موقع «وورد سوشاليست» الأمريكي :مؤتمر وارسو مقدمة لكارثة أخرى تصنعها واشنطن

 

أوضح مقال نشره موقع «وورد سوشاليست» الأمريكي أن المؤتمر الفاشل الذي أقامته الحكومتان الأمريكية والبولندية في وارسو الأسبوع الماضي يكشف عن تهديد هائل ووشيك يتمثل في استعداد الإمبريالية الأمريكية لجر البشرية إلى حرب كارثية أخرى محتملة.

وجاء في المقال: عشية انعقاد المؤتمر، أجرى رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي يشغل أيضاً منصب وزير الخارجية، مقابلة في وارسو أعلن فيها أن غاية المؤتمر تتمثل في «تعزيز المصلحة المشتركة في محاربة إيران».

ولفت المقال إلى أن وسائل الإعلام تعاملت مع الكثير من تصريحات نتنياهو على أنها زلة لسان، لكن ليس شيئاً من هذا القبيل، فقد كان نتنياهو يصف الأهداف الحقيقية لمؤتمر وارسو بعبارات صريحة بما يتناسب مع سياساته، إذ يواجه انتخابات برلمانية في غضون شهرين وسط فضائح فساد متزايدة، وهو حريص على حشد قاعدته اليمينية.

وأكد المقال أن «إسرائيل» وبعض الدكتاتوريات الرجعية في الخليج العربي تشكل دعامتين لحلف معادٍ لإيران صاغته إدارة ترامب، مشيراً إلى أن محاولة المسؤولين الأمريكيين والبولنديين إخفاء الغرض الحقيقي من المؤتمر بالحديث عن «السلام» و «الأمن» كانت أمراً هزلياً، حيث واصل المسؤولون البولنديون الزعم بأن الاجتماع «لا يتعلق بأية دولة واحدة، بل يتعلق بالأحرى بالقضايا الأفقية التي تواجه المنطقة، مثل انتشار الأسلحة والإرهاب  والحرب ..الخ»، وتبين، أنه تم توجيه اتهامات لإيران بأنها «السبب في كل تلك المشاكل».

وقال المقال: خلال المؤتمر زعم نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس أن طهران «الراعية الأولى للإرهاب في العالم».. العبارة التي دأب المسؤولون الأمريكيون على ترديدها دون أي محاولة لدعم إدعائهم بالحقائق أو الأدلة، والأنكى من ذلك، أن تلك المزاعم تصدر عن حكومة دفعت مليارات الدولارات لتمويل حروب إرهابية قامت بها ميليشيات مرتبطة بـ«القاعدة» سعياً وراء «تغيير النظام»، في كل من ليبيا والعراق.

الجدير بالذكر، وفقاً للمقال، أنه بالتزامن مع انعقاد مؤتمر وارسو، فقد شهدت إيران تفجيراً إرهابياً، وأعلنت جماعة غامضة على علاقة بـ«القاعدة» وبحليف واشنطن الرئيس في العالم العربي، النظام السعودي، مسؤوليتها عن الهجوم.

وأكد المقال أنه كان حري ببنس أن يقول: إن واشنطن، التي شنت حروباً دامية ومدمرة امتدت لربع قرن في المنطقة، ودمرت مجتمعات بأكملها، وتركت ملايين القتلى والجرحى والمشردين، هي من يزرع الفوضى في المنطقة، وليس طهران كما زعم نائب الرئيس الأمريكي في خطابه.

وتابع المقال: غير أن الجزء الأكثر نفاقاً في خطاب بنس كان موجهاً ضد حلفاء واشنطن في (ناتو) بسبب «فشلهم في التقيد بالخط الأمريكي فيما يتعلق بإيران»، وفق المنظور الأمريكي، فطالب بنس الدول الموقعة على الاتفاق النووي أن تتبع خطى واشنطن في تمزيق الاتفاق وفرض حصار اقتصادي يرقى إلى مستوى الحرب على إيران.

ولفت المقال إلى أن القوى الأوروبية الكبرى، باستثناء بريطانيا، لم ترسل ممثلاً على المستوى الوزاري، بل شاركت على مستوى منخفض في مؤتمر وارسو، الذي ينظر إليه بدقة على أنه تجمع رعته الولايات المتحدة للتحشيد ضد إيران، ورفضت أيضاً رئيسة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني، التي شاركت في المفاوضات حول الاتفاق النووي الإيراني، الحضور

قد يعجبك ايضا