اقرأ وشاهد قصيدة … لستم وحدكم … للشاعر /معاذ الجنيد

… لستم وحدكم …

للشاعر / معاذ / الجنيد

لو قِيلَ إنَّ وحوشاً تأكلُ البشرا
وقد أحاطت بشعبٍ قلَّ أو كَثُرا؛

لأدرك الناسُ أنَّ الأمر يلزمُهم
وأجمعوا أمرهم،واستنفروا حذَرا

وقرَّروا يدرءوها قبل تدهمَهم
وهذه فطرةُ الله التي فطرا

فما الذي يا بني الإسلام حلَّ بكُم
والكلُّ يسمعُ ما في غزةٍ ويرى

لمَّا رأيتُم بني صهيون ما فعلوا
بأهلِ غزةَ لم تستشعروا الخطرا!!

أتحسبون بأنَّ الأمرَ مُنفصلٌ
عنكم! ولم يجرِ فيكم ما هناك جرى؟

هذا الكيانُ الذي يُبدي تلذُّذَهُ
بالقتلِ والذبح للأطفالِ مُفتخرا

لن تسلموا منهُ أعراباً ولا عجَماً
وإن تمكّنَ لن يُبقيْ ولن يَذرا

تأمَّلوا كيف يزهو في جرائمهِ
ولا ضِراراً يرى فيها ولا ضَررا

ولا تحرَّجَ والدنيا تُشاهدهُ
ولا أحسَّ بتأنيبٍ ولا شَعرا

جيشٌ يُطاردُ مرضى من مجنزرةٍ
لكي يدوس مُعاقاً عاجزاً عثَرا

مستكبراً يدهسُ الأحياءَ عبَّدهُم
مسحاً على الأرضِ حتى أصبحوا أثَرا

يُعطي أماكنَ للسُكَّانِ آمنةً
حتى إذا صار حشداً يملأُ النظرا

قصفاً وقنصاً وإعداماً يُباشرُهم
وثمّ ينشرُ عن إنجازهِ صورا

بالقتلِ يلهو لأجل القتلِ تسليةً
مستهتراً بحياةِ الناس مُحتقرا

فلا يُهاجمُ عن جوعٍ فريستهُ
ولا دفاعاً.. ولكن هكذا بَطَرا

هوايةٌ.. وتأتَّى أن يُمارسها
فيقتلُ الأبريا كي يقتلَ الضجرا

لأنَّهُ..وشعوبُ الأرضِ تنظُرهُ
لم يلقَ رفضاً حقيقياً ليزدجِرا

لذلكُم صمتُكم أضحى مشاركةً
فعليةً.. هل يحسُّ الصمتُ كم جزَرا؟

عارٌ يمُسُّ شعوبَ الأرضِ كاملةً
أن صار في غزةٍ ما صار وهي ترى

شعبٌ يُبادُ على مرأى الشعوب ولم
نرَ احتجاجاً بحجم الظلم مُستعرا

متى يكونُ جهادُ المسلمين إذاً؟
وضد من؟ضد حِلف الجنِّ والشُّعرا!

يا أُمّةً لم تزل تُدعى بمُسلمةٍ
ومن مواقفها الإسلامُ ما ظهَرا

لم تُظهِري الدين حتى في مظاهرةٍ
لم تحملي ضدهُم سيفاً ولا حجرا

لا دين للمرء من دون الجهاد وإن
صلى وصامَ وحجَّ البيت واعتمرا

لن يقبلَ الله من أعمالهِ عملاً
ولو تصدَّعَ منها بابُ غار(حِرا)

الظالمون لدعم الظالمِ اجتمعوا
يسارعون،وأنتم ترجعون ورا

لقد أروكُم صنوفاً من عداوتهم
وأظهروا كلَّ حقدٍ كان مستترا

وما استفزّوا ضميراً من ضمائركم
وفي جرائمهم ما يفقأُ البصرا

أعداؤهم أُمّةُ الإسلام قاطبةً
وكلُّ حيٍّ ببطن الأرضِ ما قُبِرا

والله لن تسلموا مما ترون ولو
تسعى الشعوبُ إلى التطبيعِ كالأُمَرا

لن يُسلموا من أذاهُم مسلماً أبداً
ولو تولّاهُمو حبّاً ولو كفَرا

فلا عهودَ لهُم..لادينَ يحكُمهم
ولا المواثيقُ تُجدي..واقرأوا السِّوَرا

رَموا بآياتِ(موسى)وهي خارقةٌ
وخالفوا الله والتوراةَ والزُّبرا

أماتَهُم ثمّ أحياهُم وتابَ وهُم
عادوا ليعصوهُ كفراً بعدما غفرا

نُفوسُهم مُلئت بالخُبثِ فانفجرت
خُبثاً، وحقدهُمُ المُستفحلُ انفجرا

جميعُهُم جُرِّدوا عن آدَمِيَّتِهم
مواطنون، جنودٌ، ساسةٌ، كُبَرا

يُباركون لبعضٍ أنَّهُم قتلوا
طفلاً.. كمَن صعدَ المِرّيخَ والقمرا

فلا وليدٌ ولا شيخٌ ولا امرأةٌ
حُبلى، ولا مُقعدٌ من نارهم عُذِرا

هزائمُ الجُندِ في الميدانِ تُخبرُكُم
بأنَّهُم دُرِّبوا كي يقتلوا أُسَرا

إذا برزتَ لجيشٍ فرَّ منك فلا
يُقاتلونك إلا من وراءِ قُرى

تهرَّبوا من مُلاقاةِ الرجالِ إلى
قسمِ الحضاناتِ، رَشُّوا وانتشوا ظَفَرا

فكيف يأتِ اقتراحٌ أن نُعايِشَهُم
وشهوةُ القتلِ فيهم تصهرُ الحجرا

وجودهُم خطرٌ للناسِ قاطبةً
حتى المُوالي سيدري أنَّهُ خسِرا

لا هُدنةٌ، لا سلامٌ، لا مُعاهدةٌ
تُجدي أمام كيانٍ يمقتُ البشرا

ولا خيارَ سوى حُكمِ الإله بأن
يُقتَّلوا أو بأن يُنفَوا كما ذُكرا

أو أن تُقطَّعَ أيديهم وأرجُلُهم
ليصبحوا آيةً أو يُصبحوا عِبَرا

إنَّ اليهودَ وأمريكا شريكتهم
عصابةٌ ما لها في الشرِّ من نُظَرا

لكنَّ غزّةَ جسرٌ للوعيد به
أضحى الزوالُ لإسرائيل مُختصرا

في أرضِ غزّةَ قومٌ في الجهاد غدوا
للمؤمنين مثالاً في السماءِ سرَى

في أرضِ غزّةَ قومٌ في تصبُّرِهم
الصبرُ في نفسهِ من قُدّامهم صغُرا

قومٌ هُمُ البأسُ، جُندُ الله، لو جبلٌ
يعيشُ معشارَ ما عاشوهُ لانصَهرا

يا غزَّةَ الصبر إنَّ النصرَ موعدُكُم
فالوعدُ بالنصرِ حتميٌّ لمن صَبَرا

يا أهلَ غزَّةَ(لستم وحدكم)معَكُم
ربُّ السماوات كم مُستَضعفٍ نَصَرا

يا أهلَ غزَّةَ(لستم وحدكم)معَكُم
شَعبٌ لئن فَتَرَالأهلون مافَتَرا

يا أهل غزَّةَ(لستم وحدكم)فهُنا
شعبٌ إذا قال(لستم وحدكم)حضَرا

شعبٌ إذا قال(لستم وحدكم)لَمعت
في قلبِ(إيلات)(لستم وحدكم)شَرَرا

لأنَّ سِبطَ رسول الله قائدُنا
ونحنُ أنصارهُ طوعاً لما أمَرا

والله لن ننثني عن نصر غزَّتنا
لو الصواريخ صارت فوقنا مطرا

أخزى بِنا الله(أمريكا)وأغرقها
فما رأت بحرنا بحراً! رأت سَقَرا

بالأمس جاءت لنا(حزماً)وما حزمَت
واليوم(حلف ازدهارٍ)قطّ ما ازدهرا

لئن أتت بقوى الدنيا..نجيءُ لها
بمن على كل شيءٍكان مُقتدرا

 

 

قد يعجبك ايضا