صحيفة الحقيقة العدد”288″:صفاحات عز من كتاب أبطال الجيش واللجان الشعبية:أقرأ عن بدرنا ومنشارهم وعن الكيلو 16

الحقيقة/كتب/د/مصباح الهمداني

بدرنا ومنشارهم!

حينما تحاور سعوديًا.. بالعقل والمنطق، والحجة والبينة، والندية والصراحة، سيجيبك بكل وقاحة، ويقول:

ما هذا الجنون يا أبناء اليمن؟ ماهذه الجرأة؟ أنتم مجرد حديقة خلفية للمملكة..أنتم مجرد عمال(وشقه) في بلاد الحرمين.. أنتم عالة على أرض نجد والحجاز..سفارتنا تحكمكم على مدى أربعة وأربعين سنة..رواتب شيوخكم من اللجنة الخاصة..نحن من يختار رئيسكم، ونحن من يغتاله..هل نسيتم الحمدي وكيف فلقنا رأسه..هل نسيتم الصماد وكيف قصفناه..نحن من يختار وزراءكم..وسفيرنا هو من كان يحكمكم ويتحكم في أكبر شنب فيكم..فلماذا تتمردون..وتخرجون عن بيت الطاعة..ومن هو هذا الحوثي الذي لعبَ بعقولكم..وغسل أدمغتكم..ونفخكم..وصدقتم أنفسكم بعدها..كيف تجرأتم في عشية وضحاها على أسيادكم.

وستسمع يا صديقي سلسلة طويلة من الإهانات؛ تصريحًا وتلميحًا، ومجازًا وتورية..

ولا أقول هذا مبالغةً أو جزافًا.. إنما هو عن خبرة وتجربة في الحوار معهم؛ تزيد على عقدٍ من الزمان.

والحقيقة أن كلام السعاودة صحيح إلى حد ما، ولكن الأمر تغير 180 درجة بعد ثورة الواحد والعشرين من سبتمبر، فقد جاءت بقائد لا يعرف الركوع إلا لله، وصمم على إخراج اليمن من حظيرة العبودية، إلى شموخ الأصالة والتاريخ؛ فقامت عليه الدنيا ولم تقعد، وجاءت أمريكا وبريطانيا والصهاينة ينتعلون ويحتلبون مملكة بني سعود..وبدأت حربٌ ولم تنتهي..

ومعَ أنها خنقَت الحالة الاقتصادية، إلا أنها خلقَتْ أمةً جديدة جهادية، وقد ظنت جارة السوء بأن اليمن سيعود إلى حالة الركوع والخضوع والخنوع في الأسبوع الأول أو الثاني وبالكثير في الثالث..لكنَّ أحلامهم مرَّتْ، وأوهامهم تحطمت،

وغدا ناطقهم الكاذب، مسجونًا في الزرائب، وأصبحَت الدماء الطاهرة، تقود الأسرة الفاجرة، إلى كل بؤرة سوء خاسرة…

مضتِ السنوات الأربع، وجيشنا ولجاننا من أرفعٍ إلى أرفع.. وبالمقابل كانت مملكة الشيطان تغرق في الدماء، وتصارع الأشلاء، ويحيط بها العناء، ويمكر بها الغِر الإماراتي، ويحتلبها النهم الترامبي، وتمضي في سوئها الأبدي، وسجلها الجهنمي..

وفيما الصراع على أشده، والسيف يخرج من غمده، كان كل فريق يخرج إصداره، ويكشفُ للملأ أجود ثماره، وكان للمملكة سبقُ الإعلان، وتجاوز المكان، فجاء فخرُ صناعتها المنشار، يحمله الخبراء والأطباء والطيار، ويستقر في القنصلية، مع باقي السكاكين المطوية، ويتوسل المواطن #خاشقجي ، ولا ينفعه حينها اعتذار أو ترجي، وتقفُ أوامر المهفوف، فوق رقبة الملهوف، ويتم النشر والتقطيع، لواحدٍ كان من كبار القطيع، وبرزتْ صِناعة المملكة وأخلاقها، في صالات القنصلية ومكاتبها، وما تزال القضية تلعلع، وحال الأسرة إلى المستنقع..

واليمن لا يتوقف عن الصعود، ولا يعرف الركود..وبالرغم من حرب المنافقين واليهود، فقد كان الجهد والمجهود، يُترجم على الأرض بعد كل خطاب، وتصبحُ وعود القائد خير جواب، فبدأ رجال الرجال التصنيع، وكان آخر إصدار التركيع، هو صاروخ بدر1بي..وبدأت التجربة في اللحم السوداني، في الساحل الغربي، في تنكيلٍ لا يعرف ليلاً أو نهار، ودقَّةٍ لا تسمح بأكثر من ثلاثةِ أمتار، صاروخٌ يمني ذكي، لا أمريكي ولا بريطاني.

يُميز المرتزق الأجنبي من العدني.. يشتم الرائحة، ويكتشف الكثافة، وينزل فوق الرؤوس المختبئات، ولا تمنعه قبة أو باتريوهات، معجون بالحكمة اليمانية، ومحفوظ بالآيات القرآنية، وممتلئ بأشد البأس، من الذيل إلى الرأس، لا يستهويه تمزيق العشرات، ولا يشبع من إحراق مئات، بل يعشق أسراب الآليات، وجموع الحشد من الرخوات، والساحل يحكي أخبار الزولات، وغدًا فلينتظروا ما هو آت…

ومختصر الكلام؛

أن ما بين منشار مملكة الدمار، وما بين صاروخ بدربي اليمني الهدار، تكمن القصة كاملة..

من مملكة تلاحق مواطنيها في كل الأقطار، وتقتلهم بوسائل بدائية وبمنشار، وتدفع بالمرتزقة الأشرار، وتشتري سلاح الأمصار، لحرب أحفاد الأنصار..

وبين تاريخ شعب يمني حر، اختار طريقه وطريقته ببعد نظر، وواجه ببسالة، كل جيوش الحثالة، ودفن جيوش المرتزقة و الغزاة، في السهل والساحل والمياه، ولم يكسره تحالف أو حصار، بل واجه الدمار بالدمار، ونافس أمريكا في صناعتها، بل وتفوق على أحدث خبراتها…

 

لهذا، نرفع أسمى آيات الإجلال والإكبار والتحية والاحترام للقائد العلم الذي علمنا الصبر والثبات وغرس في قلوبنا اليقين والثقة والإخبات، وإلى الرئيس الثائر البطل، وكل رجال البذل والعمل..

وإلى الرجال العظماء، فخر الوطن والانتماء؛ في القوة الصاروخية، وفي الحربية والبرية والبحرية..

وإلى كل جندي مجهول، وكل أم وأب وأخ وأخت وزوجه؛ لأولئك النبلاء الحكماء الأقوياء الأشداء…

وهكذا اختار اليمن طريق الندية، بلا مكان ولا مجال ولا احتمال للعبودية..

ومع كثرة التضحية، إلاَّ أنها في طريق الحرية..

وقريبًا سنشهد سقوط مملكة المنشار، وارتفاع راية الأحرار الأطهار..

وسندرك حينها أنَّ الثمن الذي دفعناه، يستحق المجد والخير الذي حصدناه.

 

 

جنوب كيلو16!

ما جرى اليوم جنوب كيلو16 لا يشبهه يوم في الساحل..صحيح أنه ذكرني بمجزرة الدبابات في وادي جارة، لكنه اليوم أشد وأوسع وأعرض وأكثر نارا ودخانا..فماذا جرى?

كانت دويلة الساحل تسعى من تصعيدها ضرب عصفورين بحجر واحد منها التخفيف على المهفوف بن سلمان في قضية #خاشقجي ومنها حرف أنظار العالم إلى النصر الساحق الذي سيحققوه…

لكن لله عاقبة الأمور ولرجال الرجال قوة في الإعداد والحضور…

كانت الأرتال كثيرة وقد توزعت كقوافل الجمال في مفترق الطرق فرتل يتوقف بجوار مبان المواطنين المهجورة، ورتل آخر يستقر وسط مزرعة كبيرة، ورتل ثالث يستطلع الساحة ويترقب بجوار أعمدة الكهرباء المقصوفة..كان الهجوم يبدو هادئا لا يعكره إلا أصوات المروحيات التي لا تتوقف عن التحليق والقصف في كل مكان أمام الأرتال…

يتفق جميع قادة المرتزقة بأن هجومهم قد نجح وأن كيلو16 قاب قوسين من السيطرة.. اقتربت ثلاث مدرعات حول أعمدة الكهرباء لتلتصق بثلاث سابقات..

وعلى مقربة من أرتال المدرعات كان المجاهدون قد أعدوا العدة ورسموا الخطة وكأنهم من يحددون مسار المدرعات يهمس أحد المجاهدين قائلا:

-الحمدلله ستة نياق في القفص.

يجيبه مرافقه:

-هل نغلق الشبكة.

يهز رأسه قائد المجموعة ويهمس ثانية:

-هناك ناقة سابعة تتحرك وحين تتوقف بين النوق أبلغ أشتر16.

توقفت المدرعة السابعة بالقرب من أخواتها وكأنها مأمورة..

كانت أربع منهن بارزات واضحات، وثلاث خلفهن مختبئات…

ويرتفع صوت أشتر16:

-فجر ..فجر.

وماهي إلا ثانية واحدة وإذا بانفجار كبير لم تشاهد الحديدة مثله من قبل، وكأنما هو قنبلة هيدروجينية عملاقة..

اهتزت الأرض على بعد كيلو مترات، وارتفعت الأرض بمن عليها من مدرعات وجنود وآليات بارتفاع وعرض نصف كيلومتر، واشتعل لهيب كأنما جيء به من جهنم..

تصاعدت تسابيح الشكر وآيات الحمد من أفواه المرابطين وكل واحد يردد ما الهمه وجدانه واختلطت الأصوات بالاقوال:

-قوة ياولي الله قوة.

-يارب لك الحمد والشكر.

-تسلم يمينك ياولي.

-وسطهم بالضبط.

لم تتوقف النيران عن التهام الجرحى وملاحقة الهاربين في دائرة يتجاوز قطرها الكيلومتر.. لقد كانت لحظة الانفجار مرعبة مخيفة مزلزلة؛ هربت منها الطائرات وابتعدت البارجات، وصاح بقية المرتزقة بأن الحوثيين لديهم قنابل نووية..فتركت بقية الأرتال مدرعاتها، ورمى المرتزقة أسلحتهم، وأطلقوا كل طاقتهم للهروب والنجاة، وانحشروا بين الأشجار والحشائش وهم يعلمون بأن رجال اليمن لا يلحقون بهارب ولا يجهزون على جريح..

وصل بعض الهاربين المحظوظين على ظهر بعض الأطقم إلى الساحل أملا في النجاة لكن طائرات الأباتشي تكمل المهمة وكأنها مأمورة أيضا وتستجيب لصيحات المرتزقة وتلويحهم ببقايا ملابسهم الممزقة؛ ولكن بقصفهم بقنابل انشطارية وتمزيقهم، وتحويلهم إلى قطع متناثرة لا تشبهها إلا قطع خاشقجي..

تقدم الأشبال الأبطال لوضع اللمسات الحيدرية على الأرتال التي لم تعتبر بالزلزال المدمر، ولم تتعظ لفوهة جهنم التي ابتلعت سبع مدرعات بمن عليها…

وزع القائد الأشبال الأبطال إلى ثلاث مجموعات وماهي إلا ساعات حتى انجلى الغبار عن محرقة عظيمة لأطقم ومدرعات ودبابات وكاسحات العدو، وجثث محترقة متناثرة في كل مكان…لقد نقل الإعلام الحربي بعض تلك المشاهد التي تتزلزل منها الجبال..

مشاهد لم يصنع مثلها أحد في التاريخ.. ولكن أبناء الجيش واللجان هم أهلها وفرسانها وصانعوها برغم الحصار والقصف وبرغم مواجهة أمريكا وتحالفها…

لقد سطر العظماء اليوم ملحمة خالدة عظيمة، وخلفوا وراءهم مقبرة كبيرة لمن باعوا أنفسهم بثمن بخس..

وأحرقوا ودمروا 23 آلية ومدرعة أمريكية حديثة …

شكرا لصناع النصر..

لرجال الرجال وللقائد العلم

ولكل أم وأب وأخ وأخت وزوجة لهم

يد ووريد في أولئك الأشداء..

 

قد يعجبك ايضا