موقع قناة «تي آر تي وورلد» التركية: : الإمارات تصدّر الحروب إلى الخارج وتعمل على إطالة معاناة اليمنيين من أجل غاياتها الأنانية

 

قال سام حمد -الكاتب الاسكتلندي المصري الذي يقيم في العاصمة أدنبره- إن دولة الإمارات تُعد «واحة من المادية» في منطقة تعاني من الفقر والحروب والمعاناة الإنسانية، وتساءل: «هل يمكن للإمارات مواصلة تصدير الحرب في حين تتباهى بالبذخ في الداخل»؟

وأضاف الكاتب -في مقال نشره موقع قناة «تي آر تي وورلد» التركية-: «عندما قرأت لأول مرة عن إزاحة الستار عن أغلى حذاء في العالم في دبي، تبادرت إلى ذهني الآية القرآنية: «إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين».

تابع الكاتب بالقول: «حتى أسوأ الحضارات الأوتوقراطية في العصور القديمة لم تكن لتنتج مثل هذا المشهد، لكن كما هو الحال مع «الروعة البغيضة» للإمارات، اعتبرت وسائل الإعلام المجردة من الوعي هذا الأمر لحظة انتصار أخرى لبلدهم.

واستدرك الكاتب بالقول: «لكن هذه ليست مجرد حالة من الجهل الثري، ولا ينبغي لأحد أن ينظر إلى الإمارات باعتبارها ماري أنطوانيت العالم، إنها أكثر سوءاً من ذلك».

ورأى حمد، أن إنتاج هذه الأحذية في عالم يمزقه الفقر المميت، هو أمر فاحش تحت أي ظرف من الظروف، ولكن ما يزيد من فظاعة المشهد هي الطبيعة الاجتماعية السياسية والجيوسياسية البشعة لدولة الإمارات، على حد قوله.

ومضى للقول: «على الرغم من أن السعوديين يتحملون الجزء الأكبر من المسؤولية عن كوارث الحرب والمجاعة التي تجتاح اليمن حالياً، فإن الإمارات تلعب دوراً مساوياً تقريباً، بل وفي بعض الأحيان، أسوأ من السعودية في هذا الأمر».

وأشار الكاتب إلى أن الإمارات لاعب أساسي في الحملة الجوية للتحالف السعودي باليمن، والتي شملت القتل العشوائي للمدنيين -أكثر من 1000 قتيل منذ 2015- بالإضافة إلى استهداف المستشفيات والبنية التحتية المدنية الأخرى.

ولفت إلى أن الحرب السعودية الإماراتية على اليمن -البلد الذي كان حتى قبل هذه الحرب الأفقر في المنطقة، وواحد من أفقر دول العالم- عرّضت 17 مليون يمني لخطر المجاعة، ولا يقتصر الأمر على مجرد مشاركة دولة الإمارات فقط في هذه الحرب، ولكنها تسعى بنشاط إلى إطالة أمد هذه المعاناة من أجل غاياتها الأنانية.

وواصل الكاتب قائلاً: «على الجبهة الداخلية، ووراء السراب الباهظ لأغلى أحذية العالم، وناطحات السحاب والجزر الاصطناعية والملاذات الضريبية، لديك بلد يستغل بوحشية العمال المهاجرين».

وختم الكاتب مقاله بالقول: إن «فحش الأحذية التي تكلف 17 مليون دولار ينقلنا إلى جوهر الإمارات، فهي كيان يجسّد أسوأ ما في المنطقة، حيث توجد ولايات ومؤسسات مبنية للأثرياء جداً على عظام اليمنيين الجوعى والعبيد المضطهدين في جنوب آسيا، والأشخاص الذين لا يحظون بحياة أساسية كريمة».

 

قد يعجبك ايضا