بعد شللها العسكري الامارات تلجأ لعكازة الامم المتحدة …بقلم/زين العابدين عثمان

 

شهور من التخطيط والتنسيق والتحضير بين الامارات ومثلث الدول الكبرى امريكا وبريطانيا وفرنسا لشن عملية عسكرية ضخمة مكتملة الاركان للسيطرة على الحديدة وميناءها وقد تم الاعداد لها وفق دراسات دقيقة وكان من المفترض اليوم ان يقوم وزير الخارجية الاماراتي “انور قرقاش” باعلان السيطرة على الحديدة وميناءها وليس اعلانه لايقاف العمليات العسكرية تلك واهدافها الخاوية .

ان اعلان “قرقاش ” اليوم لايحمل الجديد ولاله اي صلة في مايخص تغيير معادلة معركة الحديدة لصالح بلاده وانما هو اعلان مسبق من تحت الطاولة بالهزيمة النكراء الذي تلقاها النظام الاماراتي وهذا ما تقوله كل المؤشرات والمعادلات الحيوسياسية في تفاصيل هذه المعركة ، فالخسائر المهولة التي تلقتها الامارات في المعارك التي تركزت على امتداد 90 كيلومتر يالخط الساحلي الغربي فاقت كل الحسابات وخرجت عن اطار السيناريو المرسوم واصبحت تمثل ثقلا يهدد امنها القومي والاقتصادي مع مرور الوقت وفوق ذلك دخلت قواتها ومرتزقتها التي تعتمد عليها على الارض حيزا استنزافي جعلها تتأكل بسرعة هائلة وجنونية نتيجة الصد والممانعة الفولاذية التي اظهرتها قوات الجيش اليمني واللجان الشعبية وخطت الاخير العسكرية التي ادت في وقت متلاحق الى قطع خطوط الامداد بالكامل عن مرتزقة وقوات الامارات في مناطق ساحلية هامه منها الجاح والفازة والنخيلة لتسقطع بعدها بشكل دراماتيكي عدد من كتائب المرتزقة بكامل عتادها في دائرة الحصار والبعض الاخر في قبضة قوات الجيش واللجان الشعبية .

لقد كان النظام الاماراتي وكذلك دول التحالف على علم بان القوات التي هاجمت بهم الحديدة دخلت في حالة استنزاف خطرة وانهيارات كبرى مع مرور الوقت وان قرار استمرارية بقاء الوضع على ماهو عليه لهو قرار كارثي لهو عواقبه الوخيمة وخروج المعركة عن السيطرة فما كان هناك خيار اخر غير اعلان توقف العمليات والشروع في هدنه لاعادة ترتيب الاوراق والاستعداد للمرحلة المقبلة التي لاتستبعد بان تكون في اطار مسار تصعيد ميداني يتم التحضير له .

لذا السؤال الان هو كيف سيكون دور الامم المتحدة ? وما هي مسارات المرحلة المقبلة ? وهل ستكون هذه التهدئه بداية للخوض في تسويه شاملة وايقاف الحرب ام انها استراحة محارب ?

لنبدأ اولا في ما يخص دور الامم المتحدة فتدخلها هذه الفترة مبهم والادوار التي مثلتها سابقتو تمثله حاليا لازالت انحيازية لطرف دول التحالف السعودي وهذا واضح والدليل كونها لازالت تتبنى ملف “الانسحاب اللامشروط لانصار الله” من الحديدة وهو طلب دول التحالف حيث من المفترض ان تتبنى مشروع مقاربات تفاوضية لكلا الطرفين دون اي شروط مسبقه من احد، بالتالي هذا هو ما يجعلنا نحن المراقبين ان نشك في مصداقية محورية ومساعي هذه المنظومة الدولية على صعيد تأسيس قواعد السلام وتسوية شاملة تنهي العدوان والازمة في اليمن في الفترة المقبلة ،

وبالتالي فلا يسعنا غير القول بان دور الامم المتحدة لازال مشكوك في امره ولازال ينهج سياسة القطب الواحد في مسار التفاوض وعلى رغم ما يظهره المبعوث الى اليمن مارتن غريفث من مساعي وجهود حثيثه لكنها وللاسف لاترقى فعليا الى مستوى المساعي الحقيقية التي تستطيع ان توقف الحرب .
وعلى هذا الاساس لايمكن ان نتوقع الكثير في عملية احلال السلام رغم اننا ننشده وينشده كل الشعب اليمني والسبب يعود في ذلك الى دور الامم المتحدة المشبوه واللامحايد وكذلك عدم جدية دول التحالف السعودي في ابداء اي نوايا فعليه لايقاف عدوانهم وعملياتهم العسكرية في اليمن رغم فداحة الموقف وتداعياته ورغم الكم الهائل من الخسائر التي تلقتها في الثلاثة الاعوام السابقه وبالاخص في معركة الحديدة ،..

لذا يمكن القول بان اقدام دولة الامارات بايقاف العمليات العسكرية في مناطق بالحديدة ليس سوى نتيجة فشلها وشللها العسكري في تحقيق اي انجازات هناك وهذا هو الامر الاكيد لكن اجانب المهم فيه ان لدى الامارات الرغبه الملحة في اخذ” استراحة محارب ” لبلورة الاوضاع التي خرجت عن سيطرتها وارتدت عليها عكسيا معتمدة في ذلك على عكازة الامم المتحدة التي ستوفر لها الوقت والغطاء اللازم

قد يعجبك ايضا