ولد الشيخ .. ورقة مضروبة في شتاء الرهانات …بقلم/ علي أحمد جاحز

تحدثنا باكرا في منتصف العام الماضي ان الامم المتحدة اتخذت قرار اقالة المبعوث الاممي الى اليمن اسماعيل ولد الشيخ احمد ، وان بقاءه لم يكن سوى تلبية لطلب سعودي امريكي بحيث لا تظهر اقالته بانها انصياعا لرغبة انصارالله وحلفائهم وانتصارا لهم.

وفي الواقع من اتخذ قرار اقالة المبعوث الاممي الأكثر فشلا وسقوطا في تاريخ الامم المتحدة ولد الشيخ ، هو الشعب اليمني وقيادته السياسية الحكيمة ، حين اطلق الرئيس صالح الصماد توجيهاته بعدم التعاطي مع ولد الشيخ وذلك في خطابه نهاية العام قبل الماضي امام الجماهير بميدان السبعين ، على خلفية فضيحة ولد الشيخ والامم المتحدة وعجزها عن اعادة الوفد الوطني من عمان الى اليمن .

تلك كانت لحظات اقالة ولد الشيخ القسرية بارادة يمنية لم يستطع العالم كله ان يقف بوجهها ويفرضه ليستمر في لعب دور السمسار المكشوف في ثوب الوسيط الاممي ويتحرك في خدمة العدوان تحت مظلة القانون الدولي ، ويبيع ويشتري في الدماء اليمنية بغطاء حقوق الانسان والشعارات الانسانية .

لعبة ولد الشيخ انتهت عندما رفض ممثلوا الاطراف اليمنية الوطنية مقابلة ولد الشيخ في صنعاء لاكثر من مرة ، وحين رفضوا ايضا مقابلة نائبه شريم ، وحين تم رفض التعاطي مع اي مقترحات او دعوات تأتي من طرف المبعوث او من يمثله.

نستيطع ان نقول بكل ثقة ان كل رهانات العدوان ومن يقف وراءه سقطت تحت اقدام يمنية ثابتة على الارض ولم يكن ولد الشيخ الا واحدة من تلك الرهانات التي سقطت ، مثله مثل بقية الرهانات التي كان أخطرها انقسام الموقف السياسي الوطني الداخلي الى مواقف متباينة يتم عبرها تمرير ما لا يمكن تمريره من اجندات ومقترحات لصالح العدوان .

لاينبغي ان نخجل من كشف الحقائق ، بعد القضاء على عفاش وفتنته وعصاباته سقطت الكثير من رهانات العدوان تباعا على كل الاصعدة العسكرية والامنية والسياسية والقانونية وحتى التكتيكية التي كان يلعب عليها ولد الشيخ والامم المتحدة ومن وراء ذلك امريكا واسرائيل .

نتذكر جميعا ان عفاش وزبانيته كانوا في الشهور الاخيرة يقدمون بين الحين والاخر مبادرات استسلام مهينة حينا عبر مجلس النواب وحينا عبر الخارجية وحينا عبر مواقف رسمية باسم الحزب مثل تسليم الموانئ والمنافذ لوصاية الامم المتحدة وهي التي تلقفها ولد الشيخ من جهته في مشهد تنسيقي مكشوف .

ولعل الاخطر من ذلك هو الترتيبات والتفاهمات السرية التي كان يجريها عفاش مع دول العدوان ومع امريكا وغيرها من الدول لفرض خيارات وحلول استسلامية ومهينة مقابل وعود لعفاش وابنه بحصه في مستقبل اليمن السياسي .

هذه التحركات كانت مرصودة ولم تكن القوى الوطنية غافلة عنها ، حتى وصلت تلك المؤامرات الخيانية الى مرحلة خطيرة تمثلت بمحاولات روسيا تهريب عفاش من اليمن ليمارس لعبة قذرة تتمثل في ابرام صفقة تبيع الوطن وتضحيات ابنائه من روسيا وباسم جبهة مواجهة العدوان ، فتم افشالها قبل ان نجدها قد ترجمت الى اجندات دولية يسوق لها ولد الشيخ .

من هذا المنطلق نجزم وبثقة ان القضاء على فتنة عفاش اسقط اهم رهانات العدوان ، وفي شتاء صقيعه يحرق الاوراق ويشقق الجذوع ، سنشهد قريبا تغييرات في المواقف الدولية والاقليمية يمكن ان نقول مشابهة لاقالة ولد الشيخ، وقد نشهد تحركات باتجاه عقد جولات تفاوضية وما شابه ذلك، وهي انتصارات سياسية تضاف الى الانتصارات العسكرية الكبيرة التي شهدناها متتالية بعد القضاء على تلك الفتنة وزعيمها .

وأخيرا ، نصيحتي للقيادة السياسية ان لا تقع في فخ جديد يعيدها مجددا الى مربع اللعبة الدولية والاقليمية المتمثلة في تقسيم الموقف الوطني والوفد المفاوض اليمني الى فريقين ، ينبغي ان يكون هناك وفد وطني واحد يضم كل القوى الوطنية برئاسة شخصية وطنية واحدة ويصدر قرار جمهوري بتكليف الوفد ورئيسه.

المرتزقة يفاوضون وفدا واحدا وهم متفرقون وقلوبهم شتى ، فما الذي يجعلنا نفاوض بوفدين ونحن قلب واحد وموقف واحد وقضية واحدة وعدونا واحد وغايتنا المثلى واحدة .؟!

علينا ان نرفع منسوب التفاؤل بانتصارات سياسية، ولا نخفض منسوب التفاعل مع الجبهات وتعبئتها لانها لم ولن تتأثر باي متغيرات سياسية كما عودتنا دائما .
وسننتصر باذن الله
#جبهة_الوعي

يوميات – صحيفة الثورة – عدد الاربعاء الموافق 24 يناير 2108م

قد يعجبك ايضا