تقرير بريطاني يكشف قصة الفشل العسكري والاستراتيجي لواشنطن في مواجهة اليمن :استعرضت قوتها فانتهت هيمنتها وبشكل مهين

كشف موقع  middleeastmonitor  البريطاني، في تقرير تحليلي، أن الحملة الأمريكية الواسعة ضد قوات صنعاء في البحر الأحمر تحوّلت من استعراض عسكري ضخم إلى مثال بارز على الإخفاق الاستراتيجي للولايات المتحدة في المنطقة.
ورغم أن واشنطن سخرت طائرات حاملة، وقاذفات استراتيجية، وصواريخ دقيقة لضرب أكثر من 800 هدف في اليمن خلال شهرين، فإن النتيجة كانت وقفاً مفاجئاً لإطلاق النار – من طرف واشنطن وحدها – وبدون إشراك إسرائيل.
ووصف التقرير الحملة بأنها الأضخم منذ عقود، ومع ذلك فشلت في تحقيق أهدافها، إذ واصلت قوات صنعاء استهداف السفن التجارية والعسكرية، ونفذت هجمات غير مسبوقة على مدمرات أمريكية، في مشهد لم يتكرر منذ الحرب العالمية الثانية.
وبحسب التقرير، فإن الإخفاق لم يكن عسكرياً بحتاً، بل ناتجاً عن قصر نظر سياسي، إذ اعتمدت الإدارة الأمريكية على الحل العسكري وحده، متجاهلة جذور الصراع السياسية والاقتصادية في اليمن والمنطقة.
كما أن غياب التنسيق مع الحلفاء الإقليميين، لا سيما السعودية والإمارات، إلى جانب تهميش إسرائيل، فجر خلافات دبلوماسية عميقة.
وذكر الموقع أن تل أبيب شعرت بالخذلان بعد استبعادها من الاتفاق، خصوصاً عقب هجوم صاروخي شنه أنصار الله على مطار بن غوريون، وهو ما دفع الجيش الإسرائيلي إلى شن غارات على الحديدة وصنعاء بشكل منفصل عن التنسيق الأمريكي، في إشارة إلى تصدع العلاقة بين الحليفين التقليديين.
واعتبر التقرير أن الاتفاق مع أنصار الله شكل “هزيمة استراتيجية”، حيث خرجت صنعاء من الحرب بموقع أكثر قوة، ونجحت في فرض معادلة جديدة في أمن البحر الأحمر.
وذهبت مجلة الإيكونوميست إلى حد وصف الصفقة بـ”الحلف الفاوستي”، الذي منح الحوثيين مزيداً من النفوذ بدلاً من تحجيمه.
وتطرق التقرير إلى القلق المتزايد داخل البنتاغون من استنزاف الذخائر الدقيقة، في ظل التوتر مع الصين في المحيطين الهندي والهادئ، مشيراً إلى أن الخلل في إدارة العمليات وتسريب المعلومات داخل إدارة ترامب ساهم في تفاقم الفشل.
وخلص التقرير إلى أن وقف إطلاق النار لم يكن انتصاراً عسكرياً بل اعترافاً ضمنياً بالعجز، مؤكداً أن قوات صنعاء لم تعد مجرد فاعل محلي، بل قوة إقليمية قادرة على التأثير في أمن الملاحة العالمي، وفرض معادلات جديدة في الجغرافيا السياسية للمنطقة.

قد يعجبك ايضا