استمرارُ ثورة 14 أُكتوبر حتميةٌ للتحرّر .. بقلم/ زهران القاعدي

لَمِن المؤسف جِـدًّا أن تمُرَّ علينا ذكرى ثورة 14 أُكتوبر الثورة التي طردت المحتلَّ من جنوبِ اليمن آنذاك، ومن المعيبِ جِـدًّا أن نشاهدَ اليوم أُولئك وهم يحتفلون بهذه الذكرى وهم أنفسهم بالأمس قالوا إن المحتلَّ الأجنبيَّ أفضلُ لهم من أبناء بلدهم وراحوا يمتدحون عهد الاحتلال، وليس هذا وحسب بل هم أنفسهم من عملوا على إدخَال المحتلّين إلى وطنهم وسعَوا جاهدين في ذلك، فالوطنُ قد احتُل من جديد من قبل أُولئك المحتلّين أنفسهم حتى وإن اختلفت المسمياتُ وتعددت الأشكالُ والصور.

ها نحنُ اليوم نعيشُ ذكرى ثورة 14 أُكتوبر الثورةِ التي أخرجت المحتلّين من جنوبِ وطننا، ونعيشُ في الوقت نفسِه هذه الذكرى وما زال أبناءُ المحتلّين يمرحون في وطننا، كيف لا وهَـا هي المحافظاتُ الجنوبية تكتظُّ بجنود الاحتلال وأذنابهم ينهبون ثروات بلدنا ويسرقون خيراتنا ويعيثون فيها فساداً من قتلٍ وسلبٍ وترويعٍ للمواطنين وغيرها؟!

لقد نجح الاحتلالُ حديثاً في إعادةِ جنوب الوطن إلى سيطرته، حين مكّنه بعضُ الخونة، غير مكترثين بدماء شهداء ثورة 14 أُكتوبر، إذ جعل منهم دروعاً لفرضِ سيطرته على الوطن، ولكنه تناسى أن اليمنَ هي مقبرة الغزاة ومركِّعُ الظالمين العصاة وأن بقاءَه فيها مُحال، وأن هنالك أحراراً يأبون الظلم والاحتلال.

ثورة 14 أُكتوبر مُستمرّة وأرواحُ شهدائها قد بُعثت من جديد لزواله، فلا شيءَ يثني اليمنيون من تحرير بلدهم وبناء دولتهم الحرة والمستقلة في القرار والسيادة.

وهَـا هي الذكرى 59 منذ قيام الثورة، تمُرُّ علينا والمحتلّون الجُدُد يجوبون في أرضنا ويحتلون جنوبنا ويسرقون فرحةَ عيدنا بهذه الثورة.

إنْ لم نجعلْ من ذكرى ثورة 14 أُكتوبر منطلَقاً وحافزاً لإحياء روحِ الثورة في أنفسنا والعمل بكل قوانا لطرد المحتلّين وإخراجهم من أرضنا كما فعل أجدادُنا فلا نكونُ حينها لائقين بهذا الوطن وهذا الدين.

إن مقتضياتِ ديننا تفرِضُ علينا عدَمَ الخضوع والاستسلام للغزاة وتفرِضُ علينا أَيْـضاً الكفاحَ والسعيَ للتحرّر والاستقلال ونُصرةَ المظلومين على هذه الأرض.

قد يعجبك ايضا