اختتام أعمال المؤتمر الوطني الأول للأوقاف.. ودعوة إلى ترجمة موجهات السيد القائد إلى مصفوفات عمل

 اختتمت اليوم الخميس في صنعاء، أعمال المؤتمر الوطني الأول للأوقاف، الذي نظمته الهيئة العامة للأوقاف تحت شعار “معاً نحو التحول الاستراتيجي في العمل الوقفي”.

وناقش المؤتمر في أربعة أيام، 22 بحثاً وورقة علمية مقدمة من عدد من أساتذة الجامعات والأكاديميين والعلماء، وخمس ورش علمية في الجوانب التثقيفية والتوعية الإعلامية والتشريعية والقانونية والاقتصادية والاستثمارية الوقفية والتطويرية والابتكارية والمالية والإدارية.

وفي الاختتام بحضور رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي أحمد المتوكل ووزير الدولة نبيه أبو نشطان، وسكرتير المجلس السياسي الأعلى الدكتور ياسر الحوري، ثمن رئيس الهيئة العامة للأوقاف العلامة عبدالمجيد الحوثي، جهود القائمين على المؤتمر من أكاديميين ومختصين في المساعدة لبناء المؤسسة الوقفية الحديثة التي يطمح إليها أبناء الشعب اليمني.

وأشار إلى أن إنشاء الهيئة جاء كمقترح في مخرجات الحوار الوطني، ووفقاً للرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية الحديثة .. وقال “اليوم تحقق هذا الحلم وأصبح واقعاً نأمل من خلاله استلهام الجانب الخيري والإنساني والقيمي الذي يُجسد السنة الناصعة للرحمة في الدين الإسلامي الحنيف، دين التكافل والتعاون والمحبة والإخاء، الدين الذي جاء رحمة للعالمين”.

وأضاف “إن الدين الإسلامي الحنيف، يحتاج منا إلى أن نجسده في واقعنا ولا يكفي أن تكون أفكارنا وثقافتنا خيرة ولا ينعكس ذلك في واقعنا العملي، للأسف فرغ الإسلام من محتواه، ولم يبق من الإسلام إلا اسمه ولا من القرآن إلا رسمه”.

 ولفت العلامة الحوثي إلى أن الأمة الإسلامية أصبحت من أكثر الأمم تخلفاً وجهلاً وأمية وبُعداً عن العلم والمعرفة، وقال “بسبب الممارسات الخاطئة للمسلمين، الذين شوهوا معالم الإسلام، استغل أعداء الإسلام لتشويه منهج الدين الإسلامي والمقدسات، فقدّموا صورة مشوهة عن الإسلام بأنه لا ينتج إلا حركات تكفيرية”.

 وأضاف ” نحن معنيون من الله تعالى بما حبانا به واختصنا في يمن الإيمان والحكمة، أن نجسد الأنموذج الأرقى في الإسلام النقي الذي جاء به محمد بن عبدالله صلى الله عليه وآله وسلم وجاهد من أجله أصحابه الكرام، وبذلوا الغالي والنفيس حتى جعلوا راية الإسلام خفّاقة في مشارق الأرض ومغاربها”.

 وأكد رئيس هيئة الأوقاف، أن الأمة لن تنهض، إلا بالعودة الصادقة للدستور العظيم والقرآن الكريم والرسول الأكرم والإسلام المحمدي الذي جاء رحمة للعالمين وانتهاج نهج العلم والمعرفة والبحث العلمي وإنشاء الجامعات والأكاديميات والدراسات العليا المتخصصة.

 وتابع “علينا مسؤولية عظيمة أمام الله سبحانه وتعالى والدين والأمة في أن نمثل الأنموذج الذي يُحتذى به في الدول العربية والإسلامية لإقامة الدولة الإسلامية العادلة والنظام والقانون دولة المؤسسات والكفاءات التي تُجسد القرآن الكريم في الواقع والرحمة والتكافل والحق، ولن يتأتى ذلك إلا بمبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر”.

 وأوضح أن من أعظم المنكرات التي نراها اليوم بعد العدوان منذ سبع سنوات على الشعب اليمني، ما يحل بأموال الأوقاف من نهب وسلب وتضييع، عاشتها الأوقاف منذ عقود من الزمن، وحينما ننتصر لله ونستعيد أموال الله ونحيي بيوته والعلم والمعرفة والثقافة القرآنية الإيمانية في قلوب العباد ونتنور بثقافة كتاب لله، نستطيع بناء الدولة الإسلامية.

 وذكر العلامة الحوثي، أن الشعب اليمني يمتلك من العقول والأفكار والمعارف العلمية والإيمان بالله والوطن المعطاء والموقع الاستراتيجي الذي يحتله وكل مقومات الحياة، خاصة بعد أن ضحى بكل غالٍ ونفيس في مواجهة قوى الاستكبار العالمي، ما يتطلب مراعاة تلك التضحيات.

 ونوه بجهود كافة المشاركين في المؤتمر العلمي الأول للأوقاف .. مثمناً دعم قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي، وتشريفه للمؤتمر في افتتاحيته، ورعايته للهيئة عناية خاصة في تخفيف معاناة المواطنين، لإحساسه بأهمية دور الأوقاف في خدمتهم.

 وعبر رئيس هيئة الأوقاف عن الأمل في أن يظل المشاركون بالمؤتمر عوناً وسنداً للهيئة العامة للأوقاف، في التقويم والتصويب وتقديم النصح وتصحيح الوضع الوقفي وما يُعين الهيئة على الاضطلاع بدورها في تعزيز الأداء الوقفي .. مؤكداً الاستعداد للتعامل مع ما يُقدم لها من آراء ورؤى وتصورات لتصويب الاختلالات وتجاوز التحديات التي تواجه عمل الوقف.

 فيما أشار رئيس الهيئة العامة للزكاة الشيخ شمسان أبو نشطان، إلى أن أبناء الوطن لمسوا خير هيئة الأوقاف وحرصها على النهوض بالعمل الوقفي، بعد أن أصبح طُعماً للنهب والسلب.

 وذكر أن أبناء الشعب اليمني، أهل الخير والعطاء والبذل والإحسان وضعوا أقدس ما لديهم وأخرجوا من أموالهم ونفائس أموالهم وكرائم ممتلكاتهم حباً للأيتام والفقراء ولبيوت الله من أجل أن تحيا وتشيد وتعمر وحباً ورغبة وثواباً في الأجر والعطاء.

 وقال :”عندما نقف أمام المبرات والصدقات والمحاسن، وما تم الوقف فيه، نجد عشرات المصارف تزيد عن 100 مصرف للأوقاف، حتى على مستوى الحمام وكل الفئات والشرائح”.

 ولفت أبو نشطان إلى أن الزكاة والأوقاف كانتا مغيبتين وأعيدت لهما مكانتهما في تخفيف المعاناة عن الضعفاء والأيتام والمساكين والفقراء والمحتاجين. 

وأكد أن الإسلام هو الحل الذي يُقدم أعظم النماذج في الرحمة والتكافل وتعزيز الأخوة والمحبة، معرباً عن الأمل في أن يكون المشاركون في المؤتمر سنداً وعوناً لهيئتي الأوقاف والزكاة وغيرهما من مؤسسات الدولة.

 وحث رئيس هيئة الزكاة، على تضافر الجهود والتنسيق بين الجميع لدعم مؤسسات الدولة، خاصة في مجالات العلم والمعرفة والدراسات الاستراتيجية وإخراج الناس من المعاناة، وتجسيد مخرجات المؤتمر وتوصياته في الواقع العملي.

 تخلل الاختتام بحضور نائب رئيس هيئة الأوقاف عبدالله علاو ووكلاء الهيئة وعدد من المسؤولين في مؤسسات الدولة، عرض حول إنجازات هيئة الأوقاف وما سيخرج به المؤتمر من توصيات ومخرجات، وقصيدة لمدير عام المساجد في الهيئة الشاعر يوسف العلوي.

 وفي الختام تكريم رؤساء الورش العلمية بشهادات ودروع، كما تم تكريم المشاركين بالبحوث العلمية وأوراق العمل، ورؤساء ومقرري جلسات المؤتمر، والجهات الإعلامية المشاركة بشهادات تقديرية.

قد يعجبك ايضا