تصريحات الزُبيدي وانفصال الجنوب..!..بقلم/ بندر الهتار

 

عيدروس الزبيدي رئيس ما يسمى المجلس الانتقالي الجنوبي يقول إن دول كبرى أعلنت اعترافها بالمجلس، ويؤكد أن استفتاء شعبيا حول الانفصال سيعلن قريبا، ما يعني أن تلك الدول الكبرى حسب توصيفه هي من تشجع وتدعم التسريع في عملية الانفصال..!
أمريكا على رأس تلك الدول، وهذا يؤكد أن إحدى أولويات تحالف العدوان هو تقسيم اليمن وشرذمته بعيدا عن الشعارات الزائفة.
كان يخطط العدو إلى احتلال اليمن بالكامل، ثم يبدأ بتقسيمه أخماس في أسداس بالكيفية التي يريدها ووفق أهوائه وبما يتناسب مع أطماعه، لكن عندما عجز عن الوصول إلى صنعاء وكثير من المحافظات، فكر بالبدء في تنفيذ عملية تقسيم أولية تشمل المناطق المحتلة، خصوصا بعد استفتاء كردستان.
فرصة نجاح مشروع التقسيم في الجنوب فاشلة بكل المقاييس، بسبب الصراع المحتدم بين قيادات الجنوب نفسها، ووجود القاعدة وداعش، وتنافس السعودية والامارات، والخلاف الكبير مع هادي وحكومته، والصراع مع حزب الاصلاح، علاوة على أن الخارج وإن قبل من تحت الطاولة بالانفصال الآن، فإنه لا يريد جنوبا موحدا بل منقسما إلى دويلتين أو أكثر، وهذه عوامل ستعطي نتائج عكسية إذا ما قررت القوى الجنوبية الذهاب نحو الاستفتاء في الوقت الراهن.
يتذرع الزبيدي مع جناحه بأن وجود هادي أو الاصلاح أو غيرهم هو السبب خلف عدم الاستقرار الذي تعيشه المحافظات الجنوبية، ومن خلال ذلك يريد أن يصور للمواطنين هناك بأن تفرد المجلس الانتقالي بشؤون تلك المحافظات عن طريق الانفصال سيعيد الاستقرار ويعزز التنمية، وهذا غير صحيح.
الخارج لا يريد للجنوب أن يستقر ولا أن يشهد ازدهارا في التنمية وتطورا في توفير الخدمات، لأنهم اتفقوا مع الزبيدي وأقرانه على تحويل الجنوب إلى معسكر كبير يقاتل أبناؤه لصالح السعودية والامارات في أي جبهة يريدون، حاليا في الحدود وجبهة الساحل، ولو استتب لهم الأمر سيقاتلون بهم في دول أخرى كما كان يراد لليمن أن يتحول إلى معسكر كبير من شماله إلى جنوبه.
بعيدا عن ما إذا تم الانفصال أو لا، فإن مجرد القبول بإجراء الاستفتاء يمثل فضيحة مدوية لتحالف العدوان باعتبار أن أهم أهدافه المعلنة هي الحفاظ على وحدة اليمن، وفضيحة أخرى للمجتع الدولي، الذي أكد في كل قرارته على وحدة اليمن وعدم السماح بالمساس بها، وفضيحة ثالثة للدول التي التزمت الحياد منذ بدء العدوان وفي مقدمتها روسيا والصين، عندما كانت تتحدث في بياناتها بأن تقسيم اليمن يهدد الأمن والسلم الدولي، وفضيحة رابعة للقوى اليمنية التي قاتلت مع العدوان وشعارها “الوحدة أو الموت” وفي مقدمتهم حزب الاصلاح.
لا نعتقد أن الخارج سيعلن صراحة قبوله بالانفصال، لكنه من تحت الطاولة سيوعز إلى أدواته بالتعجيل في الاستفتاء، ولن يتم الضغط باتجاه منع الانفصال عدا البيانات الخجولة، إلى أن ينتهي الحال بقبول الأمر الواقع، لكن على طوال تلك الفترة يكون الجنوب قد دخل مرحلة من الصراعات لا يعلم بها إلا الله.

قد يعجبك ايضا