أغنى بلد عربي شرفاً وشهامة.. يفرض على “إسرائيل” حصاراً بحرياً

“نُعلن منع مرور السفن المتجهة للكيان الصهيوني إذا لم يدخل قطاع غزة الغذاء والدواء”، جُملّ مقتضبة قالها المتحدث الرسمي للقوات المسلحة اليمنية العميد يحيى سريع، وتعني عمليا ان اليمن سيستهدف كل سفينة شحن متجهة الى الكيان الإسرائيلي عبر البحر الأحمر بغض النظر عن جنسيتها والجهة التي تديرها.

-البعض استغرب كيف يمكن لـ”افقر دولة عربية”، ان تفرض حصارا بحريا على الكيان الإسرائيلي، ضاربة بعرض الحائط بكل حاملات الطائرات والاساطيل والجيوش الامريكية والفرنسية والبريطانية التي تقاطرت على المنطقة، لنصرة الكيان الإسرائيلي، في حرب الابادة التي يشنها على غزة؟!.

-من حق هذا البعض ان يستغرب، فاستغرابه نتيجة طبيعية لخضوعه على مدى عقود طويلة لعمليات تدجين وغسيل ادمغة، شاركت فيها وسائل اعلام غربية وأنظمة عربية منبطحة، اقنعته ان لا حول ولا قوة للعرب، امام قوة “إسرائيل”، التي يقف وراءها الغرب بقضه وقضيضه، وهرولة بعض الأنظمة العربية للتطبيع مع الكيان الإسرائيلي، كانت بعض نتائج عمليات التدجين هذه.

-اليوم عندما يرى بعض العرب المُدجن، ان اليمن “أفقر دولة عربية”، تمكن بمفرده ان يفرض حصارا بحريا على الكيان الإسرائيلي، تهتز عنده وبعنف السردية التي لُقن بها على مدى عقود، فهو يرى مشهدا لم يألفه على مدى اكثر من 70 عاما، من تاريخ الصراع مع المحتل الإسرائيلي.

-ان القرار الذي اتخذه اليمن بمنع وصول أي بضائع الى الكيان الإسرائيلي عبر البحر الاحمر وقناة السويس، ما لم يدخل الغذاء والدواء الى قطاع غزة، سوف لن تنحصر تداعياته على حرب الإبادة التي يشنها الكيان الإسرائيلي على غزة بدعم امريكي وغربي وقح، وعلى الاقتصاد في هذا الكيان، بل سيتجاوزه الى نسف الروح الانهزامية التي تم زرعها في بعض العرب إزاء “إسرائيل” وعنجهية الغرب، ونسف النظرة الدونية التي زُرعت في عقول بعض هؤلاء العرب إزاء انفسهم وقدراتهم.

-عندما يرى الانسان العربي، ان الأنظمة العربية المتخمة بالبترول والدولار، والتي تمتلك جيوشا جرارة، وتشتري كل عام بعشرات المليارات من الدولارات، طائرات ومدافع وسفن وعتاد من أمريكا والغرب، الا انها تعجز عن ادخال كيس طحين الى اخوانها في غزة، خوفا من ردة فعل “اسرائيل” وامريكا وفرنسا وبريطانيا والمانيا والغرب، بينما يتجاهل اليمن “الفقير” كل هذا “الجبروت” الاسرائيلي الامريكي الغربي، ولا يعير له اي اهمية، بل على العكس تماما، يهددها ويحذرها، من ان تقدم على اتخاذ اي اجراء يخالف قراره بمنع سفن الشحن من التوجه الى الكيان الاسرائيلي، فانه بالتأكيد سيدرك ان القوة ليس بالسلاح بل بالإرادة، وان الغنى ليس بالتخمة، بل بالكرامة.

-من المؤكد والواضح ان اليمن ليس فقيرا، بل تم إفقاره، فالغرب المتصهين وعلى راسه أمريكا، يعلم من هم اليمنيون اكثر من العرب انفسهم، لذلك مازال الكثير من العرب يجهلون الأسباب التي دعت بعض الأنظمة العربية الى شن الحرب على اليمن، والتي مازالت حتى اليوم، من دون ان يشكل اليمن اي تهديد لجيرانه العرب.

-اليوم اثبت اليمن للعرب والعالم عمليا، ان الفقر الحقيقي هو فقر الرجولة والشجاعة والكرامة، وان الغني هو من امتلك قراره السياسي، والفقير هو من رهن نفسه وبلده لأمريكا والصهيونية، فهل هناك بعد هذا الدرس اليمني الخالد، من يشكك بان اليمنيين هم اغنى الشعوب العربية شرفا وكرامة وشهامة وشجاعة ورجولة؟.

 

العالم

قد يعجبك ايضا