صحيفة الحقيقة:أقرأ عن بطولات الرجال وفروسية النبلاء في زغن صرواح وعنبرة وبراكة والمطار

صحيفة الحقيقة/كتب/مصباح الهمداني

حديث عنبرة!

في غفلةٍ جاء الغزاةُ الكفرة، كي يعبثوا في أرضنا المطهرة، حطوا الرحال في رمالِ عنبرة،

لا تسألوا من عنبرة، وما حديثُ عنبرة، فللجوابُ أفرعٌ معطرة.

في الساحل الغربي في المؤخرة، هناك ترسم المؤامرة، هناكَ ثعلبٌ “وعصفرة”، هناك آمرٌ ومسخرة، هناكَ عسكرٌ وعسكرة، وصالةٌ مصغرة..

وصورةٌ لهالكِ مكبرة، وصورة الأبناء كانت حاضرة.

يصيح فيهم ضابطٌ ما أحقره، يقول:

يا أنذال قواتنا محاصرة..قواتنا مقطعة مكسرة ..

فتنحني الرؤوس صاغرة..

يكرر الصياح وقد علا تذمره:

يا أيها العبيد جنودنا بين الصحاري المقفرة.. والقنص في جنودنا ما أكثره..

ولا جواب يأتي من الوجوه المقترة..

يدور بينهم، مثل بعير “المعصرة”، يلملمُ الغضب في جملةٍ مختصرة:

هل بينكم من يعشق المخاطرة..

فينبري عميد، بين الوجوه المغبرة، يقول في خجل بأحرفٍ مبعثرة:

(إخواننا قد حوصروا ونحن تحت السيطرة

وللعدو مصنعٌ وخطةٌ وخبرةٌ مدبَّرة

وللعدو مِخيطٌ ومنهجٌ ومسطرة

فلتنقذونا من جنود حيدرة

إني أرى في كل شبرٍ مقبرة)

***

وفي الأثناء طائرةٌ تسير، ترصدُ همسَ أتباع البعير، تنقلُ للأخيار ذلك الخبر الخطير؛ وتُرسلُ التقرير:

بأن كبار العهر والأمر المثير؛ قد التمُّوا بأسودهم وأحقرهم وبالنعل الصغير، وفي الخيمة الكبرى اجتماعٌ للطويل وللقصير، ويتداول الحمقى الحصار المستطير، لكنهم حتى الآن لم يجدوا أمير، والكل يأبى أن يسير، لكنَّ للغازي حراجًا ليس له نظير، يستقدم الأغبى إلى ذات المصير، ويزيدُ في الأثمان كي ترضى الحمير..

ويأتي الجوابُ من الشبل الخطير، بأن تضعي الحمولة يا أميرةُ كلها فوق الحمير…

وتشتعلُ الحرائق في معسكر عنبرة،

في وسط نار مسعرة، اشعلتها طائرة مسيرة،

وتجتمعُ البوارجُ في السواحل كالأفاعي ناظرة،

وتحط أسرابُ من طائرات الإخلاء الكبيرة،

وتُعلنُ حالة الطوارئ في مستشفيات أبو ظبي وشرورة!

فهذا باختصار هو حديث عنبرة!

والتي سقط فيها المئات من الفجرة!

ألم نقل لهم بأن اليمن للغزاةِ مقبرة!

 

زغن صرواح!

لو كان الحوثيون ملائكة لقلت ملائكة تقوم بمعجزة، ولو كانوا خريجي كليات الشرق أو الغرب لقلت متدربين وأتقنوا العمليات..لكن أن أقلب نظري كل مرة فلا أرى إلا صالح وناجي وحسن وحسين ومحمد وأحمد وعلي وناصر إلى آخر القائمة من الأسماء اليمنية..

ثم أفتش عن بلادهم التي جاؤوا منها فلا أجد إلا همدان وبكيل وحاشد ومذحج وتهامة وتعز وذمار وحجة وذمار وريمة وصعدة..إلخ؛

فتلك مسألة تحتاج منا أن نتوقف!

نتوقف ببصيرة!

وتأمل!

وبدون تعصب أعمى!

هؤلاء الذين رأيناهم في موقع الزغن والمطار في صرواح مارب وهم يسددون قذائفهم بسلاحهم ثم يتبعونها بكلمات نكادُ نسمعُ نبضها، تنطلق تلك الكلمات من القلب، وكأنها ترافق الصاروخ وتوجهه والمجاهد يرددها “يا ألله سدد..يا ألله سدد..يا ألله سدد)

وكأن الصاروخُ مأمورٌ بأمر الله، فيلاحق الطقم المسرع، ويضع قُبلة الموت الملتهبة في صدر الطقم المنطلق، وتشتعل نيران الغضب، ويطير سقف الطَّقم ومن معه إلى علوٍ يزيد على خمسين مترًا وكأنما هو سائق طائرة أطلق كرسي النجاة(مقعد القَذْفْ) بعد أن رأى الحريق في طائرته..لكن الفارق أن مقعد القذف يهوي بصاحبه إلى الأرض أملاً في النجاة، وصواريخ اليمانيين تقذف بالعملاء نحو السماء بعد أن تحولهم إلى أشلاء..وما إن يكتمل المشهد حتى تصدح حنجرة المؤمن المسَدَّد والمسَدِّد بصرخة النصر”الله أكبر..الموت لأمريكا”

وفي مشهدٍ آخر تظن أن القيامة قد قامت، وأنت ترى قائد أحد الأطقم ومرافقيه يقررون الهروب وترك الستة المرتزقة الراجلين لمصيرهم المجهول، لكن حِساب وحسَّابة الجيش واللجان لا تنسَ أحدًا، وتعطي كل واحدٍ حقه في الوقت والمكان المناسب..وانطلق الصاروخ كصقرٍ مدرب على اقتناص الفرائس، ولا يهمه سرعتها أو معاندة التضاريس التي تتلوى فيها..أسرع الطقم في هروبه فأسرعَ المجاهدُ في ترديده”بسم الله قاهر الجبارين” وأسرع الصاروخ نحو الفريسة ليلتهم السائق ومن خلفه في الصندوق، ثم يستسلم الطقم لمصيره المحتوم، ويُسلم بقية الركاب إلى موتٍ محقق، ويجبره الصاروخ على الانتحار، ويرمي بنفسه وبمن معه نحو الهاوية، نحو الموت المحتوم والمحسوم؛ في طريقةٍ جديدة لم تألفها أو تعرفها الجيوش من قبل!

وفي مشهد ثالث؛ يجتمع المرتزقة تحت أحد الجبال الشاهقة، يتبادلون الأحاديث حول المستنقع الذي هم فيه، وكيف تقوم طائرات التحالف بقصفهم وقصف قادتهم، ولا يجرؤ أي واحدٍ منهم الحديث بصراحة وجرأة …صاح أحدهم صيحة الموت وهو يقول”صاروخ صاروخ”..لكن الصاروخ استدار يمنة ويسرة ، في مناورة ذكية، فاجتمعوا فوق بعضهم ، ليضع القادمُ جحيمه الملتهب فوق ظهورهم الرخيصة ويحيلها إلى جلود ممزقة لا تصلحُ حتى لأسرجة الحمير…

وفي المشهد الرابع يتردد صوتُ أحد الأولياء “ياربي سدد” وبعد الصوت ينطلقُ صاوخٌ يمني نحو مدرعةٍ أمريكية رابضة، فيكون العناقُ مختلفًا، والتمزقُ سهلاً، والتفتتُ مصيرًا محتومًا…

تتبعثر المدرعة وتلتهبُ مع ما في أحشائها من أرخص العبيد وأغلى السلاح…

وفي المشهد الخامس تكون المحرقة الكبرى وخاتمة المضاف..حين يفر المرتزقة من جحيم الصواريخ المسددة، والقناصات التي لا تخطىء، فيوقف قائدهم هروبهم ويجمع لاحقهم بسابقهم، ويعدهم ببعض المال إن عادوا للقتال، ويحاول إقناعهم بأن الطيران يحلق معهم بكثافة، وهو معهم إن عادوا وضدهم إن خالفوا…

وكانوا يرددون علنًا بأن الموت هو الذي يحلق من كل جهة لكنهم لا يعرفون أيسبق إليهم موت الجيش واللجان أم موت الطيران..

فيما كانت عدسات ناظور المجاهدين قد أغلقت عدساتها، وصرَّحتْ بأن المكان هو نفس المكان الذي سقط فيه المرتزق الشدادي، وفتحت قصبات الصواريخ نوافذها، وانطلقت خُماسية مسددة يتسابقون فيها إلى تلك الوليمة التي جمعت على مائدة ارتزاقها حثالة اليمن وعبيد السودان وبقايا البحرين ..تزاحمت الصواريخ الخمسة على قلب المائدة الدسمة، وتطايرالحديد مع العظام، وارتفعَ صوت النواح والبكاء، واشتعلت النيران، وحملتِ الرياح رائحة الشواء، وغادرت الطائرات المكان، وهدأت الأصوات، وحلَّ الظلام، وارتفعتْ أصوات الكلاب والذئاب…

وسيردد التاريخ في الصباح؛ بأن صرواح لم ولن تُستباح!

 

براكة والمطار!

شاهدتُ مقطعًا قصيرًا لإنسان يأخذ فأرًا إلى الفناء الكبير أمام منزله ومنازل جيرانه، وبينما يتجمع حوله العديد من الناس يضحكون ويمرحون، يقوم برش الفأر بقليل من البنزين، ويشعل النار فيه، لكنَّ الفأر يقرر الانتقام، ويجري بجسده المشتعل نحو بيت الفاعل، ويتجاسر على الآلام والأوجاع، ويقتحم المنزل، أمامَ نظرات المتجمهرين المتعجبة، وأمام نظرات الجاني المترقبة، وما هي إلا لحظات؛ حتى اشتعلت النيران بالمنزل، ولم تمر دقيقة واحدة حتى أتى الحريق على المنزل بأكمله…

 

ولحظتها عادت بي الذاكرة إلى الوراء قليلاً لأتذكر ذلك المقطع الذي يظهر فيه محمد زايد أمام طالبةٍ حمقاء تقول له أنها مستعدة لحرق اليمن، ويقابلها ابن زايد ورفقاؤه بتصفيق حار…

وفيما أتوقفُ الآن أمامَ مشهدٍ لليمنيين وهم يتراقصون بالبرع في ميدان التحرير فرحًا وابتهاجًا بما فعلته الطائرات المسيرة بقيادة “صماد3” من غاراتٍ مسددة، وضرباتٍ موجعة، في عقرِ دارِ الغرور، ومنبع المؤامرات والشرور…

لقد أدركتُ أنَّ ما فعلتْهُ الطائرات المسيرة”صماد3″ هو حدثٌ كبير وتطور خطير، وإنجاز يكاد يتجاوز الإعجاز،

وليس بمستغربٍ أن يصرح الكثير من المحللين والمتابعين أن الأمر أشبه بالمستحيل..

إذْ كيفَ تستطيع طائرة أن تحلق بهذه المسافة الطويلة، بدون وفرةٍ من زادٍ، ولا غرفةٍ قريبةٍ للتحكم والاقتياد..

ولم ألُم أولئك الذين ذهبوا إلى أن الطائرة ربما انطلقتْ من قطر أو عمان؛ فعقولهم الصغيرة لم تستوعِب أن في اليمن عقولاً كبيرة..

ونظرتهم القصيرة لم يخطر لها ببال، أن هناك قائد ورجال؛ بعيدو النظر في الحال والمآل.

وقد كانَ المحللون الأجانب أكثرُ إنصافًا وأدق وصفًا؛ حين أجمعوا على أنَّها معجزة بكل المواصفات والمقاييس، وأنَّ الأكثر إعجازًا هو عدم رؤيتها، واختفائها من رادارات الرصد والمراقبة…

 

لقَدْ خُيِّلَ لعاق زايد بأنَّ ضربة ” بَراكة النووية” لن تتكرر، واستمرَّ في غيِّه وعناده، فجاءته ضربة المطار في العاصمة، كفاتحةٍ للقاصمة، ولو أنَّهُ اكتفى بالقتلى الألف من جنوده، والآلاف المحترقة من مدرعاته، وحفظ ماء وجهه، وعادَ بما تبقى له، لما وصلَ حاله؛ إلى دق الخشوم، وكسر الرقبة…

سنفرحُ بنصر الله الذي نراه كل يوم في جبهات العزة والكرامة على أيدي الأبطال الأشبال الأباة العظماء الرجال، من جيزان إلى نجران إلى عسير إلى الساحل، إلى باقي الجبهات الأربعين…

سنفرحُ بتأييد الله، ونكرر الدرسَ تلو الدَّرس حتى يعلمَ الغُزاة بأنَّ فأرًا أحرق بيتًا بجلده المحروق انتقامًا لكرامته المهدورة..

فكيفَ بشعبٍ حُرٍ شامخٍ أبيٍ وهو يشاهدُ جرائم المحتلين المنكرة…

إننا نرى النصرَ يرفرفُ من فوهات بنادق المُقاتلين، ويتلألأ من بصيرة أفواه المُجاهدين..

وإن غدًا يا نعال بني صهيون؛ لناظره لقريب!

 

 

قد يعجبك ايضا