أمريكا.. تاريخ حافل بالإجرام الدموي والوحشية

 

 تاريخ طويل من الإجرام والوحشية والهمجية والإرهاب التى تتبعها الولايات المتحدة الأمريكية ضد الشعوب، هكذا هي أمريكا كما شخصها الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي، رضوان الله عليه ، بالقول: إن منابع الإرهاب وجذور الإرهاب هي أمريكا، وكما قال عنها الإمام الخميني رحمة الله عليه  امريكا الشيطان الأكبر.

وكما أشار قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، حفظه الله في خطابه الأخير بمناسبة الذكرى السنوية للشهيد بالقول”امتد شر أمريكا لينال شعوبا غير إسلامية كما حصل في فيتنام واليابان وغيرها، ما من بلد ولا شعب في الأمة الإسلامية إلا وتحضر أمريكا فيه بشكل عدائي استكباري”.

ذرائع وهمية

منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، وحتى اليوم قادت واشنطن عشرات الحروب والتدخلات العسكرية ودعم الانقلابات نفذتها فى مناطق شتى من العالم، تحت ذرائع وهمية وكاذبة، تارة باسم مكافحة الإرهاب، وتارة أخرى تحت مسمى الدفاع عن حقوق الإنسان ، ولعل من يتمعن بقليل من القراءة في تاريخ الإدارات الأمريكية المتعاقبة يدرك بكل وضوح زيف الشعارات التى بشرت بها العالم عقب الحرب العالمية الثانية ، وكذلك زيف الشعارات التي يتغنى بها حكام أمريكا بشكل شبه يومي ليخدعوا بها الحمقى من أنظمة وشعوب هذا العالم  .

حرب استنزاف

منذ أن اندلعت الثورة الإسلامية في إيران بقيادة الإمام الخميني رحمة الله عليه وأطاحت بعرض الشاه الحليف الأكبر والأهم في المنطقة للولايات المتحدة الأمريكية بعد إسرائيل، وكذلك، على وجه الدقة والتحديد، منذ أن دخلت القوات السوفيتية إلى أفغانستان لإنقاذ النظام الشيوعي الحاكم ومنعه من السقوط، بدأت الخطة الإرهابية الأمريكية في استغلال الدين الإسلامي لكبح واستئصال النفوذ السوفيتي في المنطقة بذريعة أنه فكر شيوعي إلحادي، وباشرت بالتعاون مع دول الناتو حلف شمال الأطلسي في خوض حرب استنزاف كان حطبها ووقودها هي شعوب المنطقة. ولا ننسى أنه في الثمانينيات كانت أمريكا وراء الحرب الدامية بين العراق وايران على مدى ثمان سنوات استنزفت فيها البلدين مادياً وبشرياً بشكل كبير جداً .

إعادة الأمل

 

فى عام 1992 عندما أرادت الولايات المتحدة أن تؤمن لنفسها موطئ قدم فى القرن الإفريقى البالغ الأهمية استراتيجياً لها ولإسرائيل، تعللت بالفوضى التى حلت فى الصومال برحيل سياد برى، وحشدت قوات التدخل السريع التى مارست القتل على الطريقة الأمريكية، فقتلت من الصوماليين باسم تهدئة الأوضاع وإطعام الجوعى فى عملية (إعادة الأمل) ما لا يقل عن ألف صومالى، وهو ثمن لا بد من دفعه وأكثر منه لأن الأمر يتعلق بالمصلحة الإستراتيجية الأمريكية الصهيونية.

 الحرب على ما يسمى الإرهاب

بعد هجمات 11 سبتمبر 2001م أطلقت الادارة الأمريكية موجة من أعنف حروبها تحت مسمى”الحرب على الارهاب” والتى بدأت باحتلال أفغانستان فى نوفمبر 2001 ، ثم استكملت دورها الدموي  والإجرامي عندما خدعت حاكم العراق وأوهمته بأنها لا تمانع في غزوه للكويت ثم قامت بشن حرب  تحت راية التحالف الدولي وبتفويض أممي لكي تضربه وتطرده من الكويت وتفرض على الشعب العراقي حصاراً ظالماً دام لمدة عقد ونصف تقريباً أعاد الشعب العراقي نصف قرن إلى الوراء. ثم استكملت خطتها الجهنمية بغزو العراق سنة 2003 وإسقاط نظام صدام وتفتيت هذا البلد وإغراقه في الفوضى والدمار والتفكك ثم دعمت حليفاتها في حلف الناتو لإطاحة نظام القذافي في ليبيا، ثم التفتت إلى سوريا وكانت تنوي إطاحة النظام الحاكم برئاسة بشار السد الذي خلف والده على الحكم عام 2000م لكنها اصطدمت هذه المرة بالعقبة الروسية التي وقفت لها بالمرصاد ، وكذلك بمحور المقاومة .

أسلحة محرمة

من جهة أخرى، استخدمت أمريكا كافة أنواع الأسلحة المحرمة دوليا، والممنوعة وفق مواثيق دولية فى اعتداءاتها على الشعوب، والمثال الأكثر صرامة هو استخدامها القنابل الذرية ضد اليابان أثناء الحرب العالمية الثانية، كما استخدمت السلاح الكيميائى فى فيتنام بعد اليابان، رغم منع استخدام الأسلحة الكيميائية بموجب اتفاقية هيئة الأمم المتحدة، فقد استخدمت فى الأراضى الفيتنامية التى احتلتها قنابل الفسفور وغيرها من الأسلحة الكيميائية، وأوقعت أضراراً فى الغطاء النباتى للبلد إضافة إلى حرقها وهدمها القرى وتشويهها البشر نتيجة استخدام الغاز السام ، وأفضت تلك الهجمات بتلك الأسلحة الى قتل مئات الآلاف من المدنيين .

العدوان على اليمن

في اليمن، كانت تدخلات الولايات المتحدة الأمريكية واضحة للعيان، فقد كانت السفارة الأمريكية وسفيرها هو الآمر الناهي والمتحكم في سيادة اليمن وقرارها، وما إن قامت ثورة ٢١ سبتمبر ٢٠١٤م، بافشال مشروع الوصاية وتقسيم اليمن والتخلص من العملاء وهوامير الفساد واستعادة القرار والسيادة حتى جن جنون أمريكا وأذنابها، فقامت السعودية ومن ورائها أمريكا في الــ ٢٨ من مارس ٢٠١٥م، بشن أكبر عدوان إجرامي همجي في تاريخ الحروب، أبادت فيه الحجر والشجر والأرض والإنسان،  وأستخدمت فيه كل أنواع القنابل الفسفورية والغازات والصواريخ المحرمة دوليا، وقضت على كل مفاصل الحياة في اليمن، وما زالت تواصل مسلسل إجرامها ووحشيتها منذ خمسة أعوام إلى الآن، وقد أوضح قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي، ذلك بالقول: لولا التدخل الأمريكي وإدارتها للعدوان على اليمن لما وقع هذا العدوان، موضحا أن الدور الأمريكي دور أساسي في العدوان على اليمن إشرافا وإدارة وحماية سياسية وأسلحة تدميرية.

 مسك الختام

 إن كافة الحروب والأعمال الإرهابية والجرائم والدماء التي سفكت وتسفك في المنطقة العربية والإسلامية وبقية بلدان العالم سببها ومصدرها الولايات المتحدة الأمريكية التي تعد منبع الإرهاب وصانعة الإجرام والوحشية  ، والذي  أظهر نظامها الأكثر دموية وإجراما ضد المدنيين من أي نظام آخر ، ومن يعود إلى التاريخ لاستطلاع تاريخ أمريكا وأنظمتها سيجد أن الشر والفتن والجريمة انتشرت بشكل واسع وكبير ومخيف منذ أن نشأت أمريكا ، وكلما جاء نظام جديد كان أكثر وحشية وإجراما من سابقه فهل كٌتب على الشعب الأمريكي أن يبقى محكوماً لشياطين جعلوا منه في نظر العالم مجتمعاً يدعم الجريمة ويشجع على ارتكابها ولا يمانع من انتهاك أنظمته حقوق الإنسان في أسوء صوره .! ولسنا هنا بصدد جمع الأرقام عن جرائم أمريكا فهي كثيرة لدرجة أنها تحتاج لعدة أيام لقراءة ما ظهر منها .!

قد يعجبك ايضا