صحيفة إسبانية: بذريعة مواجهة النفوذ الإيراني “السعودية” تتحالف مع “اسرائيل”

عين الحقيقة/تقرير زينب فرحات

نشرت صحيفة “البايس” الإسبانية تقريراً رصد تقارب العلاقات السعودية ـ الإسرائيلية وتداخل المصالح فيما بينهم في عهد سلمان بن عبد العزيز، الأمر الذي بدا واضحاً خلال مؤتمر ميونخ للأمن الذي عُقد بحضور وزير الخارجية السعودي عادل الجبير ورئيس وزراء دولة الإحتلال بنيامين نتنياهو، حيث اتفق كلا الطرفين على مواجهة إيران. الصحيفة الإسبانية قالت إن العلاقات السريّة بين العائلة الحاكمة في “السعودية” وحكومة الإحتلال قد خرجت إلى العلن في الفترة الأخيرة، بعد سنوات طويلة من التستّر، وإن تبنّي الموقف السياسي ذاته تجاه إيران يعد مثالاً واضحاً على تناغم المواقف السياسية بين الكيانين، غير أن دائرة العلاقات والتطلّعات بينهما تعد أكثر اتّساعاً. إن تقارب العلاقات بين “إسرائيل” و “السعودية أثار ضجّة في العالم العربي، باعتبار أنها علاقة غير نمطية بين بلد عربي وآخر محتل، والرياض حتى لو كانت تواصل التنسيق مع الكيان الصهيوني إلا أنها كانت حريصة دائماً على ممارسة ذلك في الخفاء، لكن اليوم بات الأمر بديهياً وظاهراً إلى العلن بذريعة “مواجهة النفوذ الإيراني”، تشير الصحيفة. وتقول الصحيفة نقلاً عن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي غادي أيزنكوت، في حديثه إلى صحيفة إيلاف السعودية، أن التنسيق الإستخباراتي بين الكيانين (السعودي – اسرائيل) يتعاظم في الآونة الأخيرة ضد إيران، إلا أن اللافت في الأمر هو المنبر السعودي (إيلاف) الذي مُنح لأحد أعضاء دولة الإحتلال كسابقة تعد الأولى من نوعها في العالم العربي. وزير الطاقة الإسرائيلي، يوفال شتاينتز تطرّق بدوره إلى حقيقة الاتصالات السرية مع “السعودية”، حيث أكد على أن “إسرائيل بصدد تطوير علاقات فعلية مع المملكة العربية السعودية والعديد من الدول العربية الإسلامية الأخرى، لكننا نفضّل الحفاظ على سرية المسألة بناء على رغبة الجانب الآخر”. الصحيفة الإسبانية بيّنت التنسيق بين “السعودية” و”إسرائيل” في مجالات مختلفة، لا سيما اللقاءات بين الجيش الإسرائيلي والسعودي التي تُعقد بصورة دورية، وفي إحدى حواراته مع صحيفة إيلاف أكد وزير الاستخبارات الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، أنه دعا ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى زيارة دولة الإحتلال، على اعتباره “زعيماً للعالم العربي”، مع العلم أن إيلاف حذفت هذا الجزء من تصريحاته. وأشارت الصحيفة إلى دور الرئيس الأمريكي دونالد ترامي في التنسيق “السعودي – الإسرائيلي” ضد الفلسطينيين من خلال صهره ومبعوثه الخاص إلى المنطقة، جاريد كوشنر، وفي هذا الصدد تنقل الصحيفة قول المحلل السعودي جمال خاشقجي: إن “ابن سلمان ارتكب خطأ كبيراً من شأنه أن يضر بصورة السعودية، وأن يمنح الأسبقية لإسرائيل”. ولفت خاشقجي إلى أن ابن سلمان لن يحقق الكثير من خلال تقربه من “اسرائيل” فمن جهة لن يؤثر الضغط على الفلسطينيين بشيء ولن يدفعهم إلى تغيير موقفهم تجاه العدو الإسرائيلي، غير أنهم يتمتعون بحيّز أوسع للتعبير عن رفضهم للعدو الصهيوني مقارنةً بدول الخليج من خلال التظاهرات، ومن جهة أخرى لن تقوم “اسرائيل” بشن حرب على إيران من أجل “السعودية”. الصحيفة ختمت تقريرها بالاشارىة إلى ما قاله أستاذ العلاقات الدولية والخبير في شؤون الخليج في جامعة “إيه آند إم” غريغوري غوس، بأن “العالم العربي لا يزال يكنّ الكثير من مشاعر العداء تجاه إسرائيل، والمزيد من التعاطف مع فلسطين، وهذا يشمل السعوديين أيضاً. وستكون تكلفة الفوائد التي حظيت بها الرياض من خلال العلاقة التي تجمعها بإسرائيل خلف الكواليس باهظة على المستوى الداخلي”.

قد يعجبك ايضا