التقوى ضابطٌ مهمٌ يستقيمُ بالإنْسَـان في حياتِه وسلوكِه وأعمالِه ومواقفِه

التقوى ضابطٌ مهمٌ يستقيمُ بالإنْسَـان في حياتِه وسلوكِه وأعمالِه ومواقفِه

التقوى أهميتها الكبيرة أنها تمثّل الضابطَ المهم في واقع الإنْسَـان في سلوكه وتوجُّهاته ومواقفه؛ كي تكون في الاتجاه الصحيح والاتجاه السليم بعيداً عن حالة الانفلات واللا مسؤولية التي تجعل الإنْسَـانَ يتصرف في واقع الحياة ويتعاطى من موقع المسئولية ولكن على النحو الخطأ وفي الطريق غير الصحيح، التصرفات التي لا تضبطها المبادئ ولا تضبطها القيم ولا تحكمها الأَخْـلَاقُ، وبالتالي ينتج عن تلك التصرفات من جانب الإنْسَـان المنفلتة غير المسئولة وغير المحكومة بالقيم والأَخْـلَاق ينتج عنها الكثير من الشرور في واقع الحياة على الإنْسَـان نفسه وعلى البشرية من حوله، فيطبع الحياة بطابع الشر ويتسبب لنفسه اولاً ثُمَّ للبشرية من حوله ثانياً بقدر جنايته، وبقدر تأثيرات ودوره في الحياة يتسبب بالشقاء والعناء.
وإذا عُدنا إلى واقع البشرية وإلى ما تعانيه حتى على مستوى عصرنا وواقعنا وخُصُــوْصاً في هذا الزمن الذي أصبح للإنْسَـان فيه من الإمْـكَانيات والقدرات ما لربما لم يكن لغيره في كثيرٍ من العصور والأزمان.
في هذا الزمن نجد أن البشرية أحوجَ ما تكون إلى التقوى، وأننا في واقعنا الإسْـلَامي أَيْضاً أحوجُ ما نكون فيه إلى التقوى، الحاجة للتقوى كضابط مهم يستقيمُ بالإنْسَـان في حياته في سلوكه في أعماله في مواقفه في تصرفاته كافة حاجة ملحة جداً يحتاج إليها الإنْسَـان كإنْسَـان من موقعه الشخصي ثم الأمة كأمة الفرق كفرق، الاتجاهات الشعوب التيارات، الجميع بحاجة إلى التقوى.
وبالتقوى يمكن أن تعالج الكثير والكثير من مشاكل البشرية وأن تتعالى البشرية فوق الكثير وتسموَ فوق الكثير من التصرفات والاتجاهات المخلَّة بحياتها وبسعادتها.
حين ما نأتي إلَـى شهر رمضان المبارك الذي أراده الله أن يكون عملية ترويض أن يكون شيئاً عملياً، أداء عملياً، واقعاً عملياً يساعد الإنْسَـان على التحكم بنفسه وهو أول ما يحتاج إليه الإنْسَـان لتحقيق التقوى القدرةُ على ضبط نوازع النفس وتوجُّهات النفس ورغبات النفس وانفعالات النفس.
فبقدر ما يتمكن الإنْسَـان من التحكم بحالاته الانفعالية بغرائزه برغباته بشهواته بانفعالاته كافة أياً كانت نوعها رغبة أَوْ رهبة أَوْ عير ذلك بقدر ما يستطيع أن يكونَ في واقع الحياة مسئولاً يتعاطى بمسئولية عالية بعيداً عن النزَق بعيداً عن الطمع بعيداً عن الأهواء التي جرّت الويلات والمصائب على الإنْسَـان نفسه وعلى الواقع من حوله، فعملية الصيام التي ينضبط الإنْسَـان فيها ويكبح شهواته ورغباته تجاهَ مسائل مهمة لنفسه من الطعام والشراب والنكاح وغير ذلك، هذه الحالة وهذه العملية تساعد الإنْسَـان على أن يكونَ قويَّ الإرَادَة وقويَّ السيطرة وقوي التحكم بالنفس وقوي التحمل لما تحتاج إليه مسؤولياته في الحياة.
لأن عملية التقوى فيها حاله انضباط والتزام واستقامة من جانب وفيها ترويضٌ على قوة التحمل وقوة الصبر وقوة الإرَادَة من جانب آخر.
من كلمة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي بمناسبة قدوم شهر رمضان 1437هـ

قد يعجبك ايضا