مسألة فيها نظر

كتب مازن الصوفي

 

جريمة جديدة إرتكبها تحالف العدوان السعودي مساء أمس الأربعاء راح ضحيتها عشرات الشهداء والجرحى بينهم أطفال ‘ في مجزرة ليست الأولى بل سبقتها آلاف الجرائم منذ بدء العدوان قبل الف وثلاثمئة يوما ويبدو أنها لن تكون الأخيرة فا المجرم مستمر في التحليق في جو السماء
في هذا العالم المنافق ‘الأخلاق والقيم هي من تخسر دائما ، إلا ما ندر من بعض  المواقف الشجاعة التي رفضت كل الإغراءات المادية وتشبثت بموقفها المشرف للإنسانسية والقيم؛ فحتى منظمة الأمم المتحدة تتشدق على مدى اكثر من سبعين عاما بالدفاع عن الحقوق ‘ فكانت مظلومية اليمن كفيلة بإزاحة القناع الذي عتى عليه الزمن وحان لتظهر على حقيقتها

عندما تريد تلك الجرثومة السرطانية أمريكا التي تنهش هذا العالم وتسفك دماء مئات الآلآف الرافضين للإنصياع لأوامرها القهرية‘ أن تحرك قضية صغيرة فإنها توكل المهمة إلى ما تسمى بمنظمات الحقوق والدفاع عن الحريات ‘لتجعل تلك القضية أم القضايا‘ ليس بنية العدالة وإنما لتبتز دول خدماتها على مدى مئة عام‘ لتدفع لها ضعف مادفعت لها بالسابق مقابل الحماية

نحن اليمنيون لانواجه فقط إمبراطورية السلاح كما يعتقد البعض‘ بل نواجه كل إمبراطورية النذالة والتجرد من الأخلاق ‘وإمبراطوريات المال والبطش والإجرام ‘ وعالم لا تحركه دماء مئات الآلآف من الأبرياء الذين قتلتهم السعودية في اليمن ‘ وحركته قضية مقتل من كان يوما ما أداة لهذه الأسرة السفاحة‘ وقتلته نهاية الأمر داخل قنصلية ‘ فهو عالم يستحق أن يتسلط عليه ثعبان مثل ترامب أمريكا ليمتهن كرامته ويذل أبناءه

تشرع السعودية وبمعية أمريكا في قتل اكثر من ثلاثين مليون يمني‘ فمن لم يمت بنيران مقاتلاتها الغادرة‘ أماتته سهام حصارها ‘والتي تهدف من خلاله إلى قتله جوعا وعطشا ‘ وعالم المصالح مصم أذنيه كأنه لم يسمع أو يرى هذه الجرائم التي تتطابق تماما  مع المجازر التي إرتكبها المغول عند إحتلالهم بغداد في العصور الوسطى ‘ بل تفوقت عليهم هذه الأسرة الخبيثة بأداة القتل بالسلاح الفاتك‘ وحق لنا أن نطلق عليها  مغولة العصر

تقف منظمات الزيف والخداع  وإلى جانبها  الدول اللاهثة وراء القيمة المادية ‘ حائرة هل يحق لمغولة العصر وداعش الكبرى  أن تذبح ثلاثين مليون يمني شبابا وشيوبة رجالا ونساء أم لا ‘ فهذه المسألة تستدعي دراسات وبحوث للنظر ما إذا كان مسموح لها‘ وتلك الدراسات مرتبطة بكم دفعت السعودية مسبقا

سيشق اليمنيون بدمائهم الزكية الطاهرة طريق خلاص هذا العالم من شرور القتلة والسفاحين ‘ ويكتبون مدونة للأجيال القادمة ستدرس في كبريات جامعات العالم ‘يوثقون فيها بأنها كانت توجد في زمن من الأزمان أسرة ظالمة هي اشبه ما يطلق عليها بشركة مقاولات للإجرام في مختلف البلدان ‘ تديرها دولة يحكمها كبار السفاحين الذين وصلوا إلى مرتبة الفراعنة ‘ كانوا يعيثون في الأرض فسادا دون حسيب ورقيب ‘ وعندما غابت عن ذالك العالم بأكمله كلمة لا في وجه أمريكا ‘ ظهر فتية بسطاء يحملون مشروع إسمه المشروع القرآني ‘ من جبال اليمن الشماء ‘ووقفوا في وجه ذاك الجرم والطغيان ‘ كانوا يمتلكون المعية الإلهية فقط فاقتلعوا أولئك الأشرار من جذورهم ونشروا العدالة في انحاء المعمورة ‘والزمن كفيلا بتحقيق ذالك

قد يعجبك ايضا