21 سبتمبر؛ ثورة شعبية حيرت الاعداء بصمودها، وقائع وحقائق

 

حلت علينا الذكرى الثالثة لثورة الحادي والعشرين من سبتمبر المباركة التي قام بها الشعب اليمني ضد الظلم والعدوان، حيث انطلقت الوفود الشعبية والقوافل الغذائية من مختلف مديريات المحافظات اليمنية إلى العاصمة صنعاء للمشاركة في الاحتفال بهذه الثورة. وذلك لأن الشعب اليمني بأكمله على يقين بأن هذه الثورة حققت الكثير من الأهداف الكبيرة، وفي مقدمتها إسقاط الوصاية على اليمن.

لقد انطلقت الشرارة الأولى لثورة الحادي والعشرين من سبتمبر والتي شاركت فيها كل فئات الشعب اليمني، عندما اصبح اليمن في عهد الرئيس المستقيل “عبد ربه منصور هادي” مرتعاً خصباً لكثير من الدول الأجنبية والعربية كأمريكا والسعودية والإمارات وبعد أن تمكنت تلك العصابة من تفكيك قوات الجيش اليمني واستطاعت نشر الإرهاب في كثيرِ من مناطق اليمن وخاصة في المحافظات الجنوبية والبدء في تقسيم الأراضي اليمنية إلى ستة أقاليم ونشر الذل والهوان في أوساط المجتمع اليمني، كان هنالك شعب واعي يحمل على عاتقه القيم والأخلاق ويرفض الوصاية الخارجية والاستعمار، فكانت هذه الثورة المباركة التي انطلقت في الواحد والعشرين من سبتمبر في عام 2014، هي تتويجا لهذه الأهداف التي سعى لتحقيقها.

الجدير بالذكر هنا بأن النظامين السعودي والإماراتي على وجه الخصوص كانوا من اكبر أعداء هذه الثورة المباركة ولقد بذلوا الغالي والنفيس من اجل القضاء على هذه الثورة ولقد سلطوا وسائل إعلامهم لتشوية هذه الثورة وتلفيق الكثير من الأكاذيب لها. فعندما شعرت السعودية والإمارات بخطر هذه الثورة المباركة على مصالحهما في اليمن، اعلنوا حربهم العبثية على اليمن مستخدمين كل التجهيزات العسكرية وكل السبل الاقتصادية والسياسية للقضاء على هذه الثورة. ولكن هيهات لهم النجاح وفي اليمن رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، لقد استطاع الشعب اليمني بعد مضي عامين ونصف على هذا العدوان الغاشم أن يكشف للعالم اجمع ألوجه القبيح لهذا العدوان الذي حصد أرواح الألاف من الابرياء واستطاعت قوات اللجان الشعبية جنبا إلى جنب مع إخوانهم من الجيش اليمني أن يقفوا وقفة رجل واحد أمام هذا العدوان. لقد تكاتفت أيادي أنصار الله مع أيادي إخوانهم من حزب المؤتمر الشعبي العام، وكذلك العديد من الأحزاب اليمنية، أمام هذا العدوان ورفدوا جبهات القتال بالمال والرجال والغذاء، لقد برهنوا للعالم اجمع بأنهم قوة لا يستهان بها، استطاعت الوقوف بصمد وإكبار أمام قوات التحالف الذي تتزعمه السعودية وهزيمتها.

ولقد تحققت لأبناء الشعب اليمني الكثير من المنجزات، بنجاح ثورة 21 سبتمبر المباركة، فلقد أسقطت هذه الثورة جميع الأقنعة وكشفت للشعب اليمني بأن هنالك أطراف خارجية كانت تقوم بدعم الفار “هادي”، تسعى إلى تمزيق اليمن وتقسيمه ونشر الفوضى والإرهاب. ومن ناحية اُخرى كشفت هذا الثورة المضمون الخفي للمبادرة الخليجية التي سعت السعودية والإمارات لتحقيقها. كما أن هذه الثورة المباركة أسقطت الوصاية على اليمن التي جاءت بها الأمم المتحدة تحت مسمى “البند السابع” والذي كان يهدف إلى حماية المبادرة الخليجية وقمع المخالفين لها. لقد تمكنت ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر من ردع التدخلات الخارجية بشكل كلي والقضاء على كل أجندته في داخل اليمن. إن هذه الثورة المباركة هي ثورة تصحيح المسار لثورة الربيع العربي التي قامت في عام 2011، ولقد تمكنت هذه الثورة المباركة من القضاء بشكل كبير على مشروع الفوضى والتدمير الذي كان يقوم “هادي” بتأسيسه بدعمِ من أمريكا والسعودية والإمارات.

تجدر الإشارة هنا بأن السيد “عبدالملك الحوثي” وصف هذه الثورة، خلال كلمه ألقاها يوم امس الأربعاء بمناسبة هذه الذكرى، بأنها “ثورة21  سبتمبر، تحّرك عبّر عن كل اليمنيين وتبنى مطالبهم جميعاً” وأضاف قائلا “ما هناك أي داعي، يعني أننا نقبل بأن يستمر ذلك الوضع على ما كان عليه وهو يتجه نحو الأسوأ، كل شيء في هذا البلد، قيم ومبادئ وعزة وكرامة وأصالة، يفرض علينا أن نعمل على إيقاف تلك الكارثة التي كانت قائمة، فكان التحـرك في التصعيد الثوري تحـركاً مسؤولاً ويمثل ضرورة ملحة لإيقاف تلك الكارثة الرهيبة التي كانت قائمة، وكان تحـركاً فاعلاً ومؤثراً”

ومن جهته صرح “عبد العزيز بن حبتور” رئيس الوزراء اليمني والقيادي البارز في حزب المؤتمر الشعبي العام اليوم الخميس خلال الاحتفال بهذه الثورة، قائلا: ” إن الأحرار في اليمن هم من يصنعون الثورة وليس القابعين في فنادق الرياض وأبو ظبي أو غيرهما. ولفت، قائلا : “ثورتنا لا تتحقق إلا بالدماء الذكية للشهداء والحكومة معنية بأسر الشهداء والمضحين”. وأضاف: “قادمون لتحرير كل شبر من اليمن من ايدي هذا العدوان الغاشم ولن نتنازل عن أي بقعة من بلادنا لا للسعودية ولا للإمارات”.

ومن جهة اُخرى صرح الرئيس الصماد في هذا الحفل الجماهيري قائلا: “نحتفل اليوم بالذكرى الثالثة لثورة الحادي العشرين من سبتمبر الباسلة تلك الثورة الشعبية الشريفة التي أسقطت نظام العمالة والتبعية والفساد وأطاحت برموز العمالة والتخلف والإرهاب وفتحت الباب لانعتاق القرار السياسي اليمني من مرحلة الوصاية والهيمنة الخارجية التي ظلت تكبل شعبنا بقيود الفقر والتخلف والقمع والوصاية على القرار السياسي”.

إن ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر المجيدة هي ثورة لإعادة الاعتبار والثقة لأبناء الشعب اليمني، ولإقامة نظام سياسي عادل يعبر عن جميع فئات الشعب اليمن، لا ينحاز إلى أي طرف أو حزب أو قبيلة ولإقامة اقتصاد قوي يساعد كل اليمنيين على العيش في أوضاع جيدة وللحد من التدخلات الخارجية التي كانت تعمل في الماضي على نهب ثروات البلاد.

قد يعجبك ايضا