مجلة “thecradle” الأمريكية : اليمن بمفردها تعيد تعريف أمن غرب آسيا وتؤسس للردع والسياسة الإقليمية
لم تعد حكومة أنصار الله في صنعاء تدافع عن غزة فحسب، بل تُعيد صياغة أسس الردع والسيادة الإقليمية. ولا يبدو أن هناك ما يُمكنه إيقافها.
التقرير أشار إلى أن اليمن أصبحت قوة عسكرية مؤثرة، حيث استخدمت صواريخ متطورة ضد أهداف إسرائيلية، مما يكشف عن نقاط ضعف الهيكل الأمني الذي تقوده الولايات المتحدة في المنطقة، ويشكل تحديًا للهيمنة البحرية الغربية.
اكد تقرير لمجلة ” thecradle “ ذي كريدل، الاثنين، ان الحكومة التي يقودها أنصار الله في صنعاء لم تكن تدافع عن غزة فحسب، بل تُعيد صياغة أسس الردع والسيادة الإقليمية، ولا يبدو أن أي شيء قادر على إيقافها حيث تبدو اليمن وبمفردها تعيد صياغة مفهوم الامن في غرب آسيا.
وذكر التقرير ، ان “عمليات الاغتيال الإسرائيلية لرئيس الوزراء اليمني أحمد غالب الرهوي وأعضاء حكومته لم تكن استثناءً، بل إنها تنسجم تمامًا مع المسار الذي اختارته صنعاء لنفسها: مسار المواجهة المباشرة مع أسس النظام الأمني المفروض من الغرب في غرب آسيا، وهو نظام بُني في المقام الأول على حماية إسرائيل”.
وأضاف التقرير انه ” بعد قرابة عامين من حرب إسرائيل على غزة، شقت اليمن طريقها إلى قلب المواجهة الإقليمية كلاعب محوري ومن داخل قيود الحصار، طورت نموذجًا قويًا للردع البحري والصاروخي غير المتكافئ ،وأصبحت صنعاء نقطة اختناق جيوسياسية، تُعيد ضبط موازين القوى في البحر الأحمر وبحر العرب”.
وأوضح التقرير ان ” صعود اليمن لا يُقاس بعدد الضربات أو السفن المستهدفة، بل بقدرته المتزايدة على فرض قواعد الاشتباك الإقليمية – وهو أمرٌ فشلت القوى الغربية الداعمة لإسرائيل في منعه ، فمنذ اليوم الأول للحرب على غزة، أعلنت القوات المسلحة اليمنية أن حملتها البحرية ستكون مرتبطة بمصير القطاع الفلسطيني المحاصر وهذا الموقف – سياسي أكثر منه تكتيكي – سمح لصنعاء بالظهور، لأول مرة في التاريخ الحديث، كقوة عسكرية ظاهرة وذات تأثير في المنطقة”.
وتابع التقرير انه ” في أواخر آب الماضي أطلقت القوات المسلحة اليمنية صاروخًا على مطار بن غوريون، قال محققو سلاح الجو الإسرائيلي لاحقًا إنه كان يحمل رأسًا حربيًا عنقوديًا، مسجلةً بذلك أول استخدام مؤكد لمثل هذه الحمولة من قبل اليمن ضد كيان الاحتلال ، حيث تتفتت الرؤوس الحربية العنقودية في الجو إلى قنابل صغيرة متعددة، تغطي نصف قطر واسع، وهذا يجعلها فعالة بشكل خاص ضد المطارات ومراكز اللوجستيات وأنظمة الدفاع الجوي المتفرقة، وبالنسبة لتل أبيب، يصعب اعتراض هذه الذخائر؛ فحتى لو نجحت القبة الحديدية في تحييد المقذوف الرئيسي، فقد تفشل في إيقاف جميع الذخائر الصغيرة عن ضرب الأهداف”.
وبين التقرير انه “بإدخال هذه القدرة، أشارت صنعاء إلى أن عقيدتها الصاروخية قد تطورت إلى ما هو أبعد من مجرد الردع، فبإمكانها الآن تعطيل القواعد الجوية والموانئ بشكل كامل،و لم يعد التهديد لدولة الاحتلال يقتصر على كمية المقذوفات، بل يشمل الجودة والدقة والقدرة على الاختراق”.
وأشار التقرير الى ان ” اعتماد اليمن لهذه التقنية يحمل عواقب تتجاوز تل أبيب بكثير، فهو يضرب جوهر الهيكل الأمني الذي تقوده الولايات المتحدة في غرب آسيا، كاشفًا عن نقاط ضعفه ومعيدًا رسم حدود الردع، ولذا لم تكن عمليات الاغتيال المستهدفة في صنعاء تهدف إلى وقف تطوير الصواريخ – وهي مهمة مستحيلة – بل إلى شل عملية صنع القرار، ولكن إذا كانت الصواريخ تُشكل محورًا واحدًا من محاور المواجهة، فإن السياسة البحرية اليمنية الحازمة تُشكل المحور الآخر: اليوم، يُمثل إغراق السفن التي تنتهك حصار صنعاء على البضائع المتجهة إلى إسرائيل تحديًا مباشرًا للهيمنة البحرية الغربية
