بين الإعصار .. والدعاء والحل الإفتراضي ؟؟. بقلم /هاشم الوادعي

 

يضحكني بعض المسلمين وقاصري الوعي الذين يرفعون ايديهم بالدعاء على الولايات المتحدة. ويضحكني اكثر أولئك الذين يعتبرون ان الأعاصير التي اجتاحت اميركا الايام الاسابيع الماضيه انما هي تعبير عن غضب الله عليها . انها رؤية وتحليل العاجز الذي يعبر عن عجزه باللجوء الى الخوارق وإلماوراءيات . 
ليست الأعاصير بأمر جديد على الولايات المتحدة . وهي كانت تهب على هذه الأرض قبل ان تسمى الولايات المتحدة الأميركية. عندما كان يقطنها الهنود الحمر سكانها الأصليون المساكين الذين لم يكن لديهم وسائل تفادي الأعاصير ونتائجها رغم ان اضرارها كانت اقل وقعا بسبب عدم وجدو بنية تحتية وناطحات سحاب وما الى ذلك من مظاهر الحضارة التي ارساها الغازي الأوروبي وغيره من الغزاة .
الأوروبيون عندما غزوا اميركا كانوا يعلمون ان هذه الجغرافيا تجتاحها الأعاصير من حين لآخر بسبب موقعها الجغرافي بين محيطين . لكن ذلك لم يثنهم عن استكمال مشروعهم الإستعماري وإبادة سكانها الأصليين وانشاء ثقافتهم وحضارتهم التي جعلتهم يمتلكون اسباب القوة وحولتهم الى قوة ظالمة غاشمة ومهيمنة على العالم. دفعنا عجزنا عن مواجهتها لأن نعبر عن عجزنا بالدعاء . دعاء العاجز .
ليس الإعصار الأخير ارما الذي ضربها فريدا من نوعه. او هو يأتي خارج السياق الطبيعي لحركة الكون والطبيعة . اذكر ان اعصار ضرب الولايات المتحدة عام. 2005. او 2006 اذكر ان اسمه كان كاتريناربما كان يوازي اعصار ارما في قوته وأضراره واذكر انه اتى على ولاية كاملة بالدمار والخراب لذلك اعتقد ان ثمة علاقة جدلية بين منسوب الفقر والأعاصير حيث تصرف يومذاك جورج دبليو بوش بغباء مفرط حيال الكارثة التي اصابت مواطنين غالبيتهم من المواطنين السود الذين بقوا اسبوع كامل من غير أكل او ايواء. لم يؤد ذلك الى تراجع الولايات المتحدة عن مشاريعها الإستعمارية واجرامها بحق الشعوب وسيطرتها وهيمنتها على العالم.

الأمبراطوريات لا تنتهي بالأعاصير او بالأدعية وانما بامتلاك ادوات القوة لمواجهتها وهزيمتها الذي اكد عليها الشهيد القائد السيد حسين بدرالدين الحوثي رضوان الله عليه من خلال منهجية القران التي بينت خطر اولئك المستكبرين ومشاريعهم التي تسعى الى اذلال الشعوب المستضعفه والمسلمة وتحويل اوطان تلك الشعوب الى دويلات متناحرة تسهل مهمة الامريكي في تنفيذ مخططاته الاستعمارية ليكون شرفاء اليمن في مقدمة من افشلوا مخططات الامريكي بامتلاك المشروع المناهض للهيمنة الامريكية والمواجهة بكل قوة واستبسال لادوات ذلك المشروع
وطالما كان يعتقد قاصري الوعي في المساجد والأمكنة العامة بأن ادعيتهم بان يعاقب الله الولايات المتحدة دون ان يمتلكون ادوات القوة اللازمة لمواجهتها سبب في تسليط الاعاصير على امريكا ولكنني ابشركم منذ الآن بأن الولايات المتحدة ستزداد اجراما واستعمارية والاستيلاء على المزيد من الاوطان الاسلامية والمزيد من اذلال شعوب المسلمين مالم تتحرك الشعوب الاسلامية في مواجهتها.

نشرت في صحيفة الجمهورية

قد يعجبك ايضا