صحيفة الحقيقة :خلال أربعة أعوام: القبيلة اليمنية ودورها في مواجهة العدوان وكسر شوكته

خلال أربعة أعوام: القبيلة اليمنية ودورها في مواجهة العدوان وكسر شوكته

صحيفة الحقيقة/خاص

تعتبر القبيلة المكون الأساس للمجتمعات حيث تشكلت كوحدات مكونة من أفرادها المنتمين إليها تجمعهم الأرض والمصلحة المشتركة والانتساب العرقي أحياناً، وقد تطور النظام الذي يجمع القبيلة على مر العصور لتصل إلى منظومة متكاملة من القيم والأخلاق والعادات والأعراف والتقاليد التي تميزت بها القبيلة اليمنية.

فقد مثلت القبيلة اليمنية على مدى 4 أعوام من العدوان على بلادنا الحصن المنيع للوطن والشعب إلى جانب أبطال الجيش واللجان الشعبية , ولم يقتصر دورها في جانب الدم المنوي فقط بل ان دماء الشهداء من أبطال الجيش واللجان التحمت بدماء أبناء القبائل اليمنية ناهيك عن رفد الجبهات بالمال والغذاء ..

فكانت القبلية اليمنية على مدى  4 أعوام من العدوان على اليمن الصخرة الصلبة التي تحطمت عليها كافة مخططات ومؤامرات العدوان تمثل ذلك في المواقف المعبرة عن أصالة وقيم القبيلة اليمنية التي عرفت عبر التاريخ برفض الاستبداد ومقاومة العدوان وكانت مقبرة الغزاة في وقوفها في وجه العدوان بكل قوة وصلابة ودعمها المستمر والدائم للجبهات بالمال والرجال والسلاح .

لم يقف دور القبيلة عند هذا الحد بل امتد إلى المواجهة المباشرة لقوى العدوان والغزاة ولقنتهم دروساً بالغة القسوة في مختلف الجبهات وجعلت من جحافلهم عبرة لمن يعتبر.

وتعزيزا لدورها المحوري والثابت في مواجهة العدوان الغاشم والتصدي له تسعى القبيلة اليمنية لتثبت حضورها بأنها باقية وصامدة في مواجهة العدوان السعودي الأمريكي والذود عن الوطن وإخراج الغزاة والمعتدين، وتجسد ذلك بإقامة العديد من الفعاليات واللقاءات القبلية الموسعة والنكف القبلي المستمر والتحشيد المستمر لمواجهة العدوان في مختلف الميادين .

 

***

القبيلة اليمنية انبرت مدافعة عن سيادة البلد وحريته واستقلاله مواصلة مشوار النضال الذي أطاح بالعملاء والخونة والمرتزقة، فبعد رصيد حافل بالبذل والعطاء في الثورة الشعبية التي أطاحت بمراكز النفوذ المدعومة من الخارج وكان لها الدور الأكبر في انتصار الثورة ودعمها ومساندتها والحد من وأدها أو الاستحواذ عليها وبعد انتصار الثورة وهزيمة المشروع الخارجي بهزيمة أذنابه في الداخل كانت القبائل اليمنية أمام اختبار جديد وتحد كبير أمام الوطن فاختارت الاختبار وأقبلت بثقلها مضحية ومقدمة النموذج الأنصع للوطنية.

ونكفت القبائل وأدانت المرتزقة وأخرجت بوثيقة الشرف القبلية من خان وطنه والتحق بمشروع الغزو والاحتلال والهيمنة مظهرة أن للقبيلة مبادئ وقيماً وأخلاقاً لا يمكن تجاوزها ومن صبأ والتحق بأعداء البلد واحتسابه من ضمن قبيلة عار على القبيلة وعلى وجهائها لقد كان لوثيقة الشرف القبلية صدى كبير في أوساط المجتمع اليمني فقد تضمنت معظم مبادئ القبيلة وقائمة العار التي تحدد العقاب لمن يخرج عن مبادئها.

وعليه فقد قامت القبيلة بكامل مسؤوليتها وقدمت الشهداء والجرحى ودعمت الجبهات بالرجال والمال ومع كل تصعيد من قبل العدو تكون القبيلة اليمنية صاحبة السبق في مواجهة التصعيد ووأد المؤامرات والمحافظة على الأخوة والتحرك بروح العزيمة الواحدة.

لقد أثبتت القبيلة اليمنية أنها صمام أمان اليمن وأثبتت فشل تقديرات العدو على أن القبائل يمكن شراؤها بالمال موجهة صفعة وخيبة أمل للعدو بأن مراهنته على شراء الولاء في القبل اليمنية التي لم يشب قبيلتها شيء من المدنية والحداثة أمر مستحيل وغير وارد ولم تخضع لا بالترغيب ولا بالتهريب وأن مسؤوليتها هي الحفاظ على الوطن ومعاداة كل أعدائه، مهما تكلمنا عن القبيلة اليمنية خصوصا في كل الأخطار والخطوب لن نفيها حقها لأن اليمنيين كلهم ينتمون إلى قبائل وكل يمني له قبيلة التي يفخر بها ويعتز بانتمائه إليها.

إن للقبائل اليمنية أعرافاً نشمية وقانوناً يحكم القبائل حتى من قبل الإسلام فكيف بها الآن وهي مؤمنة بالله متحملة للمسؤولية أمام الله وأمام الأجيال مبادرة ومسارعة إلى ميادين الوفاء والجهاد مستبسلة من أجل إعادة كرامة شعب واعادة حرية وطن.

ولقد مرغ أبناء القبائل أنف العدوان عند كل سهل وواد وحولوا هيبة المعدتين إلى ضعف وسقوط واثبت اليمني أن المعتدي جبان مهزوم ولئيم يخاف من ظله فأوردوهم إلى أودية جهنم غير مأسوف عليهم.

القبيلة اليمنية وبكل اعتزاز وفخر هي من كسرت حاجز الخوف وأسقطت من قلوب العرب والمسلمين هيبة أمريكا وأذنابها وعرتهم وكشفت عن سوءتهم للعيان لتقول لكل القبائل العربية إذا رجعت القبائل إلى أسسها ومبادئها وقيمها وإسلامها وإيمانها وثقتها بربها ستغير وستسقط أنظمة وفراعنة في الجزيرة العربية تجبروا وطغوا وحولوا الأمة إلى خول وقدموها لأمريكا طيعة لا تقول ولا تتكلم ولا تتحرك إلا وفق ما يريد حكامها عبر أسيادها .

القبيلة اليمنية هي التي حافظت على تلاحم الجبهة الداخلية وعلى وأد كل فتنة عبر مرتزقة العدوان في مهدها وحولت كل بصيص أمل للعدوان إلى صفعة مفاجئة للعدو تقصم ظهره وتخيب أمله وتصيبه بالإحباط والاكتئاب والهستيريا والخروج من سنة الغفلة إلى واقع حقيقي ومعادلة يقينية أن شعبنا مكون من هذه القبائل لا يمكن أن يهزم لاعتماده على الله ولتفويته عبر قبائله لفرص كثيرة كان يمكن أن يستغلها العدوان لتحقق شيئاً .

إن اشتراك القبيلة في الرقابة الشعبية وتسيير ومراقبة مؤسسات الدولة هواعتراف من قبل الثورة وقائدها بالدور الذي لعبته القبيلة عبر نضالها ومعاهدتها وتضحيتها من أجل الله والوطن والشعب.

 

***

عمل العدوان سابقاً وحالياً على التآمر على القبيلة عبر أدواته الرسمية في النظام السابق. وسعي إلى تفكيكها مستشعراً خطرها عليه، فقد قام العدو السعودي وضمن تخطيطه المسبق للعدوان وعبر ما يسمى بـ “اللجنة الخاصة” السعودية أن اشترطت – قبل ستة أشهر من العدوان- تسليم مرتبات عملائها اليمنين يداً بيد وداخل الأراضي السعودية مع سؤالها لكل مسؤول أو شيخ عن موقفه تجاه المملكة إذا ما دخلت في حرب وأين يكون هذا المسؤول أو الشيخ وفي أي صف يقف؟!!!

وقد راهن العدوان على شراء ولاءات القبائل اليمنية لتقوم بالانتفاضة من الداخل بعد شن الحرب على اليمن، ولكنه اصطدم بوعي القبيلة العالي، إضافة إلى خطأه السابق في خلق مشائخ غير مرغوبين بجوار المشايخ الأصليين وهو ما خلق فجوة أضعفت الروابط بين الشيخ وأفراد قبيلته وهذا كان أحد إيجابيات تآمر العدوان على القبيلة. لتذهب الأموال التي قدمها خلال عقود من الزمان أدراج الرياح.

وقد أثبتت القبيلة مرة أخرى وطينتها ووعيها بما يخطط للوطن ومستقبله عندما راهن “صالح” على طوق صنعاء في تنفيذ خيانته متناسياً أن كل أسرة من هذه القبائل لديها شهيد أو جريح أو أسير أو مرابط في الجبهات، وكانت تلك صفعة أخرى توجهها القبيلة اليمنية إلى العدوان لإفشال مخططاته التي تنبهت لها القبيلة بوعيها وحسها الوطني.

ولأن القبيلة بما تمتلكه من قيمٌ قَبَلية أصيلة فهي اليوم تسمو وترتفعُ من المصافِّ القَبلي الخاص إلى المصاف الوطني العام، وبعد أن كانت بعض القبائل تُجنَّدُ بالمال لتقاتل مع هذا أَوْ ذاك، القبيلة الـيَـمَـنية اليوم تقدم خِيرة رجالها وتتبعهم بقوافل المال والغذاء والسلاح ليقاتلوا في الجبهات الوطنية على امتداد الجمهورية.

***

من الملاحظ أن العدو السعودي والإماراتي أصبح عاجزاً عن مواجهة الجيش واللجان الشعبية لعدم امتلاكه جيشاً قادراُ أو مؤهلاً للحرب والقتال فعمد إلى استخدام المرتزقة من أبناء اليمن ليقاتلوا إخوانهم في الجيش واللجان الشعبية، ونظراً لاستنزاف خزائن العدو السعودي من قبل إدارة ترامب الجديدة فقد لجأ العدوان إلى تحويل المعركة إلى صراع بين أبناء الشعب اليمني وبتمويل من أموال الشعب اليمني ونفطه الذي يستولي عليه العدوان، ونظراً لنظام القبيلة اليمنية فإن كل فرد من المرتزقة ينتمي إلى قبيلة يمنية وهنا يأتي دور القبيلة اليمنية ومشائخها الوطنيون حيث يقترح المشائخ أن يتم التواصل مع أفراد القبائل المنتمين إليها وغيرهم من القبائل الأخرى بخطورة ما يقومون به من استباحة قتل إخوانهم ومساعدة الغزاة الأجانب لانتهاك حرمات اليمنيين وقتل نسائهم وأطفالهم وهو ما يعتبر عيباً أسوداً في عرف القبيلة اليمنية، وحصر أعداد المرتزقة من كل قرية وعزلة، ومنحهم مهلة للعودة إلى حضن الوطن وتقديم التعهدات اللازمة  والعفو عنهم بموجب قانون العفو وبالتنسيق مع الجهات الأمنية والسياسية في صنعاء ما لم فتتخذ القبيلة إجراءاتها ضد أولئك المرتزقة وعزلهم اجتماعياً وسائر الإجراءات القبلية والقانونية التي تردع أمثالهم أو من يحاول العدو استقطابهم.

***

ومن ضمن تطلعات القبيلة اليمنية إلى دور أكثر فاعلية في الحفاظ على أمن واستقرار البلاد والدفاع عن أراضيه وردع العدوان الذي استباح دماء أطفاله ونسائه، كما تأمل القبيلة بالتعاون مع الدولة المحافظة على كيانها وأعرافها وعاداتها من الضياع والتفسخ لأنها قيم وأخلاق يقرها العقل ويندب إليها الشرع. وتدعو إلى توثيق تلك العادات والأخلاق الحميدة وتضمينها في المناهج الدراسية والمقررات الثقافية باعتبارها قيم تسعى المجتمعات إلى ترسيخها في الذهنية العامة للمواطنين.

في الوقت الراهن مع وجود اللجان الشعبية والمشرفين تتطلب العلاقة نوعاً من التنظيم بما يساعد على استقرار الأوضاع في عموم مناطق اليمن، حيث ينبغي أن يتم اعتماد نظام معين بين الشيخ والمشرف بما يمنع تصادم أو تشتيت الجهود ويصب في خدمة المواطن بشكل أساسي، فقد أدى عدم الربط بين المشرف (الأمني والاجتماعي والعام) من جهة والشيخ من جهة أخرى إلى تراكم القضايا بسبب عدم معرفة المشرف الاجتماعي لأعراف القبيلة وبالتالي صدور معالجات داعية إلى التأزم أكثر منها للحل.

قد يعجبك ايضا