اختفاء آل سعود.. النظام الأحدب في مكان غير معروف

 

أن تضع القوة الصاروخية في الجيش اليمني بصمتها بالقرب من العاصمة السعودية، فهذا ليس استهدافاً ميدانياً وحسب بقدر ما هو رسالة واسعة المدى حمل طياتها الصاروخ الباليستي الذي أصاب هدفه بدقة متناهية في قاعدة المزاحمية العسكرية غرب الرياض.
سريعة كانت الإجابة السعودية، فتم إخلاء القصور في الرياض ومدن سعودية أخرى من ساكنيها من العائلة الحاكمة التي تشكل بطبيعة الحال، النظام السعودي، من رأسه إلى أخمص قدميه، يقال إن الوجهة التي سلكها وجهاء النظام السعودي غير معروفة، وإلى جانب ما قيل لا يمكن الكلام عن أن هذا الخبر غير مجدٍ في الحقيقة، لأن دخان هذا الخبر لم يكن ليظهر لولا نار الواقع الذي تحسس على إثره النظام في الرياض على رؤوسه.
الرسالة اليمنية واضحة، مفادها أن السعودية تحت الأنظار وليست هناك أهداف بعيدة، إنما ضبط النفس هو ما يشكل قاعدة الاشتباك الرئيسة مع نظام الرياض، وهذه الرسالة أجيبت برسالة، تفيد بدورها، بأن وجوه نظام الرياض اختفوا سريعاً وأفلوا إلى مكان غير معروف.
ما بين السطور هو أن المؤسسة العسكرية السعودية لا تحظى حتى بثقة النظام الحاكم في السعودية، بعد أن جربها ولم يستطع أن يطال العنب اليمني، بات أكثر قناعة بأنه سيكون مضطراً في وقت قريب إلى الاعتراف بأنه حامض جداً، إلى تلك الدرجة التي أحرقت البلعوم السعودي عن ابتلاع الغايات التي قدمت له كوجبة سياسية، ومهمة على المملكة أن تنفذها بأي ثمن.
منذ وقت ليس بقصير، فقد النظام السعودي الكثير من وزنه بعد الجري المتواصل والمنهك في صحراء الحرب على اليمن، خلف إنجاز عسكري وسياسي مهما بخس ثمنه، أصبح نظام الرياض نحيلاً جداً وشاحباً، من زوايا عدة هو أقرب إلى الشبح والخيال منه إلى الحضور الكثيف، حتى أن عكازته الوهابية التي كان يتكئ عليها للوقوف في منطقة الشرق الأوسط تآكلت بشكل ملحوظ ميدانياً ما زاد في “حدبة” ظهر نظام الرياض بشكل يجعله يسير بشكل بطيء جداً بموازاة ما تؤول إليه الأمور في المنطقة.
بالقرب من هذا كله، هناك من يستعد للانقضاض على البقرة السعودية التي وقعت، وسكاكينها ستكون من دول مجلس التعاون الخليجي على الأرجح، إنها الإمارات وقطر، هاتين الدولتين ستتباريان وتتناطحان على الوصول سريعاً إلى الجثة السعودية، لأكل الكتف أولاً.

قد يعجبك ايضا