حثالة الفنادق!..بقلم/ مصباح الهمداني

 

ما إن أفرغَت الطائرات حمولتها الأولى والثانية، على مدرسة الراعي بسعوان؛ حتى طارت الأمهات إلى ساحة الموت، وكل واحدةٍ تبحث عن فلذة كبدها.

وتسابَق الآباء إلى أروقة المستشفيات للتعرف على بناتهم، وفيما كانت قناة العربية والحدث وكثير من مواقع التحالف الصهيوعربي؛ تنشر أخبار سحق معسكر الحوثيين في سعوان، وتزين أشرطتها الإخبارية بالخبر العاجل؛ كان هناك حثالة من نوع مختلف، أحدهم ما زالَ يتعرق من شدة الإدمان، وآخر يلوك العلكة في فمه (كأتان)، يغرد الأول من فندق القاهرة بأن الانفجار ليس من الطيران، ويغرد الثاني من فندق بالرياض بأن الصاروخ ليسَ من التحالف، ويلتحقُ بهم ثالث ورابع وخامس وسادس من نفس الفصيلة، وذات التشكيلة والشكلية.

سفهاء،  بل هم أرذل،

حقراء، بل هم أنذل،

أغبياء، بل هم أسفل،

كانت الحرائق تشتعل، والأصوات تتداخل، والناس تتوافد، وأولاد الفنادق، وعيال المراقص، وتلاميذ الحانات، وعبيد الدولارات يغردون بكل بجاحة وقباحة.

بل وصلَ بهم الأمر إلى الاعتراض على قنوات المملكة وأدواتها، وأرسلوا الرسائل لتلك القنوات أن تحذف الخبر، وتغير الصيغة، وتنسب الجريمة إلى الضحية، وحينما شاهد السعاودة هؤلاء المتسكعون يتفننون في غسل فضلاتهم، ويلعقون بألسنتهم بقايا قيح وصديد التحالف المجرم، خرج المتحدث باسم التحالف، وهو يشاهد نعاله النظيفة من دماء أطفال اليمن بعد أن لعَقَتْها وأجادَت تلميعها ألسِنةُ المستأجرين في الفنادق والمراقص والفلل. فإلى أولئك المرتزقة الأرخص في هذا الكون:

ألا تخجلون من بقايا أهلكم الساكنين في صنعاء؟ ألا تمتعرُ وجوهكم حين تبررون قتلَ طفلات بريئات؟ ألا تدرون أن البنقالي والهندي والفلبيني لو علم بقولكم لبصقَ في طعامكم، وبالَ في شرابكم، واستفرغ على وجوهكم، وأبى أن ينظف لكم غرفة أو يغسل لكم ثيابًا أو يجهز لكم طعاما، لأنكم أحقر البشر على الإطلاق، تسابقون الغازي في تبرير جريمته وقد اعترف، ثم تغسلون أياديه الملوثة وقد شاهده كل العالم، كم أنتم تافهون، وساقطون، وحثالة.

يا أسفل السافلين، ويا أتفه القائلين:

ألم تعلموا بأن العدوان قد ارتكب مئات الجرائم قبل هذه وأنكر ثم اعترف، وكنتم السباقين للكذب، فما عمل لكذبكم قدرًا، ولا أعارَ لزيفكم قيمة، ألا تتذكرون الصالة الكبرى وجريمة باص ضحيان وعرس سنبان وأسواق الحديدة وصعدة وقصف المزارع والآبار والطرقات، وكيف كان ينفي الغزاة ثم ما يلبثوا أن تحاصرهم الدلائل والشواهد والشهود، ويعترفون خوفًا من تطور الأمر.

ألا تتذكرون كم مرة يقصف الغزاة مرتزقتهم في الجبهات، وفي كل مرة يعدونه خطأ فنيًا أو خطأ تكتيكيًا، وأحيانًا لا يلقوا للقتلى بالاً، ولا يدفنون جريمتهم بنصف كلمة.

يا نعال النعال في سوق الارتزاق:

إنَّ جريمة سعوان ليست الأولى، فالمقابر مليئة بضحايا الطيران الصهيوعربي، وإن الشعب اليمني الحُر لن ينسى هذه وتلك الدماء، وسيأخذ بالثأر، وأما أنتم فسيتبرأ منكم آباؤكم وأمهاتكم في قبورهم حالما يلتقون بالموءودات.

قد يعجبك ايضا