ارتباط المنيين الوجداني بالنبي وأهل البيت والأولياء

ارتباط المنيين الوجداني بالنبي وأهل البيت والأولياء

من تجليات هذا الجانب على المستوى الروحي والشعوري والوجداني: ما يتعلق بـ المحبة للرسول “صلوات الله عليه وعلى آله”، وهذه ظاهرة بارزة في أوساط شعبنا العزيز، في التعظيم لرسول الله، في التوقير لرسول الله “صلوات الله عليه وعلى آله”، ومسألة واضحة جدًّا، العناية بالمناسبة المتعلقة بذكرى مولده “صلوات الله عليه وعلى آله”، والإقبال الكبير لإحياء هذه المناسبة، العناية بالصلوات على النبي “صلوات الله عليه وعلى آله”، ومنها الصلوات الإبراهيمية ما بعد بعضٍ من فرائض الصلوات، التوقير للرسول والتعظيم للرسول “صلوات الله عليه وعلى آله” هذه حالة ظاهرة وبارزة في كل شيء: في الأذكار، في العبادات، في الصلوات، في الأدعية، في الاحتفاء، في المناسبات… في تعبيرات كثيرة تعبر عن هذا الجانب.

أيضاً في المحبة للإمام علي عليه السلام: والذي حبه من الإيمان، وبغضه من النفاق، وهو في موقعه ومن ومنزلته من رسول الله (بمنزلة هارون من موسى)، هناك علاقة حميمية، محبة بارزة وعظيمة وظاهرة في هذا الشعب على مرِّ التاريخ وإلى اليوم، وارتباط كبير بالإمام على “عليه السلام” منذ أن أتى إلى اليمن وإلى اليوم.

كذلك المودة والمحبة لآل رسول الله “صلوات الله عليه وعلى آله”، والإيمان بفضلهم، والمحبة والمودة لهم: هذا جانبٌ أساسيٌ وبارزٌ في هذا الشعب كذلك منذ عهد رسول الله “صلوات الله عليه وعلى آله” إلى اليوم، شعبٌ يحب رسول الله ويحب آله، وهو يدرك أنَّه عندما يصلي في صلاته فيقول: (اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد) يدرك ماذا تعنيه هذه العلاقة في إيمانه، وأنها جزءٌ من إيمانه، جزءٌ من التزامه الإيماني، جزءٌ من مشاعره الإيمانية الطبيعية، وهو يؤمن بقول رسول الله “صلوات الله عليه وعلى آله”: (أذكركم الله في أهل بيتي) يؤمن بتلك النصوص التي روتها الأمة كل الأمة بشأن آل رسول الله “صلوات الله عليه وعلى آله”، هذه شيءٌ معروفٌ في واقع شعبنا، وكذلك في أدبياته الثقافية، في مناسباته الدينية… في كل شيء.

أيضاً في محبته للصالحين من عباد الله وأولياء الله: وهذه ظاهرة بارزة، يحظى الأخيار من أمة محمد بدءاً من صحابته الأبرار إلى بقية الصالحين من أبناء الأمة والأخيار ومن اشتهروا بالفضل والدين والإيمان والتقوى بمنزلة كبيرة في أوساط شعبنا العزيز، ومحبة عالية وبارزة ومتميزة، وتجد في بلدنا في مختلف محافظاته- سواءً الشمالية منها أو الوسط أو في الجنوب- الكثير من المقامات والمشاهد لكثيرٍ من صالحي الأمة، من المعروفين بين شعبنا بالفضل والعلم والدين والإيمان، ممن لهم منزلة كبيرة في قلوب الناس ومشاعرهم، وحظوا بمنزلة عالية في قلوب شعبنا، وفي اهتمامه، وفي علاقته الروحية بهم، وعلاقته الثقافية بهم.

كذلك الرحمة والرقة هذه تجدها بشكلٍ عام في العلاقة مع الناس، محبة عامة للناس، أخلاقاً عالية تجاه الناس، رأفة بالصغير، بالضعيف، بالفقير، بالمسكين، بالمريض… هذه المشاعر الجيَّاشة، هذه العواطف النبيلة حالة ظاهرة ومنتشرة في أوساط هذا الشعب، ولها أثرها الكبير في التعامل بين الناس، في الحنو على بعضهم البعض، في التعاطف مع بعضهم البعض، في تعزيز الروابط فيما بينهم، في التعاون على البر والتقوى، يمتد أثرها إلى الجانب الإيماني.

فهذا النص النبوي: (أرقُّ قلوباً، وألين أفئدة) هو يعبِّر عن واقع نفسي وفطري له أهمية كبيرة في القابلية العالية في التربية الإيمانية وللتأثر الإيماني هذا على المستوى الروحي. كلمة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي بمناسبة جمعة رجب 1440هـ

قد يعجبك ايضا