ذكرى مولد الرسول الأعظم ((محمد )) ثورة تذكر العالمين بمبادئه السامية

 

سليمان ناجي آغــــــــــــــــــــــا
لا تكفي الكلماتُ والعباراتُ مهما حملت من معاني ودلالات ذكرى مولد الرسول الأعظم محمد صلى الله علية وآله وسلم حقها، ويكفي الاشارة إلى أن هذا المولد هو مولد أمة وحضارة عربية إنسانية باهرة، فقد نقل العربَ من قبائلَ معزولةٍ متناحرة متصارعة إلى أُمَّةٍ واحدة راقية، تظللُها رايةُ الاسلام العظيم. الذي وحّدها وحفظ وجودَها، وكان ولا يزال السببَ الرئيسَ في بقاء جذوتها مشتعلة لم تنطفئ، وفي صُمُودها أمام الغزوات التدميرية التي استهدفت وجودَ الأُمَّــة وما زالت.
بل بقيت أمةً متماسكةً متراصةً لم تضمحل أَوْ تتفكك أَوْ تنهار، أَوْ تزول وتندثر بفضل نور الهدى وقيَم التأسيس، التي تجمعُها، وسَرعانَ ما استردت عافيتها وإرادة انبعاثها من جديد لتستعيد دورةَ النهوض، وطردت الغزاة، وأحيت المقدسات وحرَّرت الأوطان، وهاهي الأُمَّــة العربية والإسلامية.
مولدُ الرسول هو مولدُ أمة وانبثاق حضارة إنسانية عظيمة، انقذت البشرية من التيه والضياع والشرك وعبادة الاصنام لتنحت في افاق الحرية المعاني العظام وتؤسّس صرحاً يانعاً للحضارة، ونشرت نور العلم والمعرفة في أرجاء المعمورة،
الذكرى العظيمة هي رسالةُ تسامح وعدل حيث تمضي الأيام وتبقى الرسالة خالدة مهما حاولوا من أن ينالوا من اعتدال الدين الإسلامي ومهما قاموا بأعمال عنف لتشويه صورة الإسلام تبقى الحقيقة خالدة ولا تتبدل هذه الأيام تحتفل اليمن وشعوب الأُمَّــة الإسلامية وتتزين بذكرى ميلاد الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم معبرين عن عمق وتجذر المحبة الإيمانية التي يفيض بها وجدان كُلّ مؤمن ومؤمنة تجاه صاحب الذكرى الكريمة، تمر ذكرى المولد النبوي الشريف على الأُمَّــة في كُلّ عام لتؤكد في نفوس وقلوب أبنائها بأنهم على درب الهادي البشير سائرون وبخلقه وهديه مقتدون، لينهلوا من معين هديه الصافي متزودين بأسمى مبادئ الأخلاق الإنسانية، تلك المبادئ السامية والمثل العليا التي جاء بها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لينقذ البشرية من الضياع ويضيء لها طريق الحق والعدل والانفتاح والسلام.
وطنُنا اليوم أحوجُ من أي وقت مضى إلى العودة الصادقة لنهج المحبة والمودة والتآلف والوحدة التي دعا إليها صاحب الذكرى العطرة ونادى بها طيلة فترة بعثته المباركة اليوم علينا العودة إلى النهج الصافي لدعوة الرسول الكريم الهادفة إلى وحدة وتلاحم الأُمَّــة بكل أطيافها إن جوهر رسالة صاحب الذكرى العطرة الدعوة إلى كلمة التوحيد وتوحيد الكلمة ونبذ الفرقة والخلاف والتشرذم، إننا اليوم أحوج ما نكون إلى وحدة الصف واجتماع الكلمة والوقوف جميعاً صفاً واحداً في وجه دعاة الفرقة والخلاف، متخذين نهج المصطفى في الحكمة والتسامح والتآلف والتعاون سبيلاً لتحقيق وحدتنا الوطنية ولحمتنا الاجتماعية الراسخة التي يعتز بها كُلّ يمني.
هذه الذكرى عزيزةٌ على المسلمين فى جميع أنحاء العالم، وفرصةٌ لتذكر الأعمال العظيمة والمبادئ السامية والمُثُــل العليا التى جاء بها المصطفى لبناءِ الدولة وللتأسِّى بها بالعمل والاقتداء وليس بالخطب والأقوال، وفى أن يحب المسلم لغيره ما يحبه لنفسه ويتفانى فى خدمة أهله ووطنه ويتعلم إنكار الذات، ويضحي بالمصلحة الأدنى من أجل المصلحة الأعلى والتى تتمثل فى مصلحة الوطن.
علينا استلهام الدروس والعِبَر من سيرةِ صاحب الذكرى لتكونَ نبراساً في تأكيد بُنيان وحدتنا وتآلفنا في مواجهة الأخطار والتحديات التي لا صالح فيها لأي طرف من أبناء هذا الوطن الغالي بكل مكوناته والذين يضعون مصلحة الوطن العليا نصب أعينهم مهما بلغت درجة الاختلاف في الرأي، إن الشعب اليمني قادرٌ على تحقيق مصلحة الوطن والمواطنين جميعاً، علينا كسوريين نبْذ الفرقة والخلاف وصولاً بالوطن إلى بر الأمان؛ شعور لا يفارق نفس كُلّ سوري مخلص لوطنه وأمته.
في هذه الذكرى المباركة نتوجَّهُ بأسمى آيات التهنئة إلى السيد القائد عبدالملك الحوثي وإلى الجيش واللجان الشعبية وإلى أرواح الشهداء الأبرار.

قد يعجبك ايضا