«إسرائيل» المهددة يمنياً

الحقيقة/(هبا علي أحمد – كاتبة صحفية من سوريا)

تتوسع المعادلات اليمنية التي غيّرت المشهد، فمن اليمن تسطر قواه معادلات الردع لتنضم إلى مثيلاتها في الإقليم والقائمة على ردع ومواجهة الكيان الصهيوني الغاصب، لتضاف بذلك جبهة جديدة في مواجهة العدو الصهيوني كانت موجودة دائماً من خلال دعم القضية الفلسطينية ولكنها اليوم تتمظهر أكثر وبشكل مباشر.

محاولة رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي بنيامين نتنياهو النفاذ إلى اليمن عبر مزاعم وجود صواريخ دقيقة هناك لمهاجمة كيانه، تم التصدي لها بتهديد زعيم حركة «أنصار الله» عبد الملك الحوثي بتوجيه أقسى الضربات لـ«إسرائيل» إذا تورطت بأي حماقات ضد اليمن، في رسالة ردع يمنية جديدة تضع الكيان في مرمى الاستهداف ما يزيد من المأزق الإسرائيلي.

التهديد اليمني ينطلق من مراكمة عوامل القوة، والثقة بالقدرة على إصابة الكيان بدقة وبطريقة موجعة، كما ينم عن حجم التطور العسكري الذي باتت عليه القوى اليمنية، فمن يهدد يمتلك بكل تأكيد أسلحة متطورة قادرة على الوصول إلى أهدافها، ومن كسر العدوان وانتصر عليه وهو جزء من محور المقاومة الذي يضع القضية الفلسطينية في أولوياته قادر على أداء دوره ضمن هذا المحور الحامل للواء مقارعة الكيان الصهيوني، وما على الكيان إلا أن يعيد حساباته وإلا فليتلقف صواريخ المقاومة من كل الاتجاهات.

تورط «إسرائيل» في العدوان على اليمن معروف فهي الغائب الحاضر في كل الأزمات والملفات الشائكة، ومزاعم نتنياهو الآنفة الذكر ما هي إلا للخروج إلى المشهد في اليمن بشكل مباشر وعلني في محاولة لترميم الضعف والانكسار والهزائم التي تلقاها العدو في جبهات أخرى في لبنان وسورية وفي الداخل الفلسطيني، والبحث عن جبهة أكثر قرباً من إيران لمجابهتها وبالتالي توسيع ساحة استهداف محور المقاومة.

الأكثر من ذلك، أن حلفاء الكيان يعيشون اليوم حالاً من تراجع القوة والنفوذ والتأثير من أمريكا إلى بريطانيا إلى بعض عربان الخليج أي إن الكيان يفقد تدريجياً أهم عوامل القوة التي يتحصن بها، لذلك يبحث عن جديد يظهر أنه موجود.

مجدداً يخطئ الكيان الحسابات ويلعب بالنار، فما يمكن أن يجده في اليمن جبهة تتكامل مع جبهات المقاومة وتتوحد في صفها، ليضاف كابوس جديد يقض مضجع الكيان ومسؤوليه ومستوطنيه.

 

قد يعجبك ايضا