«لوموند» الفرنسية: السعودية والإمارات.. استنساخ للحكم الديكتاتوري

 

 

أكدت صحيفة «لوموند» الفرنسية في تقرير لها أمس أن العهد الجديد في السعودية يلفه كثير من الغموض، مشيرة إلى اعتقال السلطات السعودية نحو 40 شخصية دينية واقتصادية وقضائية، إما لأنهم عبّروا عن بعض التحفظ على البرنامج الاقتصادي لولي العهد محمد بن سلمان أو إنهم لم يركبوا موجة تشويه مشيخة قطر، وهي موجة تدعمها السلطات السعودية منذ الأزمة بين البلدين قبل أربعة أشهر.
 
وحسب التقرير الذي أعده مراسل الصحيفة في لبنان بنيامين بارت، فإن السعودية شهدت أواخر أيلول المنصرم ما وصفته بـ«لحظة الاسترخاء» وذلك على أثر «القرار الملكي» الذي سمح للمرأة بعد كفاح نشط دام أكثر من 30 عاماً بقيادة السيارة، مؤكدة أن لحظة الاسترخاء هذه لم تدم سوى ساعات قبل أن تعود عصا الاستبداد، إذ استدعت السلطات هؤلاء الواحدة تلو الأخرى وحظرت عليهن الحديث لوسائل الإعلام.
 
ورأى التقرير أن من يمسك بزمام الحكم هو ملك بني سعود سلمان ومن يديره من خلف الستار نجله محمد، والاثنان يرفضان الإقرار بأي دور للناشطات في هذا القرار, مشيراً إلى أن مثل هذا النموذج في الحكم «الأوتوقراطي» وما يمثله من تدابير متناقضة لا يطبق إلا في «الدولة المفضلة كنموذج لابن سلمان وهي الإمارات».
 
وأشار تقرير الصحيفة إلى نظام الحكم الذي يمارس في الإمارات السبع الذي يجمعها اتحاد يجمع شكلياً بين الانفتاح الاجتماعي والثقافي والانغلاق السياسي، فيما تكون الدكتاتورية مطلقة عندما يتعلق الأمر بمسألة الحكم والسلطة، مؤكداً أن الإمارات في ظل حكم محمد بن زايد لا تتسامح مع أي نوع من النقد.
 
وأكدت الصحيفة أن ما يسمى «رؤية 2030» التي يتبناها محمد بن سلمان هي نفسها قص ولصق «لخطة الإمارات 2021»، موضحة أن «رؤية 2030» أو «خريطة الطريق السعودية» لاتشمل أي انتخابات كما لا تشمل رفع الرقابة عن الصحافة ولاالعفو عن المعارضين ولا إلغاء عقوبة الإعدام.
 
ورأى التقرير أن إسقاط الصيغة الإماراتية على السعودية سيكون شاقاً وسيأخذ وقتاً طويلاً بحكم الاختلاف الكبير بين البلدين، فالإمارات ليست سوى «سلطنات» يعيش فيها 900 ألف نسمة عند مخرج مضيق هرمز فرضت عليها أبو ظبي إرادتها، في الوقت الذي تعتبر فيه السعودية شبه قارة من حيث المساحة وعدد السكان الذي يبلغ 20 مليون نسمة.
 
واختتمت الصحيفة تقريرها بالقول: ابن سلمان في مسعاه لاستنساخ السعودية في إمارات مكبّرة يفرض الطاعة المطلقة، لكن لا بد له من تحقيق نتائج سريعة كي يتسامح المجتمع السعودي مع مثل هذه الضغوط.
قد يعجبك ايضا