أحمد الرازحي يكتب الجزء الرابع عن :ميلاد المجلس السياسي الأعلى ” من الذاكرة”

 

فيما كان المجلس السياسي الأعلى يُرتب صفوفه ويجهز قائمة أعضاءه الذين سيتولون قيادة البلد ويرتب لعودة جلسات البرلمان ليدلوا بقسمهم الدستوري ، والترتيب لاستلام السلطة من اللجنة الثورية العليا ، كان رئيس الثورية العليا يُمارس أنشطة وأعمال وكأن المجلس السياسي الأعلى لم يولد لكن كان مبرر رئيس الثورية بأن المجلس وإن كان قد ولد لكنه لم يلد اعضاءه ولم يستلم السلطة بعد.
ففي مساء مظاهرة السبعين الثورية لمباركة الاتفاق السياسي والتي كانت بتاريخ 1/اغسطس/ 2016 أشاد رئيس الوفد الوطني في مشاورات الكويت الاخ محمد عبد السلام بالدور الذي قام به رئيس الثورية وأعضاء اللجنة الثورية والشجاعة التي تحلوا بها في مواجهة التحديات الداخلية والخارجية ومعالجة الاختلالات حتى بدء التوافق السياسي الوطني مؤخرا.
وأذكر بأن الأخ محمد عبدالسلام تواصل بي وكان خارج الوطن آنذاك، وطلب أن ارسل صورة له مع اعضاء الثورية العليا لم أذكر بأن الأخ محمد عبدالسلام اجتمع بأعضاء الثورية العليا ولم يكن سهل المنال ، لكن ساورني الشك وقلت في نفسي ربما بأنه التقى بهم في احد الايام ولم أكن على اطلاع وبدأت اتواصل ببعض اعضاء الثورية العليا ورئيس الثورية ولم احصل على أي صورة فهو لم يلتقي بهم … حتى أن بعض الاعضاء قال كلاماً ليس المقام هنا مناسباً لذكره ، وهي ثقافة البشر وخصوصاً اليمنيين لا يذكرون محاسن القوم الا فيما بعد عندما ينتهى دورهم أو بعد موتهم تمسكاً بالأثر ” اذكروا محاسن موتاكم” .
لقد كنت حريصاً على أن أكون أول من يقراء ما ستخطه أنامل محمد عبدالسلام فهو يعني الشيء الكثير للكثير من المتابعين والقراء والسياسيين فقوله غير قول الاخرين … ولكلامه ايقاع في مسامع الناس منذ حروب صعدة الى اليوم ، وحاجة في نفسي تزيد لهفي للاطلاع على ما سينشره لا بصفته رئيساً للوفد الوطني ولا ناطق رسمي لأنصار الله.
وقال محمد عبد السلام في منشور على صفحته في الفيسبوك ” في ظروف استثنائية عاشها بلدنا العزيز في أحلك المراحل التي مرت عليه جراء العدوان الغاشم والذي كان له إنعكاسات واضحة في مختلف الاتجاهات الإقتصادية والعسكرية والسياسية والأمنية والإنسانية والاجتماعية وبعد الفراغ الذي أحدثته السلطة باستقالتها بشكل مفاجئ استطاعت اللجنة الثورية العليا رغم هذه التحديات المعقدة وغيرها أن تدير هذه المرحلة الحرجة وتحافظ على مؤسسات الدولة بمقدار كبير من العزم والهمة والتفاني في إدارة الدولة والوصول باليمن إلى بر الامان في أسوأ ظروف عاشها وعرفها اليمن “.
وأضاف” نهيب بهم مواصلة المد الثوري والشعبي في مواجهة العدوان الغاشم على شعبنا اليمني ودعم الجيش والأمن واللجان الشعبية بالموقف والكلمة والتعبير المستمر عن هموم الشعب وتطلعاته ودعم التوافق السياسي والحفاظ على مكتسبات ثورة الشعب ونضاله ولهم منا جميعا كل التحية والتقدير”.
لقد استمر رئيس الثورية في الانشطة ولم يتوقف ففي 2/اغسطس
التقى بأمين العاصمة عبد القادر هلال رحمة الله عليه ومحافظ صنعاء حنين قطينة والقائم بأعمال وزير الكهرباء المهندس عادل ذمران ومدير صندوق صيانة الطرق المهندس عبد الوهاب الحاكم، وخرج اللقاء بمصفوفة توجيهات .
وفي 3/ اغسطس دشن المرحلة الأولى من جامعة 21 سبتمبر ووجه بإعادة تسمية قوات الإحتياط إلى قوات الحرس الجمهوري.
وفي 4/اغسطس استقبل قيادة ومشائخ وأعيان محافظة البيضاء
وفي 6 / أغسطس ترأس اجتماعا موسعا لقيادة وزارة الدفاع وقادة المناطق العسكرية من الساعة التاسعة الى الساعة العاشرة والنصف واثناء الاجتماع وصلت لي رسالة بأن المجلس السياسي أعلن عن قائمة الاعضاء حاولت كتابة الرسالة على عجل وقدمتها الى رئيس الثورية العليا اثناء الاجتماع وقرائها رئيس الثورية على الحضور من القيادات العسكرية وكانت الاسماء على النحو التالي اسماء أعضاء المجلس السياسي الأعلى “صالح الصماد – صادق امين ابوراس – يوسف الفيشي -خالد الديني – مبارك المشن – سلطان السامعي – ناصر النصيري – محمد صالح النعيمي – قاسم لبوزة – جابر الوهباني “.
وكانت بعض الاسماء غريبة علينا لم نسمع بهم من قبل وانهالت الاسئلة تبحث عن اجابة عن من هو هذا ؟ وماذا كان عمله من قبل ؟ واين …الخ
بعدها قام رئيس الثورية بزيارة الى قيادة الحرس الجمهوري برفقة القائم بأعمال وزير الدفاع وقيادة المناطق العسكرية ودشن برنامج إعادة تأهيل وبناء وحدات وقوات الحرس الجمهوري بمقر قيادة قوات الحرس الجمهوري ووجه قيادة وزارة الدفاع باعتماد مليار ريال لإعادة جاهزية الوحدات في قيادة الحرس الجمهوري واعتقد لم ينفذ هذا التوجيه ، بعد ذلك قامت قيادة الحرس الجمهوري بتقديم مأدبة غداء على شرف الزيارة في احد الصالات، وكانت هذه الترتيبات ليست بمحض الصدفة وإنما أعدت بإتقان وكان في الجعبة رسائل يريد ايصالها لكن يبدوا بأنه حدث فشل أو إفشال لإيصال الرسائل فلربما انتهى رصيد ايصال الرسائل أو تغلقت الشريحة … لقد حضرنا معهم مع قيادة الحرس الجمهوري وفي الصالة لتناول وجبة الغداء واثناء العودة عاد بموكب كبير وكان رسالة اخرى معناها في جعبة صانعها وركبت مع احد الشباب فوق سيارة شاص طقم وكان يسارع في اغلاق أي منفذ لمرور الموكب وتجنيب بعض السيارات كما كانوا يفعلوا المسئولين قبل ثورة 21 سبتمبر في صنعاء لم يعجبني هذا السلوك ولم أجد حيلة للنزول من السيارة نظرا لسرعة الموكب وايضا السيارة التي نحن فوقها هي المعنية بإيقاف السيارات وهي لاتقف ، كانت لحظات تأنيب الضمير واعتقد أن لا أحد يعجبه هذا السلوك وانما اجتهاد من سائق الطقم “وقصد المغلوب من ركلة” كما يقول المثل .
خلال الايام القادمة سنكتب حول الفترة من 6 اغسطس الى 15 اغسطس الى وقت استلام السلطة من الثورية العليا.

قد يعجبك ايضا