أسبوعان قبل انتهاء الهدنة: غروندبرغ يتدارك الفشل

 

تقترب الهدنة الإنسانية والعسكرية في اليمن من الانتهاء (بعد أسبوعين)، من دون حدوث اختراقات جديدة على الأرض، وفي ظل فشل المساعي الهادفة إلى حلحلة القضايا الخلافية بين حكومة الانقاذ الوطني في صنعاء و«المجلس الرئاسي» التابع للسعودية والإمارات.

وفي محاولة لإنقاذ الاتفاق، عاد المبعوث الأممي، هانس غروندبرغ، مساء الإثنين، إلى مدينة عدن، حاملا معه عدة مقترحات، منها مباشرة فتح الطرقات الرابطة بين منطقة الحوبان الواقعة تحت سيطرة «أنصار الله» في مدينة تعز، والجزء الآخر من المدينة، مقابل إزالة العوائق التي أدت إلى تعثر انطلاق الرحلات التجارية من مطار صنعاء لأغراض إنسانية.

وعلى رغم أن «أنصار الله» كانت بدأت بإزالة الألغام من عدد من الطرقات في تعز تمهيدا لفتحها، بعدما جعل رئيس «المجلس الرئاسي»، رشاد العليمي، ذلك شرطا لفتح المطار، إلا أن العليمي عاد وتراجع عن موقفه، بإصراره خلال لقائه غروندبرغ الثلاثاء، على التزام حكومة الإنقاذ باستخدام جوازات السفر الصادرة عن عدن، وهو ما ترفضه «أنصار الله».

وإلى جانب إعادة التمسك بهذا الشرط، قوبلت مبادرة قوات صنعاء في تعز بإصرار حزب «الإصلاح» على رفض فتح الطريق الشمالية، وفق ما أكدته مصادر محلية لـ«الأخبار».

وأوضحت المصادر أن الحزب يربط السماح بالمرور في هذا الطريق الذي يمر عبر السوق المركزية شمالي المدينة، والذي استكمل الجيش و«اللجان الشعبية» إزالة الألغام منه، بفتح الطريق الشرقي الذي يمر عبر جولة القصر.

وفي الوقت الذي يحاول فيه غروندبرغ ونائبه معين شريم إيجاد تسوية بخصوص جوازات السفر، نفت وزارة خارجية الحكومة الموالية لـ«التحالف»، في بيان، مسؤوليتها عن إعاقة تنفيذ البنود الإنسانية، وألقت باللوم على «أنصار الله»، واتهمتها بعرقلة اتفاق الهدنة، لعدم التزامها بالشروط التي أقرها مقابل السماح بانطلاق أول رحلة تجارية من مطار صنعاء، بعد توقف دام ست سنوات.

وفي المقابل، نفى رئيس وفد «أنصار الله» المفاوض، محمد عبد السلام، صحة تلك الاتهامات، مؤكدا أن «بنود الهدنة واضحة ولا لبس فيها»، وهي تنص على وقف العمليات العسكرية وفتح ميناء الحديدة لعدد معين من السفن، وفتح مطار صنعاء لرحلتين أسبوعيا إلى وجهتين هما الأردن ومصر، مشيرا إلى أن «من مختلق أي شروط أخرى فهو من يعرقل تنفيذ الهدنة، ويفترض بما هو إنساني التعامل معه من دون أي تسييس».

ويأتي هذا التراشق في ظل ارتفاع إجمالي خروقات اتفاق وقف إطلاق النار منذ دخوله حيز التنفيذ مطلع نيسان الفائت، إلى أكثر من 5000، بحسب تأكيد مصادر عسكرية في صنعاء.

وعلى رغم التشاؤم الذي يظلل زيارة غروندبرغ إلى عدن، بعد محطته الأولى في الرياض، حيث التقى الأمين العام لـ«مجلس التعاون الخليجي» نايف الحجرف والسفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر، إلا أن مراقبين لا يستبعدون موافقة «التحالف» على فتح مطار صنعاء في الأسبوع الأخير من الهدنة، بهدف تمديدها لشهرين كاملين آخرين.

المصدر: جريدة الأخبار

قد يعجبك ايضا