لماذا نحيي ذكرى الشهداء؟

 

في هذه الذكرى العزيزة، الذكرى السنوية للشهيد التي هي ذكرى للعزِّ والإباء، ذكرى للثبات والشموخ، ذكرى لكل قيم الحق والخير والعدالة، ذكرى تُحيي فينا من جديد روح المسؤولية، وتزيدنا من جديد عزمًا إلى عزمنا وثباتًا في مواقفنا، وصمودًا في مواجهة التحديات والأخطار.

في هذه الذكرى نستذكر ثقافة الشهادة، ونستذكر الشهداء بما قدَّموه لنا من دروس وعبر، ونستذكر إسهاماتهم العظيمة والمجيدة والخالدة، ونستذكر واقعنا وما نتحمله من مسؤوليات تجاه هذا الواقع.

إننا حينما نُحيي الذكرى السنوية للشهيد فإنما لنحيي فينا نحن روح الشهادة، لنحيي أيضًا ونرسِّخ في واقعنا مبدأ الشهادة في سبيل الله تعالى، في سبيل الحق، في إقامة العدل، في مواجهة الظلم والطغيان والإجرام، وخصوصًا ونحن في هذه المرحلة وفي هذا العصر نُواجه كشعوب مستضعفة تحديات كبيرة، نُواجه قوى الطغيان العالمية، وقوى الاستكبار، وقوى الإجرام بأياديها في داخل مناطقنا وشعوبنا، أياديها الإجرامية، وكذلك بمكرها الكبير وطغيانها وإجرامها الهائل.

ولذلك مهما كانت التحديات، ومهما كانت الصعوبات، مهما كان حجم الأخطار فإن أمةً تعشق الشهادة في سبيل الله تعالى هي ستظل الأمة الصامدة، والأمة الثابتة، والأمة القوية، التي لا تهزها ولا تحنيها العواصف الجسام، ولا الأحداث الكبار، ستبقى هي الأمة التي لا تُكبَّل بقيود وأغلال الخوف والمذلَّة والمسكنة، ولا تُستعبد بالترهيب، ولا تُستضام ويُهيمَنُ عليها بالسطوة والجبروت والبطش من الطغاة والظالمين والمجرمين.

ولهذا كان من المهم جدًّا الاهتمام بهذه الثقافة التي تُحيي فينا العزَّة والإباء في زمن نحن أحوج ما يكون فيه إلى أن نُرسِّخ في أنفسنا العزَّة، وأن نحيي في وجداننا الإباء، في زمنٍ سعت قوى الطغيان بكل إمكانياتها وبكل الوسائل والأساليب بالبطش والجبروت، بالغزو الثقافي والفكري، بالنشاط الإعلامي المُضلِّل، إلى أن ترسِّخ في نفوس الشعوب كل الشعوب ثقافة الهزيمة! وروح اليأس والاستكانة! وكذلك حالة الإذلال والقبول بالهوان! لأنها ترى في ذلك السبيل الميسر للهيمنة على المستضعفين والتحكم بشؤونهم وبمصائرهم.

ولذلك نحن اليوم بثقافتنا القرآنية كشعوب مستضعفة مسلمة نُحيي في أنفسنا كل عوامل الثبات، وكل عوامل الصمود، وكل العوامل التي تمدُّنا بالأمل في مواجهة اليأس، وبالقوة في مواجهة الضعف، وبالعزة في مواجهة المذلَّة، لنكون فعلاً بمستوى مواجهة التحديات، ولنكون بالاستعانة بالله تعالى والاعتماد عليه والتوكل عليه واكتشاف كل عناصر القوة التي نختزنها فيما وهبنا الله كشعوب مستضعفة من إمكانات ومقدرات نفسية ومعنويَّة ومادية وثقافية وفكرية، نستفيد منها، فتكون فعلاً نِعمَ عوامل القوة والثبات والصمود.

اليوم حينما نستذكر شهداءنا الأبرار، فإننا نستذكر منهم الدروس والعظة والعبرة، نستذكر منهم المجد، ونستذكر منهم الصمود، ونستذكر منهم الإباء.

(من كلمة للسيد عبد الملك بدر الدين الحوثي في الذكرى السنوية للشهيد 1437هـ)

واجبنا أن نسعى لتعزيز روح الاستعداد العالي للتضحية

  إن واجبنا أن نسعى لتعزيز روح الاستعداد العالي للتضحية والإصرار على الحياة الكريمة أو الشهادة بكرامة، الحياة في هذه الدنيا بكرامة أو الشهادة بكرامة في مواجهة الاستعباد.

 ونحن في هذا السياق ونحن نرى في واقعنا ونحن نواجه الطغيان والعدوان الأمريكي الإسرائيلي السعودي نرى كل الأحرار والشرفاء في بلدنا من كل فئات الشعب من الرجال والنساء من النخب العلمية كذلك في الميدان الجيش واللجان الشعبية الأحرار والشرفاء هم بحمد الله كثير من كل الفئات من العلماء والإعلاميين والأكاديميين كل الأحرار نراهم فعلاً وقد تألقوا بهذا الشرف رجال أحرار شرفاء كرام، وحرائر شريفات عزيزات شامخات ثابتات صامدات مؤمنات، الكل يعيش هذه الروحية من الاستعداد العالي للتضحية والصمود؛ هذا ما يجب أن نعززه، وهذا ما يرقى بنا دائمًا لتحمُّلِ كل الأخطار ومواجهة كل التحديات.

(من كلمة للسيد عبد الملك بدر الدين الحوثي في الذكرى السنوية للشهيد 1437هـ)

 

قد يعجبك ايضا