أبراج دبي وحلف إبن سلمان

 

 يبدو أن المصلحة التي تحكم الفعل السياسي هي التي جعلت حكام الإمارات السبع يقومون بمراجعة مواقفهم بالكامل ليبدأوا بالإنفكاك من الحلف المعلن مع إبن سلمان والذي أدى إلى تدمير اليمن دون إنتصار وخراب ليبيا وينذر بمزيد من الكوارث في المشهد العربي.

العالم – قضية اليوم

الإجتماع الذي عقده حكام الإمارات قام بتقييم سنوات التحالف الأخيرة فكانت النتائج كلها صفر، فلا اليمن سقط بأيديهم وأثبت اليمينيون أنهم أشداء لا يستهان بهم وعلى العكس بات مطار دبي وأبراجه في مرمى صواريخهم وطائراتهم المسيرة.

أما في ليبيا فحفتر حليف الإمارات والسعودية لم يحقق على الأرض شيئا ولم ينجز ما وعد به حلفاءه، لكن ما جعل الإماراتيون يذهبون نحو حالة الإنفكاك اصرار ترامب على التفاوض مع الجمهورية الاسلامية واستبعاد توجيه ضربة لها وفي المقابل تلويح الايرانيين بانهم حال تعرضهم لاي هجوم بانهم سيصلون الى اي هدف في الخليج الفارسي، من هنا كان القرار الاماراتي بمحاولة استعادة العلاقة مع الجمهورية الاسلامية والابتعاد بشكل تدريجي عن مغامرات إبن سلمان رغم انهم من شجعوه عليها في البداية.

قبل اربعة عشر عاما وفي حديث بيني وبين احد الاعلاميين الاماراتيين والذي اصبح اليوم في موقع متقدم في الاعلام الرسمي الاماراتي سالته بعد ان ابهرتني ابراج دبي ومنشآتها ماذا لو اصابت طائرة احد الابراج في دبي على غرار ما حدث في منهاتن؟ فكان الرجل صريحا وقال سنعود مئة عام الى الوراء، الامارات ودبي تحديدا اصابها الازدهار نتيجة الحالة الامنية والاستقرار الذي دفع بعشرات الالاف من المستثمرين يحجون اليها لتكون مركزا لاستثماراتهم في العالم العربي والشرق الاوسط.

وهؤلاء المستثمرون جاؤوا اليها من شرق اسيا ومن الهند ومن اوروبا ومن بعض الدول العربية لكن مع اول هزة امنية في دولة الامارات فان هؤلاء سيفرون حاملين اموالهم واستثماراتهم الى مكان اكثر امنا وساعتها سيحل الخراب في الامارات العربية وما تم خلال خمسين عاما من ازدهار اقتصادي سينتهي خلال ايام والامر لا يتطلب اكثر من صاروخ قد ينطلق من ايران حال تعرضها لاي هجوم او من اليمن.

حكام الامارات يعرفون مصلحتهم اكثر من حاكم السعودية ويدركون ان العلاقة مع ايران الحسنه افضل من التحالف مع السعودية فايران وانصار الله لديهم القدرة على الردع اما حاكم السعودية واصحاب القرار فيها غير قادرين على توفير الحماية في ظل بحث راعي البقر الاميركي عن اتفاق مع ايران وليس حرب.

فارس الصرفندي

قد يعجبك ايضا