والدة الشهيد أبو قاصف لـ “ذمار نيوز”: تمنيت أن أدخل من شاشة التلفاز وامد ولدي بالحجارة ليرجم المنافقين.

ذمار نيوز | خاص | حوارات | 9 صفر 1440هـ الموافق 18 اكتوبر 2018م

أم شامخة شموخ جبال وصاب الشاهقة، وثابتة ثبات هضاب جعر وصاب العالي، لها عزيمة تزاحم بها الرجال، وصلابة لا يكسرها الخوف، ولا غرابة أن يصبح ولدها يوماً بطلاً للحجارة، فقد ترعرع في رحمها متوقد الهمة، ورضع من ثديها عصارات الإيمان والإقدام ومراتب اليقين.

عيسى أبو قاصف إبن وصاب اليافع، ذلك العتيق الذي التحق بالمسيرة باكراً، ورفد جبهة الكرامة بعزيمة المؤمنين وهو يرى عدواناً أجنبياً ظالماً على البلد المستضعف، يقتل فيه المدنيين وتدمّــر المنازل فوق رؤوس ساكنيها، وترتكب أبشعَ المجازر، وتتهادى دموعَ النساء ويعلو صراخ الأطفال وتتمزق أشلاءهم، فلم يستطع البقاء في منزله كالنساء، كان هناك شيءٌ يدفعه للتحَــرّك، فانطلق مع إخوانه المجاهدين؛ دِفاعاً عن ديننا وأرضنا وعرضنا.

رجل فيه وفي أسرته من شيم المؤمنين ما يجعلك تجزم أن الله اصطفاه حبا وكرما، وختم حياته مسك ختام بوسام الشهادة، وأمثاله لا بد أن يتوجهم الله بوسام الخالدين المؤمنين، وأن يجازيهم فراديس من خلد الرضوان جوار الأنبياء والصديقين وحسن أولئك رفيقا.

ذمار نيوز التقت والدة الشهيد وكان لنا معها هذا اللقاء السريع الذي يشع نوراً يصهر ران القلب، ويمنح الوجدان بهاء ونقاء وروحانية لا تملها الأفئدة.

حاورتها: أم هاشم عباد

– في الموقف المهيب الذي تجلت فيه التدخلات الإلهية حين قام ابنك البطل الشهيد أبوقاصف بكسر زحف المنافقين المدججين بالأسلحة ومن فوقهم الإسناد الجوي والشهيد لا يجد إلا الإيمان في قلبه والحجارة في يده، اشرحي للمتابعين عن شعورك في ما رأت عيناك من ابنك الشهيد البطل؟

أم الشهيد بعين دامعة: كنت في أشد الدهشة والذهول حين تأكدت أنه الذي بيراجم المنافقين هو ابني عيسى فانتفضت من مكاني إلى جنب الشاشة وكل كياني قد دخل في الشاشة ووصل للجبهة وكنت اراجم مع ابني وتمنيت لو هو صدق حتى اقرب له الحجار وهو يرجم المنافقين.

– حدثينا عن انطلاقة الشهيد متى وكيف كانت؟

– عيسى أنطلق مع المسيرة من زمان، وكان يحب السيد عبد الملك حب صدقي، وكان يقول أن السيد رجال مابش مثله بين الرجال من صدقه وخوفه من الله، وان هذولا الذي بيحاربوه مابيحاربوه إلا حسد من أنفسهم رغم علمهم أنه اصدق منهم وأنه مظلوم وعاده بيحارب امريكا والسعاودة علشان أرضنا وعرضنا وأنا شاسير اجاهد مع السيد حتى يوم القيامة.

– ما هو الشيء الذي كان لا يرتاح لوجوده الشهيد أبو قاصف ويشكو منه؟

– ما كان يعجبه الكذب والنفاق بين الناس ويقول ايحين شيصلح الله حال أهل البلاد ويكونوا على كلمة واحدة هي كلمة الحق!!؟.

– و هل تغير حال الناس وأهل البلاد؟

– لما دخل عيسى المسيرة القرآنية تغير للأحسن كثير، وكان يقول حصلت الذي بنفسي والذي اشتيه، وكان يكلم أصحابه بهدى الله وساروا معه بس قليل من أهل القرية.

– هل شاهد أهل البلاد ما قام به الشهيد البطل من كسر زحف المنافقين وهو وحده وبالحجارة ؟

– ايوه كلهم شافوه وهو بيرجم المنافقين بالحجارة ويكسر شرفهم وزحفهم.

– ماذا كان أثر هذا العمل العظيم والتدخل الإلهي على أهل القرية ؟

– بعد ماشافوه وهو بيرجم المنافقين انطلقوا بشكل أكبر للجبهة.

– كيف كان نبأ استشهاد البطل الشهيد عيسى عليك وعلى أهل القرية ؟

– أول ما وصلني الخبر حمدت الله وشكرته على هذه النعمة والفضل العظيم بأن اصطفى الله ابني عيسى شهيدا وأنه سيعيش حياة الخلود في ضيافة الرحمن.
أما الأثر على أهل القرية فكان أثر كبير فوق ماتتصوري، حيث خرجوا بشكل إلى الجبهات شباب وشيبات وكلا حمل سلاحه وحلف ما يجلس في بيته.

قد يعجبك ايضا