فصائل «التحالف» تصعّد ضد القبائل: بوادر اقتتال في المهرة
حشود من مسلحي قبائل يمنية اتجهت نحو محافظة المهرة بعد اعتقال الشيخ محمد الزايدي كا يهدّد بتحويلها إلى ساحة مواجهة قبلية وسط تجاهل سعودي وتحريض من قوات عدن.
تتصاعد التحذيرات من تداعيات تحويل محافظة المهرة اليمنية إلى ساحة حرب مع القبائل. ويأتي ذلك على خلفية تزايد الاعتقالات التي تطاول عابري السبيل القادمين من مناطق سيطرة «أنصار الله»، أثناء مرورهم على طرقات المحافظة للوصول إلى سلطنة عمان – وهو ما يجبرهم عليه إغلاق مطار صنعاء -. وعلى الرغم من تلك التحذيرات، فإن القوات الموالية للتحالف السعودي – الإماراتي في المهرة واصلت اعتقالاتها هذه، التي طالت من بين من طالت الشيخ القبلي محمد الزايدي، أحد أكبر مشائخ قبائل خولان وجهم التي تتموضع في ثلاث محافظات يمنية.
وأثارت هذه التطورات، جدلاً واسعاً في الأوساط اليمنية، ودفعت عدداً من القبائل، ومنها خولان السبع وجهم، إلى التوجّه بوفود وساطات للإفراج عن الشيخ المعتقل، باعتبار أنه لا علاقة له بـ«أنصار الله»، إلا أن السلطات الأمنية التابعة للحكومة الموالية للتحالف في المحافظة، أساءت التعامل مع المساعي القبلية، وأصرت على إبقاء الزايدي قيد الاعتقال، لا بل إن اللجنة الأمنية توعّدت باستخدام القوة ضد قبائل خولان في حال قدومها إلى المهرة. وعلى إثر ذلك، دفعت هذه القبائل بالمئات من المسلحين إلى مشارف مدينة الغيضة، مركز محافظة المهرة، للمطالبة بالإفراج عن الزايدي وإعادة الاعتبار له وللقبيلة كونه اعتقل أثناء مروره من طريق عام، متوجّهاً إلى سلطنة عمان في رحلة علاجية مطلع الشهر الجاري.
القبائل تطالب بالإفراج عن شيخ اعتقل أثناء توجهّه براً إلى سلطنة عُمان للعلاج
وإلى جانب ما تقدّم، أكدت مصادر قبلية، لـ«الأخبار»، احتشاد عشرات الآلاف من مسلحي قبائل خولان السبع في منطقة الشرزة في خولان شرق صنعاء، فضلاً عن احتشاد الآلاف من قبائل جهم في منطقة اليتمة شرق محافظة الجوف، والمئات من مسلّحي جهم وخولان في مناطق سيطرة حزب «الإصلاح» في مأرب. وفي خطوة اعتبرها مراقبون محاولة مكشوفة لمنع وصول تلك القبائل إلى محافظة المهرة، أعلنت وزارة الدفاع وهيئة الأركان العامة في حكومة عدن تصنيف الطريق الصحراوي الرابط بين محافظات حضرموت ومأرب والجوف وصولاً إلى مناطق التماس مع المهرة، منطقة عمليات عسكرية. وادعت في بيان أن هذه الخطوة تأتي في إطار جهودها لفرض الأمن والاستقرار في المناطق الصحراوية.
وحذّرت الوزارة المسافرين من استخدام الطرق المشار إليها، ودعتها إلى الالتزام بخطوط السير الرئيسة.
وفي حين كان يُتوقع تدخّل السعودية التي تفرض سيطرتها على محافظة المهرة، لوقف التصعيد بين قبائل خولان وجهم وبين قوات عدن الأمنية، قالت مصادر محلية في المهرة، إن وفداً سعودياً وصل أواخر الأسبوع الماضي إلى المحافظة، تجاهل مطالب القبائل بشأن الاعتقالات غير القانونية، وهو ما أثار سخطاً قبلياً واسعاً.