أبو ظبي تطعن القضية الفلسطينية في مجلس الأمن..الامارات قريبا “إسرائيل” ثانية!

وجهت دولة الإمارات طعنة جديدة إلى القضية الفلسطينية هذه المرة في مجلس الأمن الدولي عبر إلغاء تصويت مفترض على مشروع قرار يدين البناء الاستيطان الإسرائيلي.

وأكدت وسائل إعلام عبرية إلغاء مجلس الأمن للتصويت الذي كان مقررا اليوم الاثنين بشأن النشاط الاستيطاني في الضفة الغربية، بعد خطوة إماراتية تمثلت بسحب دعوتها للتصويت.

من جهتها أوردت وكالة رويترز للأنباء أن الإمارات أبلغت مجلس الأمن الدولي بأنها لن تدعو للتصويت على مشروع قرار يطالب إسرائيل “بوقف فوري وكامل لجميع الأنشطة الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة”.

وقالت مذكرة للإمارات نشرتها الوكالة “بالنظر إلى المحادثات الإيجابية بين الأطراف، فإننا نعمل الآن على مسودة بيان رئاسي من شأنه أن يحظى بالإجماع”.

وأضافت “وبناء على ذلك، لن يكون هناك تصويت على مشروع القرار غدا الاثنين. وسيستقى الكثير من لغة البيان الرئاسي من تلك المصاغ بها مشروع القرار”.

وعلمت إمارات ليكس من مصادر دبلوماسية أن الإمارات مارست ضغوطا شديدة على السلطة الفلسطينية عبر مصر والأردن للتراجع عن طرح مشروع قرار في مجلس الأمن بعد طلب إسرائيلي.

وأوضحت المصادر أن الإمارات هددت بطرح مشروع قرار لا يدين صراحة إسرائيل ويكتفي فقط بالمطالبة بوقف التوسع الاستيطاني وهو أمر لا يشكل إضافة بالنسبة للقضية الفلسطينية.

وبحسب المصادر تسعى الإمارات لصياغة بيان جماعي ضد النشاط الاستيطاني الإسرائيلي يكون أقل إثارة للجدل ولا يغضب تل أبيب.

وكانت الولايات المتحدة، أعربت، الخميس الماضي، عن عدم رضاها على مشروع القرار الذي وزعته الإمارات، قبل جلسة مرتقبة للمجلس الاثنين بشأن النزاع الإسرائيلي-الفلسطيني.

وكان نص مشروع القرار، “يؤكد مجددا أن إنشاء إسرائيل مستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ العام 1967، بما في ذلك القدس الشرقية، ليس له أي شرعية قانونية، ويشكل انتهاكا للقانون الدولي”.

وقرر المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر في 12 شباط/فبراير الحالي، شرعنة تسع بؤر استيطانية في الضفة الغربية.

ولقي القرار الإسرائيلي استنكار كل من باريس ولندن وبرلين وروما، وكذلك واشنطن. وفي هذا السياق، أعرب البيت الأبيض، عن “استيائه الشديد” من الخطط الإسرائيلية لشرعنة هذه المستوطنات في الأراضي الفلسطينية.

وقالت المتحدثة باسم الرئاسة الأميركية، كارين جان بيار، إن “الولايات المتحدة تعارض بشدة هذه الإجراءات الأحادية الجانب التي تزيد من التوترات وتضر بالثقة بين الطرفين”.

لكن في الوقت نفسه، أوضحت وزارة الخارجية الأميركية أن الولايات المتحدة التي تتمتع بحق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن، لا تدعم مشروع القرار المقترح في مجلس الأمن.

يشار إلى أن انتخاب الإمارات بعضوية غير دائمة بمجلس الأمن الدولي منتصف العام الماضي قوبل بارتياح وترحيب إسرائيلي باعتبار الخطوة تساند تل أبيب في المحفل الدولي.

وفي حينه ذكر موقع “تايمز أوف إسرائيل”، أن إسرائيل تأمل أن يساهم حصول الإمارات على عضوية مجلس الأمن في تبني الهيئة الأممية قرارات “أقل انحيازا ضد إسرائيل”.

وذكر الموقع أن الرهان الإسرائيلي على حدوث تحول على اتجاهات التصويت بشأن القرارات المتعلقة بإسرائيل، بعد انتخاب الإمارات عضوا في مجلس الأمن، جاء بعد أن تبنت تونس موقفا “عدائيا”، على حد وصفه، تجاه إسرائيل ودفعت بمشاريع قرارات ضدها.

وحسب الموقع نفسه، فإن تل أبيب مرتاحة أيضا إلى انتخاب كل من البرازيل وألبانيا وغانا والغابون أعضاء جددا غير دائمين إلى جانب الإمارات في مجلس الأمن، بسبب طابع العلاقة القوي الذي يربط هذه الدول بإسرائيل.

في المقابل عبرت أوساط سياسية فلسطينية عن انزعاجها واستهجانها من انتخاب الإمارات لعضوية مجلس الأمن الدولي غير الدائمة ووصفته بأنه خبر سيء لفلسطين.

وقالت الأوساط الفلسطينية بحسب ما تابعت “إمارات ليكس”، إن القيادة الفلسطينية كانت تأمل رفض انتخابات الإمارات في مجلس الأمن لما يشكله ذلك من خطر على القضية الفلسطينية.

وأوضحت أن وجود الإمارات كصوت عربي وحيد في مجلس الأمن يهدد القضية الفلسطينية بالتهميش من على منبر دولي مهم مثل مجلس الأمن.

وأشارت الأوساط الفلسطينية إلى حالة إشهار التحالف الحاصل بين الإمارات وإسرائيل ودعم أبوظبي تل أبيب في كافة المنابر الإقليمية والدولية.

 

الامارات قريبا “اسرائيل” ثانية!

 

لم يكن اختيار دولة الامارات المتحدة من قبل الولايات المتحدة لتكون”الضحية” الثالثة للتطبيع والأولى خليجياً بأمر غير مخطط له.

في البدء علينا ان نعرف ان “اسرائيل” لم تعقد اتفاقاً (تطبيعياً ) مع اي دولة عربية دون رعاية اميركية ،وذلك لسببين: الاول ان دول التطبيع لم تكن يوماً شعوبها وحتى حكامها راغبين بالتطبيع مع الصهاينة، انما جميعاً يعتبرون ذلك من باب واقع حال.

كما اكد اول رئيس مطبع “انور السادات” فيما بعد، وتبعه الآخرون بذات المنطق او الحجة، آخذين بنظر الاعتبار ان التطبيع مع مصر جاء بعد هزيمة حزيران او نكسة حزيران كما يحلو للبعض ان يسميها، والتي يوجز حال العرب فيها الشاعر نزار قباني بقوله”كنت مجروحاً ومطروحاً على وجهي كأكياس الطحين.. ايها السادة لا تندهشوا كلنا في نظر الحاكم  اكياس طحين..كلنا بعد حزيران خراف..نتسلى بحشيش الصبر والله يحب الصابرين”.

حال العرب بعد نكسة حزيران عام 1967بائس وحزين، ولم تسعفه انتصارات حرب تشرين الباهتة عام 1973! بقيت اسرائيل تخضع للمعادلة الدولية، حيث اوجدها الاستعمار الغربي وظل محافظا عليها خدمة لمصالحه، وخاصرة موجعة في جسد العرب والمسلمين.

تسلسل التطبيع الى مصر، والاردن، والامارات، والبحرين، والمغرب، وجاء متسقاً وفق المخطط انما الهدف الاساس هو الامارات، التي يسعى الغرب ان يجعل منها “اسرائيل الثانية”! لا سيما بعد اعلان التطبيع بين الامارات و”اسرائيل” اكد الاستطلاع الذي أجرته منظمات ووكالات عالمية ان 80‎%‎ من الشعب الاماراتي غير راغب بالتطبيع وبكل اشكاله بما في ذلك الرياضي، وان ال20‎%‎ رؤوا انه واقع حال!

ان الكيان الاسرائيلي لا يرغب بالتطبيع الشعبي ويكفيه من الدول (الحكومات) لأسباب تخص طبيعة الشخصية اليهودية التي لا تميل الى الانسجام والتفاعل مع الآخرين، ولو أرادت ذلك لأقامته مع العرب داخل الارض المحتلة، وان واحداً من اسباب وجودها هو الخلاف مع الآخر! 
على الرغم من ان مؤسس الإمارات زايد بن سلطان كان يسمي “اسرائيل” عدواً الا ان اليهود وخاصة الصهاينة منذ تأسيس الامارات في بداية سبعينيات القرن الماضي يرون فيها مشروعاً صهيونيا. 

اما الاسباب فهي عديدة وفي مقدمتها انه لم تكن لهذه الدولة (اسس دولة )من قبل، انما تعاون البريطانيون والمغاربة على تأسيسها في تنظيم السجلات والعملة ونظام الدولة. لذا فهي دولة (فجة) وعدد سكانها البالغ 750 الف نسمة غائب وسط عدد الاجانب من 220 جنسية، و150 قومية لدرجة ان عدد الهنود يشكل خمس مرات بقدر عدد الاماراتيين، وتبلغ تحويلاتهم من دولة الإمارات إلى الهند حوالي 13 مليار دولار أمريكي سنوياً، ويحتلون حوالي 50٪ من سوق العقارات في دولة الإمارات، وهذا يتمدد على القوميات وجاليات الدول الاخرى.

ان كيان الاحتلال يفهم جيداً ايضاً ان الامارات ضعيفة، وتحتاج الى دعم امني، وان عدد سكانها القليل لا يكفي للحفاظ الى امنها، فمثلا ان 750 الفاً او حتى 800 الفاً اذا حذفت منهم النساء يبقى منهم 400 الفا، ثم الاطفال والشيوخ والمرضى فسيبقى منهم 200 الفا، ولو تحول افراد هذا الرقم جميعهم الى (رجال امن) لما استطاعوا ان يتوزعوا جيشاً وشرطة وامناً واستخبارات 
في دولة عدد نفوسها (11)مليون بألسن متعددة وجنسيات وثقافات مختلفة؟

خلال عام واحد بعد اعلان التطبيع زار حوالي 200 الف اسرائيلي دولة الامارات، فماذا يعني ذلك؟ وهل زار اقل من هذا العدد من الاسرائيليين مصر، وهي التي طبّعت منذ عام 1979؟ الا في الحدود الساحلية او صحراء سيناء للابتعاد عن التماس المباشر ! ثم اين هم المصريون في السياحة الى اسرائيل؟واين هم الاماراتيون الذين قوبلوا بالاستهجان والرفض من قبل الصهاينة!؟
لم تكن بين “اسرائيل” ومصر تجارة ولا مع المغرب او الاردن الا في حدود ضيقة لكن سرعان ما تمت اتفاقية تجارة حرة بين الامارات و”اسرائيل”، وبات الميزان التحاري يرقى الى المليارات.

ان التطبيع الناعم الصهيوني بدأ يتسلل الى الامارات، من إنشاء مطعم يهودي الى معبد الى المعابد الابراهيمية حيث المسجد جوار الكنيسة والمعبد والكنيست. ثم التبادل الرياضي والثقافي والامني، والتنسيق العالي في جميع الجوانب.

اليهود يفضلون الدولة البكر لانهم يرغبون تصنيعها حيث يشاؤون، لذا فانهم هم من اقنع الملكة الاسبانية “ايزابيلا ” يومها بان تمّول رحلة اكتشاف امريكا، مقنعين اياها بالذهب والفضة والمعادن بهذه الارض، وقد رافق الرحلة خمسة من اليهود.

بعد اكتشاف امريكا فان اليهود عمدوا الى ابادة الشعب الاصلي، حتى يكون الجميع (مهاجرين ) وليس لأحد ان يدّعي بان هذه الارض تعود لاجداده، وفعلاً هيمن اليهود على امريكا، واعتبروا ان نيويورك بمثابة “ارض الميعاد”!ويشكل اليهود اعلى نسبة سكانية لهم في امريكا (2‎%‎)!
تؤكد الاحصائيات من خبراء اماراتيين وقطريين ان دول الخليج ستفقد خاصيتها العربية باتجاه دول آسيا الذين باتت اعدادهم في تزايد، ويفوق عدد سكان الدول خاصة في الامارات وقطر والبحرين والسعودية كذلك.

منذ اعلان التطبيع والعرب في الامارات يعانون من المضايقة والمتابعة وفقدان فرص العمل، حيث ما زالت الشعوب العربية منزعجة من التطبيع مع “اسرائيل”، وهذا يعني ان افراداً من دول أخرى وفق الانتخاب الصهيوني سيعوضون فرص العرب بالعمل.

المشكلة ليست فقط بالتطبيع الاماراتي الصهيوني ولكن الامارات انخرطت بالمشروع الصهيوني بالمنطقة فباتت تتدخل في مصير 18 دولة عربية، وتغير الحكومات، وتتلاعب بمصير هذا الحزب وذاك، مستغلة حجم الاموال الهائلة التي تتدفق عليها، وكان لها في” الربيع العربي” الدور في صناعة الحكومات، وصناعة الفوضى، وتغيير المعادلات السياسية والامنية، وأخطرها الهيمنة على المواقع والممرات والجزر المهمة وتسليمها الى الكيان الإسرائيلي.

حتى عام 2030 تكون الامارات “إسرائيل الثانية” بالمنطقة، وهي تهيمن على المال والموقع والقرار السياسي والأمني.. الامارات الآن تسعى الى شراء أصول قناة السويس، وقد تشارك إسرائيل بمشروع حفر “قناة جديدة” تغني العالم عن قناة السويس وبمواصفات افضل، وما إفقار مصر والأردن والسودان وتونس وابتلاع المغرب الا بداية لهذا المشروع الخطير.

لذا علينا ان لا نعجب حين تدين الامارات العمليات البطولية للشعب الفلسطيني فلم تعد الامارات عربية!

 

المصدر: الإمارات ليكس+ موقع الهدف

  • المادة تم نقلها حرفيا من المصادر ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
قد يعجبك ايضا