اليهود يريدون لناالضلال في كل المجالات ،السياسية ، والاقتصادية ، والثقافية ،والعسكرية.

اليهود يريدون لناالضلال في كل المجالات ،السياسية ، والاقتصادية ، والثقافية ،والعسكرية.

{وَيُرِيدُونَ أَنْ تَضِلُّوا السَّبِيلَ} (النساء: من الآية44) من هم هؤلاء الذين أوتوا نصيباً من الكتاب؟ أليسوا هم اليهود والنصارى؟ هذه ترد على من يقولون: هم أهل ديانات سماوية! يقول لك: هم أهل كتاب لكن لاحظ كيف طريقتهم، هم أهل كتاب لكن هكذا تعاملهم مع الكتاب اشتروا به ثمناً قليلاً استبدلوا به ضلالا، ثم تحركوا ليصدروا ضلالا {وَيُرِيدُونَ أَنْ تَضِلُّوا السَّبِيلَ} (النساء: من الآية44) يعني: أن تنظر إليهم؛ بأنهم وإن كانوا أهل كتاب أن لديهم ضلالا ولن يعطوا الناس إلا ضلالا ويريدون أن يضل الناس في كل سبيل {وَيُرِيدُونَ أَنْ تَضِلُّوا السَّبِيلَ} سبيل الحق في مجال هدى الله، في المجال الثقافي، في سبيل عزتكم، سبيل نموكم الإقتصادي، سبيل تطوركم، سبيل وحدة كلمتكم، كل السبل الصحيحة. يريدون أن نضل كذا، نضل وننصرف إلى ما هو ضلال إلى ما هو ضياع.

فيجب أن نفهم هذه كقاعدة: أنهم يريدون، والإنسان الذي يريد شيئاً عندما يتمكن من تنفيذه ينفذه، ما هذا شيء حاصل؟ عندما تراهم متمكنين إعلامياً مادياً متمكنين سياسياً نافذين فافهم بأن كل ما سيعملونه هو: أن يعملوا ما يريدونه وهو ماذا؟ أن تضلوا السبيل، كلمة ضلال مثلما قلنا: يجب أن نفهمها على معناها اللغوي على معناها العربي نترك المصطلحات الأخرى، الضلال معناه: الضياع، انظر إلى ما يريد الله أن يكون الناس عليه وإلى ما يريد لهم من خلال القرآن الكريم تجد أنه يريد لهم أن يكونوا هم الأعلون وهم الأعزاء، هم الأقوياء هم .. يعني: في كل مجال، الهدى له علاقة بكل المجالات التي هي خير للإنسان، فالضلال معناه: ضياع هذه كلها، الضياع في كل مجال من مجالات الخير للناس عندما يقدم مشاريع معينة يجب أن تنظر إليها على هذا النحو: أنه يريد أن تضل السبيل الصحيح في النظرة إليها وفي التعامل معها عندما يقدم لك مشروعا على أساس تقول: [هذا فاعل خير وناس طيبين وهم والله أحسن مننا وهم كذا، كذا .. ] إلى آخره، هنا ضليت السبيل سبيل ماذا؟ سبيل أن تنظر إليه هذه النظرة الحقيقية النظرة التي هو عليها لتعرف واقعه ولتعرف كيف تتعامل معه على أساس واقعه.
فيمكن أن يضلك سواء بكلمة جميلة أو بشيء يقدمه بخدمات يقدمها وهو يعلم ويحسب حسابات؛ لأنهم بخلاء يجب أن نعرف أنهم بخلاء والبخيل لا يقدم شيئا إلا وقد حسب ألف حساب لعائداته عليه، لا تتصور أنهم أمة عندهم روح الكرم مثل العرب، العرب معروفون بالكرم بالسخاء كقضية ثابتة لديهم أو عند معظمهم، أما اليهود فهم بخلاء، هم بخلاء فعلاً والبخيل لا يقدم شيئاً إلا وقد حسب ألف حساب لا يكون عطاؤه على أساس أنه كريم وسخي، وكيفما كان سواء استفاد أو لم يستفد؛ لأنه هنا يعتقد أنه ذكي.

نحن قلنا في الآية السابقة: أن واجب المؤمنين أن يشعروهم هم أنهم أذكياء، أننا أذكياء، وأننا نعرف واقعهم؛ لأنه يعتبر نفسه ذكيا من كل الجهات قدم مشروعا هو عارف، المشروع هذا سنخدعهم به، ونخليهم ينظرون إلينا نظرة جيدة ويمكن لنا نحتل بلادهم ونهيمن على ثرواتهم وسنأخذ أضعاف أضعاف مثل هذا المشروع، بل سنستغل هذا المشروع لنا نحن لصالحنا سواء كان مشروعا صحيا أو مشروعا تربويا وفي الأخير نكون قد خدعناهم ولم نخسر شيئاً، أليس هذا ذكاء؟ أليس ذكاء صدر من عندهم؟ ولهذا قلنا: أنهم ربما قد يكونون يضحكون فعلاً بعد كل خطط يعملونها ويجدونها نجحت ويلمسون أن الناس تأثروا بها، أنهم سيضحكون، ويعتبرون أنفسهم أذكياء يعتبرون أنفسهم نوابغ يعتبرون أنفسهم محنكين.
فوجَّه المسلمين أن يشعروهم بما يحبط كل هذه الأشياء في أنفسهم بما يجعلهم ينهزمون نفسياً بما يحسسهم أن الآخرين ما خُدعوا بهم وأنهم يعرفون واقعهم، على الرغم من كل ما عملوا وكل ما حاولوا أن يعملوه للناس.
{وَيُرِيدُونَ أَنْ تَضِلُّوا السَّبِيلَ} أيَّ حالة عندما يقول كلمة تراها جميلة وتبدو أنها جميلة وجذابة أو عندما يعمل شيئاً يبدو وكأنه خدمة إنسانية، افهم ـ القضية مرتبطة بإيمان الإنسان بالله وثقته به أنه هو الذي يعلمهم ويعلم نفسياتهم ويعلم أهدافهم ـ أنهم يريدون أن تضل السبيل الصحيح، وكلمة: السبيل هنا كلمة عامة، مثل كلمة: الكتاب التي تأتي في بعض المواضع أي: الجنس، أي: السبيل، سبيل الخير، سبيل الحق وهو متعدد باعتبار الحالات أعني: ما هو السبيل الصحيح في موقفي من القضية الفلانية؟ ما هو السبيل الصحيح في مجال التثقيف؟ ما هو السبيل الصحيح في مجال التنمية الإقتصادية؟ ما هو السبيل الصحيح في مجال بناء الأمة وتوحيدها؟ أليس هنا يظهر سبيل، سبيل؟.

{وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ} (النساء: من الآية45) وهذه من النعمة الكبيرة على الناس إذا كنا نفهم وإذا كانت مداركنا محدودة والوسائل التي من خلالها نعلم ما لدى الآخرين محدودة لا يوجد عندنا أجهزة مخابرات دقيقة حتى نعرف ماذا يريدون وماذا يهدفون إليه وماذا .. وماذا .. أشياء مكلفة، الله سبحانه وتعالى يقول: هو يأتي يقدم المسألة على هذا النحو، فقط تتذكر وتفهم، ويقدمها بعبارات يفهمها الذكي ويفهمها الإنسان العادي: {وَيُرِيدُونَ أَنْ تَضِلُّوا السَّبِيلَ} (النساء: من الآية44) أمسك بهذه أمام أي عمل تراه من جانبهم أمام أي كلام يقدم من جانبهم هم أو من يشتغلون متأثرين بهم؛ لأنه أحياناً يخدعون أناساً ثم في الأخير يشتغلون هم، يشتغلون هم لصالحهم!، فلأن الضلال قد يأتي أحياناً بطرق جذابة وخادعة وقد يحصل عند الإنسان تردد [كيف هؤلاء يريدون نعاديهم وهم هؤلاء قد بنوا مستشفى خمسين سريراً أو أكثر وخدمات عظيمة!] الله يقول: {وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ} (النساء: من الآية45).

وفي موضوع الضلال قدم للناس في القرآن الكريم كيف يكون الضلال، أن الضلال عادة يحتاج يتقمص ثوب النصيحة والخير والحق وأشياء من هذه أليس هذا شيئاً واضحاً في القرآن تحدث عنه أكثر من مرة؟ وأنه قضية هامة جداً: أن نعرف كيف يتم الضلال حتى لا تبدو القضية عندك توجد لديك ارتيابا واضطرابا عندما تراهم يقدمون مشروعاً معيناً أو كلاما يبدو أنه كلام جميل، أنت اعرف هكذا الضلال يعمل، ما هناك أحد غبي من المضلين يقول: أنا أريد أهلكك أنا أريد أدمرك أنا أريد في هذا المشروع أن أخدعك من أجل أحتل بلادك، هل يمكن أن يقول هكذا؟ لا يمكن هذا، بل سيقول: خدمة إنسانية وتعاون مع المجتمع وتنمية المجتمع وأشياء من هذه، الله يقول: {وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ} (النساء: من الآية45) إذاً فلنثق به هو أعلم بهم وهو قدم لنا ما يريدون، وهذا من أدق الأشياء من أدق الأشياء أن يقدم لك ما يريدون عندما يقول: {وَيُرِيدُونَ أَنْ تَضِلُّوا السَّبِيلَ} (النساء: من الآية44) أعتبره تقريراً شاملاً عن هذا العدو تقريراً شاملاً بمعنى أن كل تحركاته ستكون بأن يضيّع هذه الأمة بأن يضيّع الناس يجعل الأمة منحطة أمة متلاشية أمة متخلفة أمة لا تقوم لها قائمة.

تجد من الصعب في مجال مراقبة الأعداء لبعضهم بعض يمكن يتحرك تحركا معينا ويقول: هو لا يريد كذا، هذه حصلت أثناء نشوب الحرب الباردة ما بين [الإتحاد السوفيتي] و [الغرب وأمريكا] فيكون أهم شيء لدى المخابرات أن يعرفوا ماذا يريد. هنا الله أعطانا التقرير الرئيسي أو القضية الرئيسية في الموضوع: {وَيُرِيدُونَ أَنْ تَضِلُّوا السَّبِيلَ} (النساء: من الآية44) فليتحرك كيفما يريد اعرف بأن كل حركته ستكون في مجال أن يضل الناس، لست بحاجة أن تحاول أن تعرف موضوع أساليبه إلا لتعرف في الصورة كيف تجيب عليه كيف ترد عليه كيف تواجهه، أما أن تنظر إليه أنه يمكن أن يتحرك تحركا خيريا، أو تحركا لا يحمل معه نوايا سيئة هذه القضية قد هي محسومة {وَيُرِيدُونَ أَنْ تَضِلُّوا السَّبِيلَ} (النساء: من الآية44) بمعنى أنه أيّ تحرك تراه لديك وهو حتى يطور بلاده وهو يطور آلياته، افهم بأنه في الأخير سيتجه إليك ويضيّعك.
هو أعطانا في هذا التقرير أو القضية الهامة التي يبحث عنها الآخرون، المخابرات ضد بعضهم بعض في الصراع ما بين الدول يخسرون الكثير من الأشياء من أجل هذا من أجل أن يعرف ماذا يريدون ولا يرى أمامه إلا أشياء يقيّم عليها، تكهنات فقط واحتمالات أنهم يريدون كذا، احتمالات أنهم يريدون كذا بعد ما يسرد قائمة معينة من المعلومات أو تحركات معينة، فيحاول أن يستخلص منها أنهم ربما يريدون كذا، وهنا الله قال لنا: {وَيُرِيدُونَ} من البداية {أَنْ تَضِلُّوا السَّبِيلَ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ وَكَفَى بِاللَّهِ وَلِيّاً وَكَفَى بِاللَّهِ نَصِيراً} (النساء:44ـ45).

لاحظ كيف هنا يقدم معلومات وافية وفي نفس الوقت يقول: يجب على الناس أن يعتمدوا عليه وأن يلتجئوا إليه وأن يهتدوا بهديه وأن يتولوه وينتصروا به {وَكَفَى بِاللَّهِ وَلِيّاً وَكَفَى بِاللَّهِ نَصِيراً مِنَ الَّذِينَ هَادُوا} (النساء: من الآية46) {وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ} (النساء: من الآية45) {مِنَ الَّذِينَ هَادُوا} (النساء: من الآية46)، فلأهمية الموضوع هذا مظهر من مظاهر رحمة الله سبحانه وتعالى أن يبادر إلى أن يشعر الناس بأنه هو وليهم فلينتصروا به وكفى به ولياً وكفى به نصيراً، يأتي بها داخل الكلام نفسه ما بين كلمة أعدائكم، ومن الذين هادوا، أليس أصلها هكذا الكلمة؟ {وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ … مِنَ الَّذِينَ هَادُوا} أن تأتي في هذا المقام للأهمية وفي نفس الوقت أن تعلم أنه ولي وناصر من الأعداء الذين هو يعلمهم وهو ولي وناصر يكفيكهم إذا سار الناس على هديه وتولوه وانتصروا به واعتصموا به.
{وَكَفَى بِاللَّهِ وَلِيّاً} (النساء: من الآية45) لا تبحثوا عن غيره، هنا عندما يقدم لك وليا وكافيا فلتتجهوا إليه لستم بحاجة إلى أن تتجهوا إلى أي أطراف أخرى، أن تبحثوا عن الصين أو تبحثوا عن روسيا أو تبحثوا عن أي جهة، مثلما يعمل العرب الآن، اتجهوا إليه واكتفوا به ولياً لكم وناصراً لكم {مِنَ الَّذِينَ هَادُوا} {وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ …. مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ} (النساء: من الآية46).
عندما يقول: {وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ} يقول لك هذا العدو ـ وفعلاً هم يعتمدون على مسألة التحريف للحقائق ـ يقول لك أنه يريد المصلحة لبلدك وهو يريد نهب ثرواتها {يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ} وقس عليه تحريف الأشياء عن حقائقها تحريف أمامك يقدم شيئاً وواقعه شيء آخر في مقاصده يقدم لك كلاما معسولا وواقعه يريد لك الضلال يريد لك الشر.

[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

القاهاالسيد / حسين بدرالدين الحوثي / رضوان الله عليه .
الدرس الثامن عشر من دروس رمضان المبارك / ص – 6 – 8 .

قد يعجبك ايضا