استراتيجيةُ الدفاع الشامل.. ومَــدُّ وجزرُ المفاوضات..بقلم/ علي عبد الرحمن الموشكي

منذ أن بدأ العدوان الذي لم يسبق على مدى تاريخ البشرية على اليمن أراد المعتدون من خلاله رسم الأهداف المسبقة بأن يدمّـروا البنية التحتية ويقضوا على الشعب اليمني بأبشع الجرائم التي أجرموها، أمام صمت دولي وعالمي ولكن الله أحبط أمالهم وخيب ضنهم ونكس رايتهم وهزمهم شر هزيمة، تتحدث عن هذه الهزيمة كُـلّ الدول العالم، ودول العدوان وعلى رأسهم أمريكا وإسرائيل يدركون ذلك وأصابهم بإحباط نفسي ومعنوي.

استخدموا العديد من الأساليب العدائية بعدوانهم الشامل منها حصار جائر وخنق اقتصادي ونهب للثروات وتفعيل الخلايا النائمة والحرب الناعمة وشراء أصحاب النفوس الضعيفة والحقيرة وذلك لتأجيج الجبهة الداخلية إلى اليوم وهم يكايدون ويعتدون ويستخدمون مختلف الأساليب العدائية ضد الشعب اليمني المظلوم، لم يسمحوا بدخول الدواء والغذاء والمشتقات النفطية.

لكن الله سخر لهذا الشعب اليمني قيادة قرآنية عظيمة ونماذج قرآنية راقية، تحَرّكوا بصدق معتمدين على الله متوكلين على الله لا يخافون في الله لومة لائم، وجه قائد الثورة (يحفظه الله) بتشكيل جبهة داخلية أمنية وإعلامية وسياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية لمختلف المجالات التعبوية للحفاظ على الأمن الداخلي وتعزيز الجبهة الخارجية التي شملت المواجهة العسكرية بمختلف جوانبها التصنيعية والدفاعية وتطهير كُـلّ أذناب العدوان، تحقّقت معجزات إلهية على أيادي أبناء اليمن الشرفاء سواء على مستوى الجبهة الداخلية من الحفاظ على الأمن والسكينة العامة واستمرارية أداء مؤسّسات الدولة في الحفاظ على كيان الدولة وتقديم الخدمات العامة وإنصاف المظلومين وتصحيح وتأسيس بناء قوي وشامل في كُـلّ المجالات من خلال رؤية حكيمة تأسست من طموحات الشعب وَآمال الشعب اليمني الذي يحلم بالحرية والاستقلال للقرار الاقتصادي والسياسي وبناء دولة حديثة تحقّق للشعب الرخاء والاستقرار والبناء، ولمسنا ذلك في واقعنا الاقتصادي والأمني والقضائي وفي مختلف المجالات التي أظهرت منهجية الله ونوره في واقعنا العملي التي يجب أن نحمد الله على هذه القيادة القرآنية وإلا لكنا في وضع مأساوي.

ضحى الشعب اليمني؛ مِن أجل المبادئ القرآنية بآلاف الشهداء الذين انطلقوا في ميادين الجهاد وأرووا تراب اليمن من دمائهم الزكية والطاهرة ومن أجل أن ينعم الشعب اليمني بالحرية والاستقلال والعيش بكرامة وعزة وشموخ ويتحقّق له السعادة في الدنيا وفي الآخرة، ونحن على أبواب العام التاسع من الصمود والتضحية والبذل والعطاء، يعاني الشعب اليمني أمام مرأى ومسمع العالم دون أن تحَرّك معاناته وأناته ومرضه وتضحياته أية مشاعر أَو ضمائر في العالم، صمت عالمي أمام قضية الشعب اليمني، فاقت مظلوميتنا الشعب الفلسطيني الذي تلاعبتم بقضيته وقضايا الأُمَّــة طوال عقود من الزمن الذي رغم ما نحن عليه سننتصر لقضايا الأُمَّــة العربية المظلومة.

كانت إرادَة الله هي الأقوى والأعظم والأكثر أثراً في الواقع، فمعجزة التصنيع العسكري التي أنتجت الصواريخ والطائرات المسيَّرة كان لها الأثر البالغ في واقع العدوّ فكانت استراتيجية الردع الشاملة هي الأقوى والأعظم، فخضعت دول الاستكبار ودول العدوان للقبول بالمفاوضات والبدء بالاستجابة لمطالب القيادة السياسية ولكنهم على ما يبدو يريدون أن يلعبوا ويمكروا والله خير الماكرين.

عندما تحقّق الردع الذي شمل مؤسّساتهم الضخمة والاقتصادية تزداد وفودهم وتزداد استجابتهم للقيادة السياسية، الدفاع عن اليمن هو حق مشروع شرعه الله، حَيثُ قال تعالى: (فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللهَ وَاعْلَـمُوا أَنَّ اللهَ مَعَ الْـمُتَّقِين)، الله مع المتقين وينكس الظالمين والمستكبرين، لن يستجيبوا لمطالب الشعب ويرضخوا لمطالب الشعب اليمني إلا عند التصعيد العسكري واستهداف أهم المواقع الاقتصادية، هم يستهترون بالشعب اليمني ويستمرون في التمادي وعمل مسكنات وجرعات تفاوضية، لن تجدي إلَّا عندما يرون بأس الله وقوته التي لا طاقة لهم بها، أبجديات الخضوع الكامل والرضوخ لتوجيهات قائد الثورة (يحفظه الله) الذي بعث التحذيرات والإنذارات لدول الاستكبار التي يعونها ويفهمونها جيِّدًا، لكن كبرهم واستكبارهم سيكون عقوبة الله التي أعمت بصائرهم وتلاحقهم وسينالون ردعاً لن يستطيعوا الصمود أمامه وسيكون درساً قاسياً جِـدًّا..

إن الشعب اليمني ليس لديه ما يخسره فمعاناته وتضحياته ليست قليلة ولن يقبل بالاستسلام والرضوخ والإذعان ويبيع ويشتري في دماء الشهداء، مطالبنا مشروعة، وتعتبر استحقاقاتنا إنسانية، ولن نقف مكتوف الأيدي أمام أبواق المنافقين في الداخل والخارج، ولن نقبل بأية مساومات وأية تنازلات وسينتزع حقوقه الإنسانية والاقتصادية لو عملوا ما عملوا.. الشعب اليمني رباني التوجّـه وقرآني التصرف، قيادته حكيمة، مستمد قوته من قوة جبار السموات والأرض.

نحن نستجيب لكل المفاوضات وبكل التعاون ونمد أيادينا للجنوح للسلم العادل والمشرف الذي يحفظ كرامتنا وعزتنا، استجابة لتوجيهات الله، ليس ذلة أَو هواناً أَو رضوخاً أَو يأساً، طموحنا كبير، ونفسنا طويل، ليس لدينا ما نخسره، احفظوا كرامتكم أنتم واحفظوا ماء وجوهكم أنتم، خسارتكم أعظم وأكبر، أنتم مهزومون حقيقة، لم تحقّقوا شيئاً من أهدافكم الشيطانية، بل ازددتم خسارة وخضوعاً وذلاً وهواناً وعهراً وفساداً في واقعكم الذي كان مستوراً طوال سنين، الله يخرج خبثكم للمستضعفين من شعوب العالم، تتفاخرون بالعهر والتطبيع مع من أمرنا الله بعداوتهم أصبحتم منهم، الشعوب العربية المستضعفة يقظة تطالب بمسيرة الرحمة والهداية والنور الإلهي.

ما رأيتم من عروض عسكرية التي اندهشتم أمامها خوفاً وانبهاراً ليست إلا قليل جِـدًّا، عند انقضاء فترة المفاوضات التي تزداد قرباً عند مدها وتضعف عند جزرها، ستكون أمواج الصواريخ والطائرات المسيَّرة وما لم يتم إزاحة الستار عنه أكبر وأعظم ولن تستطيعوا الصمود، إن الله يمهلكم ولن يهملكم وسيؤدبكم ببأسه وقوته التي جعلها في أيدي العظماء أولي قوة وأولي بأس شديد، ستفتح الموانئ ويفك الحصار بقوة الله، أنتم تراودوننا بباطلكم الذي لن يتحقّق ولن يكون وإن أغلقتم الأبحار السبعة والأجواء السبعة، سنريكم كيف أن الله مع المستضعفين نحن نعتمد عليه ونركن إليه واثقون به سبحانه وتعالى: (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِـمُوا وَإِنَّ اللهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ).

لقد سطر رئيس الوفد الوطني المجاهد/ محمد عبد السلام، أعظم وأقدس الأخلاق القرآنية أمام قذرين ومستهترين وحقراء، أنه يجاهد بصبره ومعاناته، أنه يوصل المظلومية للعالم من خلال تحَرّكه الذي نجد أثره في الواقع، تحمل على عاتقه كُـلّ مظلومية الشعب ويتحَرّك بقوة عزيمة وإرادَة فولاذية، رجل المهمات العظيمة ومبعوث الأُمَّــة القرآنية للعالم، نحن نقدر كُـلّ الجهود المبذولة، ونعلم علم اليقين أن هذا الفريق الوطني بذل ويبذل جهوداً كبيرة جِـدًّا، ونقول له نحن الأشداء الأقوياء بقوة الله وحصارهم المفروض علينا هو كسجن يوسف (عليه السلام)، نحن نحمل على عاتقنا وصية الرئيس الشهيد /صالح الصماد (رحمة الله عليه) “يدٌ تبني ويدٌ تحمي”، هذا المشروع عالمي بعالمية القرآن، وهنالك نماذج قرآنية ستكون بإذن الله من تدير العالم الإسلامي، نحن ليس طموحنا فك الحصار فقط، فالله أمرنا أن نصل بهذا الدين إلى العالم قال تعالى: (وَمَا أرسلنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَـمِينَ)، هذا المشروع الإلهي هو رحمة للعالمين والشعوب المظلومة تنتظر رحمة الله التي لن تتحقّق إلَّا على أيادي أولي قوة وأولي بأس شديد وهم أهل اليمن، الإيمَـان يمان والحكمة يمانية.

قد يعجبك ايضا