والد الشهيد ضياء جحاف الإعلامي عبدالسلام جحاف : نعاهد السيد الحوثي بأننا له الفداء وللأعداء نقول لن ترون إلا ما تكرهون

مرآة الجزيرة ـ حوار زينب فرحات

هم شعلة الضوء التي تنير دروب السالكين إلى الله بإخلاص، في زمن كثرت فيه المتاهات والإنزلاقات، حتى تكاد هامات الناس أن تضيء لشدّة نورهم كلما عبرت قافلة شهيد.. يمسكون بأيدينا نحن التائهون في ممرات الحياة يوصلوننا بأنفسهم إلى مشارف الخلاص، أن هذا درب النجاة هلمّوا إليه واسلكوه بقليل من العزم والإرادة حتى تكملون مسيرة النور، ميزتنا أننا أمة لا تموت.. بل تقاوم إلى ما يشاء الله، ذلك أنه لو انتهت حياة المجاهد منّا تبقى روحه بيننا تقاتل الأعداء بشراسة في خطوط التماس، تُسعف الجرحى، تدوس على ألسن الغزاة والمحتلّين، تبقى تحرث الحقول في بداية كل عام، تقطف الثمار عند مشارف الصيف، تنحت، تقرأ، تكتب، ترسم، تبكي، تضحك، تتألم علينا وقد تنازع أحياناً لكنها لا تموت.
“مرآة الجزيرة” وفي صدد الحديث حول الواقع الإجتماعي والسياسي الذي يبنيه الشهيد اليمني في ظل المؤامرات التي تحيكها قوى العدوان ضد الشعب، كان لها حواراً مع والد الشهيد اليمني ضياء جحاف الإعلامي عبد السلام جحاف.
 
في الحديث عن الشهداء نكون في حضرة أعظم الناس وأكرمهم وأكثرهم اسشعاراً للمسؤولية تجاه أمتّهم، يقول الأستاذ جحاف، هؤلاء اصطفاهم الله سبحانه وتعالى لما يحملونه من خصال عظيمة، وروحية عالية تخوّلهم ليكونوا قدوة لجميع أبناء المجتمع، مؤكداً أن الأمّة التي تحمل مثل هذه الروحيّة هي أمة تستحق أن تحمل لواء الإسلام، ولواء الحرية، فالإسلام هو دين الحرية والشهادة هي عطاء يقابله الله بعطاء، وهؤلاء الشهداء بحسب الإعلامي اليمني يمارسون ماهيّة المجتمع الإسلامي، إذ أن الشهيد حين يقدم نفسه فداءاً للإسلام، يرسم خطاً ونهجاً واضحاً للأجيال القادمة حتى تسير عليه.
 
 
العالم بأكمله مدرك لحجم المظلومية التي يعيشها اليمن، بفعل هذا التكالب العالمي على اليمنيين الذين يحملون مشروع القرآن، بيد أن اليمنيين يدركون جيداً أن هذه الهجمة ليست مجرّد أطماع استعمارية فحسب، بل إنها استهداف للدين بأكمله، هي هجمة على الحرية والإنسانية وكافة المبادئ التي يحملها القرآن، يورد جحاف مشيراً إلى أن الولايات المتحدة والكيان الإسرائيلي يدركون أن اليمن أصرّ على الخروج من عباءة الوصاية والهيمنة الصهيونية وشقّ لنفسه طريقاً في محور مقاوم للمشاريع الأمريكية والإسرائيلية، وبالتالي كل ما يمتلكه أطراف التحالف السعودي من معدات وترسانات عسكرية انهزمت أمام إرادة المقاتل اليمني الذي مرّغ أنوف قوى العدوان بالتراب، فها هي فخر الصناعات الأمريكية تُحرق بولّاعة على أيدي شاب يمني، ويضيف الأستاذ جحاف، هذه القوة والبسالة هي قوّة الحق، ذلك أن الشاب اليمني الذي يتسلح بثقافة القرآن هو أقوى بكثير من آلاف الجنود والمرتزقة الذين يسخّرهم العدوان السعودي لخدمة المشاريع الأمريكية، لكن “النصر حليفنا إن شاء الله وحليف كل من هو مدرك لحقيقة أننا كمسلمين خير أمة أُخرجت للناس، وعلى كل مسلم معرفة ما يقع على عاتقه من مسؤولية تجاه الله كما ورد في القرآن”.
 
بسالة المجاهدين
الإعلامي اليمني، نوّه إلى أنه على مدى أربع سنوات أثبت المقاتل اليمني، أنه قادراً على كسر الغطرسة والهيمنة والتكبر أمام جميع دول العالم، بفضل ثقافة الشهادة التي يحملها والتي تدفعه الى الوقوف أمام أكبر وأحدث دبابة بثبات، وأن يكسر زحوفات عناصر العدوان، وبفضل وجود السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي ومن قبله الشهيد القائد السيد حسين الحوثي حافظ المجتمع اليمني على هذه الروحية العالية.
 
 
وذكر جحاف أن الشهيد القائد السيد حسين الحوثي كان قد قال سابقاً أنه لم يأتي للمجتمع اليمني بجديد “إنّما كل هذه الثقافة بالفعل في القرآن لكن كل ما علينا هو أن نطبقها ونمارسها، حتى أن الله تعالى يقول كنتم خير أمة أُخرجت للناس”، متسائلاً لكن “كيف سنكون خير أمة أُخرجت للناس والبارجات الأمريكية تجوب بحارنا، والأمريكي والإسرائيلي يسيطران على القرار العربي؟”.
 
ولذلك، كما يقول جحاف، يجب أن يبادر الشعب العربي لمواجهة الأجندات الأمريكية والإسرائيلية بتوجّه إسلامي خالص، إذ أن استشعار اليمنيين بهذه القضايا منذ البداية، والتفافهم حول القيادة المؤمنة أهّلهم للصمود طيلة السنوات الأربعة الماضية وسيسصمدون للنهاية بإذن الله، “لكننا فقط نأمل من كافة الشعوب أن يكونوا عوناً للشعب اليمني ولو بالكلمة لإن انتصار اليمنيين هو انتصار لكافة الشعوب المضطهدة والمظلومة في هذا العالم”.
 
توحّد المجتمع
المجتمع اليمني أصبح اليوم عبارة عن كتلة واحدة إذ أن العدوان وحّد هذا المجتمع على اختلاف مشارب الناس وأطيافهم السياسية، كافة الناس مُجمعون على مواجهة العدوان، “نجد الطفل كما الشاب كما الكهل يطلقون الصيحات المندّدة للعدوان، وجاهزون لتقديم أرواحهم وذويهم في هذه الحرب، اليمنيون لا يزالون ينفقون من قوتهم اليومي لرفد الجبهات بالمال والرجال بالرغم من الحصار وسوء الأوضاع الإقتصادية، هذه المعادلة لا نجدها لدى كافة الشعوب، إنما يختص بها شعوب محددة كالشعب اليمني.
 
 
وأردف الإعلامي اليمني بالقول، ولا يزال الشعب اليمني يقدّم كل ما يستطيع لمواجهة العدوان بالرغم من التكالب الدولي لم ييأس من رحمة الله، مؤمن جداً بوعد الله له بالنصر لإنه يدرك أن قضيته عادلة، فيدافع بقوّة عن عرضه وأمنه واستقلاله، مبيناً أن المرأة اليمنية لها دور افت وشجاع في الحرب إذ أنها تدفع بفلذاتها وزوجها إلى الجبهات، وهي حجة على المتقاعسين الذين لا يحركون ساكناً تجاه العدوان، والسر في ذلك هو أن الشعب اليمني متشبّع جيداً بالثقافة القرآنية.
 
رغم الحصار الذي الذي تسبّب بــ 250 ألف غارة جوية منذ أربع سنوات حتى الآن أي ما يعادل 500 غارة نووية، يورد الإعلامي اليمني، لا يزال الشعب اليمني يخرج بالملايين إلى الساحات، ليؤكد أن فلسطين هي القضية المركزية ولولا الموانع التي تضعها دول العدوان لكان اليوم يحارب العدو الإسرائيلي من داخل فلسطين بالعصي إذا لم يجد السلاح.
 
روحيّة الشهيد
أستاذ جحاف تطرّق إلى تأثّر المجتمع اليمني كافة بمسار الشهيد، وقال: “لا أعتقد أن عائلة قدمت شهيداً ستخرج عن نهجها، فالشهيد حينما يرحل يوصي ذويه وكل من يعرفه بأن يحافظوا على نهج الشهادة ويستكملون هذا الدرب المبارك، وأن يتمسكوا بالمسيرة القرآنية، ولذلك نجد كل عائلة من عوائل الشهداء تعاهد الله والسيد القائد وكافة أعلام الأمة على أنها ستحافظ على وصية الشهيد وبالتالي كل محاولات العدوان والحروب الناعمة التي تخوضها القوى الإمبريالية والصهيونية ضد مجتمعاتنا لن تمسّ بروحيّتنا وقيمنا، بل سيبقى المجتمع اليمني حاملاً لثقافة الشهادة ويدرك تماماً أن دماء الشهداء لن تُثمر إلا نصراً بإذن الله تعالى”.
وتابع، “نحن ندرك تماماً أن كل شهيد يسقط ليس في اليمن فحسب إنما في كل مكان يواجه الظلم والطاغوت، هو بذلك يحفّز طاقات بقية أفراد المجتمع ويزيدهم استبسالاً لمواجهة الإستكبار، وهنا لا بد من الإلتفات إلى أن المقاتل اليمني يقتدي بسادة وأعلام هذه الأمة وفي مقدمتهم السيد حسن نصرالله وسائر القادة المجاهدين الذين خاضوا المعارك الطاحنة ضد العدو الإسرائيلي في لبنان، ويتمنون لو يتمكنون من القتال إلى جانبهم إذا أُزيلت الموانع التي تفرضها دول العدوان، وكذلك يحملون امتناناً كبيراً للسيد علي الخامنئي الذي يحمل لواء العداء للكيان الصهيوني ويحرض جميع شعوب العالم لا سيما الشعب اليمني على مواجهة المحور الأمريكي، وبالتالي فإن خط الدفاع عن الإسلام ومواجهة مشاريع الإستكبار هو الخط الحق الذي بدأه الإمام الحسين(ع) منذ أكثر من 1440 سنة، ولا يزال مستمراً حتى يومنا هذا”.
 
المعادلات العسكرية ووفق ما جرت عليه العادة سابقاً تحطّمت أمام إرادة اليمنيين، يؤكد المحلل اليمني الذي بيّن أن المقاتل اليمني ومنذ بداية الحرب أثبت أنه قادراً على مواجهة وتدمير أعتى أنواع الأسلحة التي تنتجها المصانع الأمريكية والأوروبية، وأضاف، اليمن وبعد أربع أعوام من الحرب أصبح يمتلك ترسانة عسكرية باتت تؤرق مضاجع دول العدوان السعودي، فها هي القوة الصاروخية تضرب الرياض والى ما بعد الرياض كما وعد السيد القائد، والطائرات المسيرة تصل للرياض وأبوظبي، وأيضاً هناك مفاجاءات كبيرة وعد بها السيد القائد ووزير الدفاع بأن هذا العام سيكون مختلفاً وسيقدم فيه اليمنيون دروساً للمرتزقة والغزاة لن ينسوها أبداً، إن هم استمروا في عدوانهم، وفي النهاية، يورد الإعلامي اليمني النصر والتسديد من الله تعالى، “وما رميت إذ رميت لكن الله رمى”.
 
 
واختتم الأستاذ جحاف حديثه بالقول: “نعاهد السيد عبد الملك الحوثي بأن أرواحنا له الفداء، أما للأعداء فنقول لهم لن ترون إلا ما تكرهون ودائماً وأبداً يقيننا بالله أكبر والنصر قريب بإذنه تعالى.. إننا قادمون على العام الخامس للحرب وهو عام النصر والحسم، هذا وعد الله للمؤمنين وهذه عزيمة وإصرار المجاهدين وبإذن الله لن يكون منه إلا النصر”.
 
قد يعجبك ايضا