عند ميلان الكفة لصالح العدو ينشط المنافقون أكثر

عند ميلان الكفة لصالح العدو ينشط المنافقون أكثر

{وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ}(آل عمران:166) يتبين المؤمنون {وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا}(آل عمران: من الآية167) يظهر المنافقون أولئك {الَّذِينَ نَافَقُواْ وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ قَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَوِ ادْفَعُوا قَالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتَالاً لَاتَّبَعْنَاكُمْ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلْإِيمَانِ يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ الَّذِينَ قَالُوا لإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُوا}(آل عمران: من الآية167- 168) هؤلاء المنافقون نوعية سيئة جداً ما كفاهم أنهم قعدوا بعد أن قيل لهم قاتلوا في سبيل الله أو ادفعوا إذا عندكم حرية على الأقل أن تدافعوا {قَالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتَالاً لَاتَّبَعْنَاكُمْ}(آل عمران: من الآية167) وما سكتوا في الأخير ما يزال يأتي من عندهم {الَّذِينَ قَالُوا لإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُوا لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا}(آل عمران: من الآية168) أليسوا في هذا يحاولون يظهرون بأنهم أشخاص حكماء ورؤيتهم حكيمة ويجعلون الآخرين يحزنون ويعتبرون أنفسهم وقعوا في غلطة كبيرة جدا،ً أنهم ما كانوا كأولئك المنافقين أو ما استمعوا لأولئك المنافقين؟ {لَوْ أطَاعُوْنَا مَا قُتِلُوْا}.
{قُلْ فَادْرَأُوا عَنْ أَنْفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ}(آل عمران: من الآية168) لأنه عندما يقول: {لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا}(آل عمران:من الآية168) أليس هنا يقدم المسألة وكأنها حتمية من أين له علم ذلك! إذا أنتم ترون بأن آراءكم نتائجها حتمية إلى الدرجة هذه {فَادْرَأُوا عَنْ أَنْفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ}(آل عمران: من الآية168) في هذا المقام فقط الذي حصل كما قلنا أكثر من مرة {أَوِ ادْفَعُوا}(آل عمران: من الآية167) دافعوا عن وطنكم، دافعوا عن نفوسكم، لمن وجهت هذه؟ للمنافقين فقط أما المؤمنون فدائماً والمسلمون بشكل عام دائماً يقال لهم في سبيل الله.
المنافقون هم فئة متذبذبة عادة، متذبذبة وفئة لا تهدأ ومن العجيب أنهم يكونون أقرب إلى العدو، الذي ماذا؟ لو دخل بلدهم لاستباحها كلها، لا يعرف أين بيت المنافق وبيت المؤمن ولانتهك أعراضهم ونهب أموالهم، هل سيفرقون فيعرفون أين بيت المنافق؟ مع هذا يكون عنده ميل للعدو، هذا شيء سيء جداً، وغريب جداً من النفوس المنافقة، نفوس غريبة جداً، وضعيتها غريبة جداً {هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلْإِيمَانِ}(آل عمران: من الآية167).
إذاً فهمنا من غزوة [أحد] تَبَيّنَ منافقون، ووجه هجوماً على المنافقين؛ لأن المنافقين عندما تظهر لهم حركة، المفروض يكون هناك ما يقابَلون به مما يحطم معنوياتهم، ويظهر الناس أمامهم بأنهم لا يتأثرون بمقولاتهم ولا يتأثرون بتضليلهم ولا يتأثرون بتثبيطهم؛ لهذا قال هنا: {قُلْ فَادْرَأُوا عَنْ أَنْفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ}(آل عمران: من الآية168) لأنه عادة في حالات كهذه ينشط المنافقون في حالات صراع، ينشط المنافقون أما عندما تكون الكفة تميل لصالح العدو فينشطون أكثر.

قد يعجبك ايضا