونس ومصر وليبيا وصولاً إلى سورية الدولة التي لطالما حملت القضية الفلسطينية في وجدانها واستراتيجيتها السياسية وأولويات حساباتها الاقليمية والدولية ، وهل ننسى الموقف الخالد للرئيس بشار الاسد عندما أدار ظهره لنتنياهو في حين كان رؤساء وملوك العرب منهمكين في إحتضانه ؟!

العامل الثاني هو إنتشار التنظيمات الإرهابية صنيعة أمريكا واللوبي الصهيو- عربي الذي حوّل المنطقة ومسار الصراع إلى نار مستعرة تبدّد المقدرات وتستنزف الطاقات وتضيّع فرص الوحدة وتحرف بوصلة الصراع مع الكيان الصهيوني حتى بات بعض العرب يترحّمون على – لا بل يحترمون – العداء مع “إسرائيل” ؟!

ويأتي العامل الثالث ، وصل ترامب الذي كشف حقيقة الوجه الامريكي المتماهي مع الصهيونية لاسيما في قراره الاخير بنقل السفارة الامريكية إلى القدس .

أما العامل الرابع الاكثر شناعة وانهزاماً هو هرولة بعض ملوك العرب ومجاهرتهم وافتخارهم بتطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني على قاعدة أنها ” الجارة ” جغرافياً ، والاكثر عداء لايران الشيعية !

لقد أثبتت إيران مرة أخرى أنها الاكثر وعياً وفهماً لحقيقة الصراع في المنطقة وأهدافه الرامية إلى إنصراف الامة الاسلامية العربية المقاومة عن صراعها مع الكيان الصهيوني .

لقد كان لانعقاد هذا المؤتمر الاثر البالغ في إعادة بوصلة الصراع وتحديد أولوياته مع الكيان الصهيوني الذي يشكّل النواة الرئيسة لمشاكل المنطقة والامة ، فالقضية الفلسطينية ليست قضية إسلامية بحتة بل هي قضية تعني الاحرار في العالم أجمع ، وقد رسم الامام الخامنئي الطريق الامثل والاجدى لمواجهة هذا الكيان عبر ” المقاومة ” التي استطاعت أن تكسر هيبة “إسرائيل” في عام 2000 ، وألحقت بها هزيمة مذلّة في عام 2006 ، وهي اليوم تلحق الهزيمة بالتنظيمات الارهابية وكلاء الحرب الصهيونية في سورية ميدانياً وسياسياً.

لقد أراد الكيان الصهيوني خلق بيئة معادية لايران ومحور المقاومة من خلال إلباس الصراع لبوساً طائفياً ومذهبياً وعرقياً وقومياً لكنها فشلت في تشتيت أولوية إيران وحلفائها عن القضية الفلسطينية ، فالحرب في سورية ليست مع داعش واخواتها بل مع “إسرائيل” على خلفية موقف سورية من المقاومة ، والحرب السعودية على اليمن ليست على الجغرافية بل من أجل تأجيج الفتنة السنية – الشيعية التي تخدم “إسرائيل” أولا وأخيراً .

هل يعي العرب أنّ كل الحروب الضروس التي تستعر في ما بينهم تساعد “إسرائيل” على تثبيت كيانها أم أنهم فرحون بالرقص على الانغام اليهودية ؟! هل يدرك ملوك العرب لماذا إنتصار سورية يقلق “إسرائيل” ؟!

إيران والمقاومة هما العدو الاول للكيان الصهيوني ، نعم لانهما يشكلان المسار الصحيح لنهاية هذا الكيان الذي قام على تخاذل بعض ملوك العرب وانصياعهم لارادة اسيادهم ، لذلك لا نستغرب أن داعش وأخواتها لم تهدد “إسرائيل” مرة واحدة ، ونفهم غياب القضية الفلسطينية عن خطابات السعودية وتركيا وأزلامهما.

لقد إستطاعت إيران من خلال هذا المؤتمر أن تعيد توجيه بوصلة الصراع إلى فلسطين ، وأن تثبّت أن الكيان الصهيوني هو ” الغدة السرطانية” التي تنشر سمومها في المنطقة … ويبقى الطريق الوحيد هو المقاومة .

– رئيس تحرير مجلة مرايا الدولية

قد يعجبك ايضا