إقبالٌ كبيرٌ للطالبات على مركز البتول الصيفي بصنعاء :الدوراتُ الصيفية.. التحصينُ الأمثل للأجيال!

خلافاً للسنوات المُنصرمة تشَهِدَ المدارس الصيفية هذا العام إقبالاً كَبيراً، واندفاعاً غير مسبوق لحلقات الجهاد والعلم والمعرفة، حَيثُ يسارع الجميع لتحصين أنفسهم من اختراقات العدوّ وأراجيفه التضليلية.

ويعد مركز “البتول” الصيفي واحداً من أبرز المراكز الهامة التي تستقبل أعداداً كبيرة من الطالبات في مديرية معين بأمانة العاصمة، واللائي اندفعن بشغف، وحرص على التعليم، وعدم البقاء في المنازل فريسة للأفكار الهدامة، مؤمنات بأن المستقبل مليءٌ بالمخاطر والتحديات وأن الواجب يحتم عليهن الاحتماء بالمراكز الصيفية حفاظاً على هُــوِيَّتهن، وعدم خدش عفتهن وطهارتهن.

وتقول الطالبة بتول المسعوديّ -مستوى ثانٍ متوسط- عن التحاقها بالمراكز الصيفيّة: “أتيت إلى هنا لأتعلم الثقافة القرآنية الصحيحة، ولأن نواجه الثقافات المغلوطة بثقافة القرآن عبر المراكز الصيفية التي أتاحت لنا هذه الفرصة، وبدلاً عن أن أضيع فرصة العطلة في الفراغ وفي الأشياء غير النافعة، فقد سجّلت في المركز الصيفي لأتعلم وأستغل عطلتي ووقت فراغي بالتعلم للثقافة القرآنية والأنشطة المتنوعة مثل: الفنية والتدبير المنزلي والتدوير”.

وتدرك بتول المسعوديّ المخاطر الجمة في هذا الزمن العصيب، ومحاولة الأعداء غرس الأفكار الهدامة في عقول الشباب والشابات، فتوجّـه نصيحة للطالبات بعدم تضييع أوقاتهن خلال العطلة الصيفية، والوقوع في شراك الأعداء، مشيرةً إلى أن الالتحاق بالدورات الصيفية هو الحل الأمثل، وهي مهمة جِـدًّا، ففيها نتعلم أشياء كثيرة، وتعطينا الثقافة القرآنية الصحيحة، ولها فائدة كبيرة؛ لأَنَّها فرصة ثمينة تُنمّي المهارات.

وتتلقى الطالبات في المركز التعليم في المجال الديني، وفي مقدمة ذلك القرآن الكريم وعلومه، ويتعلمن إتقان القراءة لكتاب الله، وتجويده، كما يتعلمن مهارات اللغة العربية، إضافةً إلى أنشطة متعددة ومتنوعة.

وتنصح الطالبة آلاء الهادي -مستوى أول متوسط– الذين لم يلتحقوا بالمراكز الصيفية بأنه يجب عليهم الالتحاق بها، والاستماع لتوجيهات السيد القائد عبد الملك بدرالدين الحوثي –يحفظه الله- بأن نرشد أولادنا إلى المراكز الصيفية من خلال تعليم القرآن الكريم ومواد الثقافة القرآنية، وكذلك تعلم الأنشطة المتنوعة.

 

تحصينٌ من المخاطر:

ويعد المركَزُ محصوراً على الفتيات، وتنشط فيها المعلمات كأنهن خلية نحل، حَيثُ يعملن بهمة ونشاط، برفقة طالبات تتجلى فيهن صفات التقوى والورع والعفة، متخذات سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء قدوتهن الأولى في كُـلّ أفعالهن وتصرفاتهن.

وتقول مديرة مركز البتول الصيفي سلمى محمد الهادي إنه في “اليوم الأول من تدشين العام الصيفي كان الإقبال كَبيراً على المركز، ولا يزال التوافد إلى الآن، مشيرة إلى أن المركز استوعب أكثر من 60 طالبة، ولا يزال الإقبال مُستمرّاً”.

وتؤكّـد الهادي أن أول هدف لهم في المركز هو أن تكون ثقافة هذا الجيل ثقافة قرآنية، وتعليمهم لمبادئ الدين الإسلامي وتعليمهم للثقافة القرآنية وكيفية قراءة القرآن القراءة الصحيحة، وكيف أن نسير على منهج القرآن الكريم، موضحة أن هذا كان الهدف الأَسَاسي من إقامة المراكز الصيفية، وكذلك هناك أنشطة كثيرة نقوم بها في المركز الصيفي.

وإلى جانب الطالبات، تقف المعلمات بشموخ في مهمتهن الجهادية، وهن يعلمن الطالبات القرآن الكريم والعلوم الدينية، وتجسيد الثقافة الإسلامية في عقول الطالبات، وشدهن للابتعاد عن مساوئ الباطل، مع تقديم جرعة توعوية عن الباطل وأساليبه الشيطانية في نشر الأفكار الهدامة، من خلال الوسائل المتعددة كالتلفون والتلفزيون ومواقع التواصل الاجتماعي وحتى في الشوارع وغيرها.

وتقول المعلمة إيناس عبد الوهَّـاب الشهاري: “الحمد لله هذا العام الإقبال أكثر مما كان من ذي قبل في السنوات السابقة، فأولياء الأمور رأوا أبناءهم قد تحسَّنوا في المستوى الثقافي والعلمي، هذا من جهة، فتشجعوا بأن يدفعوا أبناءهم، وأن يزدادوا علماً وثقافة، وَالحمد لله فالإقبال هذا العام أفضل مما سبق”.

وتشير الشهاري إلى أن الغاية التي تحقّقها المراكز الصيفية؛ فتؤكّـد أنها أولاً تحصّن الطالبات من الحرب الناعمة وخطورتها البالغة، وهذا هو أهم هدف وهو أن نحتوي أبناءنا ونحافظ عليهم، بحيثُ إننا ندعمُهم في جانب التقرب إلى الله والبُعد عن كُـلّ ما ينحرف بهم عن الطريق السوي، وثانياً نجعلهم يفكرون ما هي الخطورة التي يمكن أن تهدّدهم من أي جانب؛ حتى يستطيعوا بأنفسهم أن يتصدوها، ويعرفون أن يرسموا لأنفسهم الطريقَ الذي يحميهم من كُـلّ الأخطار، سواءٌ أكانت عبر الهواتف الذكية، أَو عبر القنوات الخطيرة.

وترى الشهاري أن هناك من يحاول أن يدفع بهم لأن يستغلوا الأوقات فيما يفيدهم، وَالحمد لله أن هذا الأمر يتحقّق ويزداد يوماً بعد يوم.

وتبقى الدورات الصيفية هي الوسيلة المثلى للطلاب والطالبات للتحصين من كُـلّ المخاطر، وتزكية النفوس، والاهتداء بهدي القرآن، والاقتدَاء بهدي الرسول الأعظم محمد -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ وَسَلَّـمَ-.

وَتقول المعلمة ريم الوجيه: إن “الواجب علينا تجاه أبنائنا خَاصَّة في هذه الفترة، هو الاهتمام بالجانب النفسي بالذات، وتزكيتهم وبناءهم، وترسيخ شعور العزة والكرامة فيهم، وكذلك استغلال الوقت في أداء المهارات والأنشطة، حَيثُ لا يضيع أوقاتهم في أشياء ثانوية يمكنها تحييد مسارهم على مستوى الحياة بشكل عام”.

وتؤكّـد الوجيه بالقول: “استجابةً لقائد الثورة السيد عبد الملك الحوثي –يحفظه الله- فَــإنَّنا ننصحُ الجميع بالاقتدَاء والالتحاق بالمراكز الصيفية؛ لما فيها من تنمية الشعور بالعزة والكرامة وترسيخ مبادئ عظيمة يحتاجها كُـلّ فرد في هذه الأُمَّــة”.

أما عن النصيحة فتقول الوجيه: “ننصح الآباء والأُمهات بسرعة إلحاق أبنائهم بالمراكز الصيفية، عن تجربة لما نلمح ونرى في أبنائنا من تغيير في سلوكهم، وفي شخصياتهم تنافي تماماً إذَا كانوا في البيوت نلاحظ بأن المشاكل تزداد بينهم والفراغ يزداد، لكن إذَا تم استغلال وقتهم بما هو نافع ومفيد فسيكون صلاح لهم في حياتهم”.

 

المسيرة

قد يعجبك ايضا