صهاينة وارسو وأحرار اليمن!

 

الحقيقة/د/مصباح الهمداني

خرجَتْ صنعاء بملايين البشر، وكأنها خرجت للنداء إلى المحشر، ومن شاهد الحشود، فلا يظن أحدًا تخلف عن الحضور، خرجَتْ برجالها وأطفالها ونسائها، ومع أن ساحة النساء بعيدة جدًا عن ساحة الرجال؛ إلا أنها امتلأت بالحرائر..

ليس في صنعاء بحر، لكنَّ شارعَ باب اليمن، والذي أتمنى أن يسمى بشارع القضية، أو شارع الأقصى، أو شارع فلسطين؛ قد تحركت فيه الأمواج المليونية، والتي لم يتوقف تدفق البشر إليه على مدد النظر…

 

وعلى هدير صنعاء المليوني خرجت المحافظات الأخرى، في تتابع وانسجام، وكان السبق كل السبق لصعدة المقدمة…

لا شك أن نتنياهو وبوميو بصقوا على مسطحات وجه الفيل خالد (الكويني) بعد أن شاهدوا المسيرات الحاشدة، والأصوات الصارخة، والقبضات الحديدية لرجال القول والفعل، وهم يلبون دعوة القائد، ونداء الواجب للقضية الأم، أولى القبلتين وثالث الحرمين، ومسرى الرسول الأمين…

لقد سحبت أمريكا خزائن دول الخليج حتى أضحت على قائمة الإفلاس، ومازال ترامب يحتلب ويحتلب؛ ويبيعهم السلاح بعشرات أضعاف سعره، وبالقوة والإكراه، وكل أحلام العبيد وأسياد العبيد هو تركيع اليمن، وإدخاله في منظومة القطيع؛ تحت إمرة وإدارة وتوجيه وسيادة الصهاينة…

ولكن الأربع السنوات؛ أصبحت كالنار في الذهب؛ كلما ازدادَ لهبها ازداد نقاء الذهب وارتفعت قيمته وخلُصت جودته..

العدو الحقيقي ونعاله وخُدَّام نعاله في حيرةٍ من أمرهم، وفي اضطرابٍ من وضعهم، وفي رعبٍ من خاتمتهم، وهم يسمعون بعد ملايين الطلعات، وملايين الطلقات، وملايين القنابل والصواريخ والمتفجرات؛ رئيس اللجان الثورية يقول من على منصة البراءة من التطبيع والعمالة:

-أقول للسفير البريطاني إن صبرنا لم ولن ينفد، وكما قال القائد؛ سنقاتلكم حتى لو إلى يوم القيامة…

سيدور الصهاينة والأمريكان ونعالهم السعاودة ودويلة ساحل عمان وأحذيتهم الأرخص على مر التاريخ؛ ألف دورة، وسيسقطون سقطة تلو سقطة..

وسيكتشف الفاتحون لترامب؛خزائنهم وغرف نومهم أنَّهم لم يجمعوا في فنادق الرياض والقاهرة وعَمَّان واسطنبول ودبي وأبو ظبي إلاَّ حُثالة الحُثالة..

خاصة بعدَ أن أعذرهم وأنذرهم ونصحهم وذكرهم مفتي اليمن العابد الزاهد العلامة شمس الدين..

وبعد أن أسمعهُم البديل الفصيح،الوزير المفوه، وزير الإعلام ما يتمنوا أنهم لم يسمعوه..

وبعد أن نكزهم، بسهامٍ كالسُّم، وناداهم بأسمائهم وألقابهم، الداعية السلفي المجاهد محمد طاهر أنعم..

وبعدَ أن صدحَ شيخ مشائخ اليمن ضيف الله رسام بما صدحَ به، وإعلانه البراءة من كل شيخ جبان ذليل خانع، ومن كل وجاهة لم تتحرك بعدَ أن أصبحَ المحسوب علينا يمنيًا يجلسُ جنبًا إلى جنب، ويشرب كأسًا بكأس، ويتنفس نفسًا بنفس مع العدو الغاصب الصهيوني..

سيدرك (خوات شمة وموزة ونورة) أنهم جمعوا أخوات أخواتهم في الفنادق، ممن ليس لهم سعر ولا قدر ويخاف الواحد من أولئك المرتعشين أن يعود إلى قبيلته، بل ترتعد فرائصه لو قيل له إجمع(بقشتك) ملابسك واذهب إلى عدن أو مارب..وسيبكي ويتحول إلى ثكلى لو تم إخراجه من الفندق بالقوة…

من رأيتموهم في الساحات هم اليمنيون، هم القبيلة اليمنية، هم قحطان وعدنان، وحمير وقتبان، هم الأجيال والأقيال، هم من يواجهون 17 دولة، هم العتاد والعدة والمدد، هم من أحرق المدرعة وأسقط الطائرة، وأشعل النيران في البارجة..هم من اقتحم نجران وجيزان وعسير، هم من يتصدون لجحافل العالم في أكثر من أربعين جبهة..هم من صنعوا من بقايا صواريخكم رصاص وقنابل..هم من صنعوا الصواريخ عابرة الحدود..وأتقنوا صنع الطائرات المسيرة..هم من جعلوا مطارات دبي والرياض وأبو ظبي تسد أبوابها وتغلق صالاتها لأول مرة في تاريخها..هم من أعادوا شيوخ الناقة بلا أقدام..هم من جعلوا الملك الخرف وابنه المهفوف لا ينامان إلا في الزرائب والأماكن الخربة والمهجورة..هم أحفاد الأوس والخزرج..هم أحفاد بدر وأحد وخيبر والأحزاب..هم أولي البأس والقوة…

لقد جاء الغزاة بدعوى التمدد الإيراني؛ فلم نرَ إلا مد أنابيب النفط اليمني من المهرة وحضرموت إلى مملكة الرمال..

وبدعوى الولاية فإذا بهم يوالون اليهود والنصارى..

وبدعوى استعادة اليمن إلى الحضن العربي وإذا بهم يتربعون في حضن الصهيوني جهارًا نهارًا وأمام الملأ..بلا حياء ولا خجل ويريدون جر اليمن إلى حضن الصهاينة في وضح النهار..

 

لقد قال اليمنيون اليوم كلمتهم، وهؤلاء هم جبال، ونجوم، وقمم العرب، ولن تمر مشاريع أمريكا وإسرائيل وفينا صبي ينطق أو حُرة تلِدْ..

وكما قال الجُنيد:

لم تُبعد الحربُ شعبي عن قضيتهِ

لأن لله شأنًا في قضايانا

لأننا حين جاؤونا صهاينةً

جئنا إليهم من القرآن.. قرآنا

فليخسأ الصهاينة وعملائهم وأحذيتهم في وارسو وغيره…

أما نحن فنعرف العدو من الصديق..

وليتذكر العالم جيدًا بأنا سنحتفل غدًا بالنصر..على الحلف الأمريكي الصهيوني الأعرابي..

ولا نؤمن بشيء غير النصر!

قد يعجبك ايضا