كاتب تونسي يكتب عن : جنود الله في اليمن !!

الحقيقة/السيد أبو جواد التونسي 

نعم، لقد عدنا نتكلم ونتحدث بعد انقطاع عن أُناسٍ، وبكل موضوعية وفي أقل التقدير لهم ، هم ليسوا كباقي  السواد الأعظم من البشر الذين نعاصرهم والذين نعرفهم، فكيف لا يكونون كذلك، ونحن الذين نقف على الرّبوة نتفرج قد أصابنا التعب من عدّ الأيام والشهور، وعيينا من حساب عدد الأيام والسنين .

 

وكيف لا يقف الحر الأبيّ منحنيا إجلالا لفتية الله في أرض اليمن، وهم مازالوا في  ملحمتهم التي ذاقوا فيها أعتى أصناف البلاءات، بالحق والثبات متمسكين، وكيف لا يقف الحر الأبي إكراما للفتية الذين ترجموا ومنحونا الفرصة لنعايش معهم ، ثمّ نتعلم المعاني الحقيقية لكل تلك القيم التي تعلمناها من نبينا محمد وآل بيته الطاهرين صلوات الله وسلامه عليهم .

 

كيف لا تنحني هاماتنا إجلال وإكراما لفتية اليمن الخُلّص، وقد عبر بكل وضوح أشرفنا وأنقانا وأسمانا، بل وقدوتنا السيد حسن نصر الله، بأنّ أشرف وأفضل وأعظم ما فعله طيلة حياته هو كلمة حقّ قالها نصرة لأحرار وفتية الله في اليمن ، فإن كان حال سيد القلوب وقدوة العقول الحرّة حاله هكذا، فأقول بكل يقين لنفسي ولكل حر على وجه الأرض، من نحن لكي لا ننحني لفتية الله في اليمن، بعد أن صرّح السيد بما صرّح .

 

بل ننحني والعز يكسونا بما نفعل، وننحني وكلنا شموخًا وافتخارًا، لأننا ننحني لأنصار الله الذين سنشاهدهم في قادم الأيام، وهم على أطراف المقدّسات زاحفين على بني صهيون، طبعا سأنحني متواضعا وقربة لله لرجال الله في أرض اليمن، الذين سيسقون ثغور المسلمين في السنين القادم بدمائهم الطاهرة، مشاركين بقية إخوتهم من أبناء نهج الله المقدس، نهج العطاء والتضحية في سبيل أمّة نبينا ونبيهم صلوات الله عليه وعلى آل بيته الطاهرين .  

 

وكما هي العادة، وقبل أن نكتب بعض الحروف لفتية الله المبثوثين في سهول وجبال وأودية وصحاري أرض اليمن، وقبل أن نخاطب رجال الله الواقفين في ثغور الطرقات والمفترقات، حيث تصقل معادن الرجال، وتصنع ثم تنحت شخصيات المؤمنين، علينا أن نستأذن منهم لمخاطبتهم، وتوجيه حروفنا القاصرة في استفاء حقهم إليهم .

 

أيها الأعزة الكرام، لن أحدثكم اليوم لا عن الصبر ولا عن الإباء ولا عن الثبات، ولا عن حقيقة أن سنن الله في الأرض تأبى إلا يكون النصر لكم وفيكم، بل وشاخصا بين كفوفكم الطاهرة التي ترمون بها أعداء أمتنا الحرة، لأنه إن فعلنا ذلك فإن لم يعيب علينا الزمان والتاريخ، فنحن سنعيب على أنفسنا، فأنتم الأساتذة وأنتم المعلمون في كل هذه القيم والمفردات ، فكيف لا تكونون كذلك، وانتم الذين ترجمتم كل مفردات مدرسة الإسلام المحمدي العلوي الحسيني في مواجهة أعداء الله والإنسان الحر .

 

اليوم سنكتب لكم  يا من صبرتم صبرا نعجز عن التعبير عنه بالحروف والكلمات، سنخاطبكم يا من أعدتم لنا أحزان كربلاء الحسين (ع) بثباتكم رغم قسوة وحدتكم، سنتوجه إليكم يا من أحييتم في داخلنا جميع أوجاع عاشوراء الحسين(ع ) بملاحمكم رغم قلة العُدّة والعتاد، اليوم نكتب لكم لنقول لكم بعد أن أُخرجنا من أرضنا ونحن لذلك من الكارهين، اليوم وبعد أن شاءت الأقدار العادلة أن نخرج من أرضنا تونس .

 

اليوم لن أقول لكم غير ، أنّه كلما طالت الحرب عليكم واشتد العدوان عليكم وعلى عوائلكم وأطفالكم، كلما ازددنا شوقا ولهفة للحضور بين أيديكم والتعلم من ملاحمكم، وكلما ثبتم في وجه أعداء بني الإنسان وأعداء الله في الأرض، كلمّا ازددنا عزما واصرارا في مشاركتكم في كربلاء زماننا، وذلك كله لنتعلم منكم، ونستلهم من تجربة ثباتكم وصمودكم، فأنتم بما ذكرته لكم أثبتم أنّكم مدرسة عظيمة من مدارس أمتنا المقاومة، وعلى الجميع أن يتوجه لها بالتدبّر والتأمل والدراسة .

 

فسلام الله الأعظم على القائد القدوة، حفيد بيت الرسالة السيد عبد الله الملك المحمدي.    

وسلام من الله عليكم يا أنصار الله في أرض العرب، وعلى إخوتكم وأبنائكم وحرائركم وأحبائكم .

وسلام الله على كل الشعب اليمني الحر الأبي العزيز الكريم .

 

 

قد يعجبك ايضا