لماذا محاولة إفشال اتفاق التهدئة في الحديدة…بقلم/ محمد الحاضري

 

شاهدنا الانزعاج بخصوص التهدئة في الحديدة وموانئها من قبل دول العدوان والمرتزقة والذي تمثل في حملة إعلامية شرسة بالتزامن مع خروقات عسكرية على الميدان، وتلك مؤشرات على عدم جدية تحالف العدوان في إحلال السلام في اليمن.
فاتفاق التهدئة في الحديدة رغم مساوئه إلا أنه كان ـ إنسانيا بحتا – جنب المدينة الدمار وأبنائها القتل والتشريد وأبقى موانئ المدينة مفتوحة أمام العالم وبالتالي إنقاذ اليمن بأسرها من المجاعة بعد أن احتل العدوان جميع الموانئ اليمنية باستثناء ثلاثة موانئ متبقية في محافظة الحديدة وهي الشريان الذي منها معظم اليمنيين حاليا.
فمراكز القوى المحلية والعربية والدولية التي نشأت مستغلة العدوان وآلام الشعب اليمني وحققت ثروات هائلة تجد في اتفاق الحديدة مؤشرا على قرب نهاية الحرب، وبالتالي تهديدا حقيقا لمصالحها، ولذلك نراها تعمل جاهدة بكل قوتها على افشال أي تقارب أو تهدئة.
محليا أوجد المال السعودي طابورا طويلا من المرتزقة ابتداًء من الماكثين في فنادق الرياض وعواصم العدوان، مرورا بآلاف الإعلاميين والذين انشئت لهم عشرات القنوات المحلية والعربية بهدف نقل صورة غير حقيقية لواقع العدوان، بالإضافة إلى مئات الآلاف من المرتزقة الذين جندهم العدوان بغية تنفيذ مخططاته ومصالحة بأياد يمنية، وجميع هؤلاء ستقف رواتبهم التي تصرف لهم من السعودية في حال انتهت الحرب.
وعربيا تواطأت بعض الأنظمة العربية مع العدوان على اليمن منحنية أمام الريالات السعودية، وبعضها أرسلت جنودها وقواتها لتقاتل الشعب اليمني تنفيذا لأجندة السعودية الرامية لتقسيم اليمن إلى أقاليم متناحرة والسيطرة على أماكن الثروة ومناطقة الاستراتيجية الحيوية فيه خدمة للمشروع الأمريكي لتقسيم المنطقة برمتها.
ومن بعيد نجد الولايات المتحدة الأميركية وحلفاءها الغربيين في “الناتو” أول المستفيدين من العدوان على اليمن فهي تجني مليارات الدولارات من خلال بيع السلاح لدول العدوان وكلما استمر العدوان فهي ستجني المزيد من المال وهذا لم يعد خافيا بل ظهر إلى العلن فنجد أن الإدارة الأمريكية وخصوصا عقلية التاجر ترامب متمسكة ببن سلمان من أجل المال رغم افتضاح جرائمه أمام العالم، على الرغم من أن مجلس الشيوخ قد ضاق ذرعا من اهتزاز الصورة الأخلاقية التي تحاول أمريكا رسمها لنفسها في العالم.
كل هذه القوى مجتمعة أو متفرقة مغتاظة من اتفاق السويد وترى في أي تقارب يمني مؤشرا على نهاية الحرب وفقدان مصالحها.
لكن في المقابل نجد أن الأصوات في العالم ترتفع شيئا فشيئا للمطالبة بوقف الجرائم بحق الشعب اليمني ووقف الحرب، فتصريحات رئيس الوفد الوطني محمد عبدالسلام التي أكد فيها أن حوارات السويد كانت “مع الأوروبيين” والتي أفضت إلى التهدئة في الحديدة تشير إلى أن الأوروبيين يرغبون ويسعون لحل سياسي جدي في اليمن.
المواقف الأوروبية التي أوقفت تصدير السلاح للسعودية وتسعى لإنهاء العدوان ما هي إلا البداية، وسنجد المستفيدين من الحرب يتقافزون واحدا تلو الآخر من القارب السعودي، فطول أمد الحرب قد عرى تحالف العدوان وكشف نياته الخبيثة تجاه اليمن، كما أنه أغرقها في مستنقع لا يمكنها الخروج منه وعليها أن تدرك أن المستفيدين من عدوانها ليس لهم إلا هدف واحد هو جني المال، أما الشعب اليمني على الأرض فإنه قادر على الصمود أكثر ولا زال لديه الكثير من المفاجئات.

قد يعجبك ايضا