الأمم المتحدة .. من عصبة الأمم إلى عصابة أممية ومظلة سوداء لجرائم الإمبريالي

الحقيقة/إعداد / صادق البهكلي

كان اسمها عصبة الأمم المتحدة وكان من أهدافها المعلنة الحفاظ على السلم والأمن الدوليين وتجنيب العالم ويلات الحروب ولكنها وتحت ضغط الإمبريالية ونظام القطب الواحد الذي تقوده أمريكا ومن خلفها اللوبيات اليهودية تحولت المنظمة إلى إداه أمريكية تعمل على تبرير الحروب الأمريكية والصهيونية وغسل جرائمهما.. لقد فشلت المنظمة في الحفاظ على السلم والأمن ومنع وقوع الحروب ولم تكتف بفشلها بل سعت لاستغلال الحروب والأزمات لتغطية الميزانية الضخمة للمنظمة وموظفيها والمنظمات العاملة معها أما المبادئ الأساسية التي أنشئت المنظمة من أجلها فقد استبدلت بـ ” القلق” الذي ظل أمناء المنظمة يلوكون هذه المفردة حيال الجرائم التي تقترفها أمريكا وحلفائها الغربيين بحق الشعوب المستضعفة .

لينتهي هذا القلق في عهد الأمين العام الحالي غوتيرش الذي لم يتحرج في المتاجرة بدماء أطفال اليمن جهارا نهارا وكأنه يمتلك صك غفران يوزعه على مجرمي الحرب وقتلة الأطفال بل ذهب إلى ما هو أبعد من خلال شيطنة الضحايا وتقديم القتلة حمام سلام وحتى يتأكد لنا حقيقة ما أصبحت تمارسه منظمة الأمم المتحدة وأذرعها من منظمات دولية تعمل تحت يافطة حقوق الإنسان وهم أبعد عن الإنسانية من عين الشمس هنا سنحاول في هذا التقرير تقديم معلومات بسيطة عن الأدوار التي مارستها وتمارسها المنظمة حيال العدوان الإجرامي على اليمن:

المخيمات .. بديل عن الأوطان

منذ قرابة قرن كامل ومنذ نشأ الكيان الصهيوني كانت الأمم المتحدة تعبر عن عجزها وفشلها في إيقاف العدوان الصهيوني وحملات الإبادة اليهودية ضد أبناء فلسطين بإنشاء المخيمات وتوزيع الخيام كبديل عن الأرض والقرى والمدن التي تحتلها العصابات اليهودية .. وفي نفس الوقت تسيطر الأمم المتحدة على هذه المخيمات لتسويقها عالميا واستدرار عطف شعوب العالم ومن ثم نهب المعونات التي تقدم للنازحين.

من شعب منتج إلى شعب سياسة المنظمات الأممية

وفي سياق خدمة الأهداف الاستعمارية، ومشاريع الهيمنة واستعباد الشعوب عملت المنظمة  على غرس مفاهيم العجز والخور لدى شعوب أمتنا وانها غير قادرة على الإنتاج وتفتقر للخبرة وكانت المنظمة تبالغ كثيراً في أرقام المجاعات والأمية التي تنتشر في بلداننا العربية والتي هي في الأساس عملية ممنهجة تقودها القوى الكبرى لجعل الشعوب العربية شعوباً استهلاكية تأكل وتلبس مما ينتجه لها أعدائها وبلغة ناعمة وأسلوب إنساني سعت المنظمات الأممية لاقناع الشعوب العربية أنها فعلاً عاجزة وأحياناً تأتي المساعدات الإغاثية لترسخ هذا المفهوم وأصبحت بعض الشعوب العربية تنتظر ما يأتيها من قبل هذه المنظمات التي هي في أكثر الأحيان مساعدات اغاثية فاسدة وغير صالحة للاستخدام الآدمي.

برنامج الغذاء العالمي ومستودعات الموت

  لقد شهدنا خلال العدوان على اليمن حقيقة هذه المنظمة الأممية وأنها وجه من وجوه العدوان على الشعب اليمني فمن المعروف أن المنظمة حصلت على قرابة 2 مليار دولار خلال ما يسمى مؤتمر المانحين قبل 3 سنوات وأكثر من ذلك بكثير من بداية العدوان ولكن في المقابل كانت تشتري المنظمة عبر ذراعها برنامج الغذاء العالمي .. شحنات أغذية فاسدة وحينما تم رفضها تم اتهام الشعب اليمني انهم يسرقون الإغاثة من أفواه الجياع مع ان المنظمة نفسها تسوق أن 24 مليون نسمة هم سكان اليمن كلهم بحاجة للمساعدات الاغاثية وقد تم رفض عشرات الشحنات من دخول اليمن ورأينا الدود وهي تملئ أكياس القمح التي جلبته المنظمة للشعب اليمني وكأنهم حيوانات أوادم آخر شحنة خلال هذا الشهر وتحمل 250 الف كيس قمح فاسد لا يصلح حتى للحيوانات ..

وفي نفس السياق لم تدخل المنظمة إلى اليمن أي شحنة أدوية باستثناء شحنات صغيرة يتم شحنها في طائرات صغيرة والتي لا تكفي حتى مستشفى واحد.. كما كشفت سلطات عن فساد فضيع تمارسه منظمات الأمم المتحدة في اليمن وأصبحت الأموال التي تحصل عليها المنظمات كمساعدات للشعب اليمني لا تغطي مرتبات وتنقلات العاملين فيها الذين يتجولون في المدرعات والسيارات الفارهة فيما أطفال اليمن يموتون جوع..

 

الأموال مقابل القرارات

بعد أن فشلت منظمة الأمم المتحدة ـ كما قلنا سابقا ـ في القيام بمهامها ومسؤولياتها حسب الغرض الذي أنشأت من أجله وبعد أن فشلت في تنفيذ أكثر من 39 قرار يخص القضية الفلسطينية تحولت إلى ممسحة لجرائم أمريكا وإسرائيل واداة لصالح القوى الكبرى وأصبحت اليوم بدون خجل تبيع المبادئ الإنسانية بل وصلت لبيع قضايا جنائية كبرى وانتهاكات جسيمة طالت آلاف الأطفال في اليمن وفي غيرها مقابل الحصول على تمويل ضاربة بتلك المبادئ التي تتشدق بها وبالشعارات التي ترفعها عرض الحائط..

 

** إبادات جماعية بأيادٍ أممية

الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا هي الدول الخمسة دائمة العضوية بمجلس الأمن، وتتمتع بحق النقض (الفيتو) على أي مشروع قرار، ما يمنع صدوره.

ومن غير المجدي أن نتوقع من مجلس الأمن، المؤلف من هذه الدول الخمسة الفاعلة والرئيسية في تجارة الأسلحة العالمية، أن يسهم بصورة دائمة في السلام العالمي، فهو نفسه مصدر لهذه الصراعات، يطيل أمدها ليقتات عليها.

واليوم، لا يوجد لدول منظمة التعاون الإسلامي الـ56 (بينها 27 من أعضاء الاتحاد الإفريقي) ولا لدول الاتحاد الإفريقي الـ54 ولا لدول أمريكا اللاتينية والاتحاد الكاريبي الـ32 مكان دائم بمجلس الأمن، فضلا عن حق النقض.

فالهدف الأساسي للنظام الرأسمالي هو بيع الأسلحة، غير آبهٍ بمن يُقتل، إلا إذا وُجهّت صوبه.

لذا، فإن قوات “حفظ السلام”، التي ترسلها الأمم المتحدة لمنع النزاعات، تعمل في الحقيقة كقوة قتالية.

فمثلا، بعض جنود الدول الغربية، وخاصة فرنسا وهولندا، الذين خدموا تحت مظلة الأمم المتحدة في رواندا، ضالعون بالإبادة الجماعية، عام 1994.

ولم يسمح مجلس الأمن لقوات حفظ السلام آنذاك بوقف المجزرة، التي راح ضحيتها مئات الآلاف.

وشن القادة المتطرفون من عرقية “الهوتو”، وهي تمثل الأغلبية برواندا، حملة إبادة ضد أقلية “التوتسي”.

وخلال فترة لا تتجاوز 100 يوم، قُتل نحو 800 ألف شخص، أي 75% من عدد أفراد “توتسي” برواندا.

وفي 22 يونيو/ حزيران 1994، وافق مجلس الأمن لفرنسا على إرسال قوات إلى “غوما” بالكونغو، للمساعدة الإنسانية، تحت اسم “المهمة الفيروزية”.

لكن فرنسا ساعدت مسلحي “الهوتو”، بدلا عن حماية “التوتسي”.

كما زودت المليشيات المتمردة بالذهب والعاج، الذي ارتكبوا به الإبادة الجماعية.

كما ارتكبت بريطانيا إبادة جماعية بحق الكينيين، عام 1952، قتل فيها عشرات آلاف الثائرين من أجل الاستقلال.

** تستر على جرائم حرب

خلال الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي آنذاك (1949: 1991)، قتلت واشنطن ما بين مليون إلى مليوني شخص في فيتنام.

كما قُتل حوالي مليون شخص في انقلاب عسكري بإندونيسيا دعمته وكالة المخابرات المركزية الأمريكية.

وقُتل الكثيرون في كمبوديا بين عامي 1969 و1975، بسبب القصف والتجويع والاضطراب السياسي.

وأُطيحت بحكومات دول عديدة، بدعم من واشنطن.

إلا أن الأمم المتحدة لم تحرك ساكنا، وتسترت على ما حدث.

** الأمم المتحدة والعالم الإسلامي

منذ تأسيسها، توافد على قيادة الأمم المتحدة رؤساء من مختلف الديانات، لكن لم ينتخب مسلم أبدا لمنصب أمينها العام.

ومن بين 60 وكالة فرعية ومنظمة تابعة للأمم المتحدة، لا يوجد مقر لأي منها في دولة مسلمة.

صحيح أن مقر المجلس الاقتصادي والاجتماعي لغرب آسيا (إسكوا) يوجد بالعاصمة اللبنانية بيروت، لكن إنجازاته غير واضحة ولا يمثل قيمة.

حتى وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، التي تتخذ من قطاع غزة مقرا لها، تتعرض للتضييق والترهيب من الجانب الإسرائيلي.

** جرائم بحق مسلمين

ظلت الأمم المتحدة صامتة على الظلم والتدمير، الذي مارسته الولايات المتحدة، في ظل غياب القانون، في العالم الإسلامي.

فقد ذُبح الآلاف بلبنان، عام 1983، ناهيك عن وفاة قرابة مليون شخص منذ الغزو الأمريكي للعراق، في 2003.

ومع بداية عهد ثورات “الربيع العربي”، أواخر 2010، عملت واشنطن على تدمير وزعزعة استقرار الدول العربية التي شهدتها.

وتمثل الإبادة الوحشية في البوسنة فصلا مظلما آخر من تاريخ الأمم المتحدة.

ففي 1993، أعلنت المنظمة مدينة سريبرينيتسا منطقة آمنة للبوسنيين، حيث لجأ إليها الآلاف ليحتموا داخل مقر قيادة قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، والتي جردتهم بعدها من السلاح بحجة الحماية.

عام 1995، وبعد حصار المقر من القوات الصربية، سلمت الأمم المتحدة آلاف البوسنيين للصرب، ما تسبب بمذبحة هي الأكثر فظاعة بتاريخ أوروبا.

وفي الشرق الأوسط، قصفت الولايات المتحدة أفغانستان والعراق، بحجة “جلب الديمقراطية” للمظلومين، بينما شهد الواقع عمليات قتل وسرقة ونهب وتدمير.

** جائحة “كورونا”

أظهرت الموجة الجديدة من فيروس “كورونا” أن أي حدث يطرأ على منطقة بالعالم، يؤثر بالتبعية على باقي البلدان الأخرى.

ففي الماضي، كانت المجاعات والحروب الأهلية والتدمير، التي تسببت بها الدول القوية كالولايات المتحدة وبريطانيا بجميع أنحاء العالم وصراخ الملايين الذين قتلوهم، غير مسموعة في واشنطن أو لندن أو باريس أو موسكو.

لكن، وللمرة الأولى، يتجرع مواطنو تلك الدول من كأس “الموت البارد”، مدركين أنهم ليسوا بمأمن، وأن الجائحة لا تفرق بين دول العالم الأول والثالث.

فشلت منظمة الصحة العالمية، العاملة تحت إشراف الأمم المتحدة، في الكشف عن طبيعة الفيروس وحجم تفشيه.

حتى معدل الوفاة بالفيروس الذي أعلنته المنظمة، وهو 3,4، اتضح لاحقا عدم صحته واستناده لدراسات أكاديمية كاذبة وإحصاءات غير دقيقة.

وتحولت منظمة الصحة إلى آلية تعاقد من الباطن لصالح “لوبي اللقاحات العالمي”.

إن النظام العالمي الراهن مبني على الدماء، والكيانات المحكوم عليها بطموحات رأسمالية قاسية عديمة الضمير وبلا روح، لا تولي اهتماما ولا رحمه للإنسان.

الأمر ليس بالهين والأزمة قاسية للغاية، لكننا نأمل أن تُذكرنا محنة “كورونا” بإنسانيتنا، وتشعل فينا فتيل التراحم الإنساني تجاه بعضنا البعض وتجاه الطبيعة.

 

حرب ناعمة تقودها المنظمات الأممية

لم يتوقف فشل الأمم المتحدة على الجوانب السياسية والإنسانية بل تعدى ذلك إلى ما هو أخطر حيث أصبحت بيئة خصبة لعمل أجهزة المخابرات الغربية فأغلب الدول تسمح للمنظمات الأممية في العمل في بلدانها خاصة تلك التي تعاني من حروب ومشاكل ولذلك تجد المخابرات الغربية أن المنظمات أفضل وسيلة للتجسس وضرب الشعوب من الداخل ففي تجربة اليمن مؤخراً مع المنظمات الأممية تبين أنها لا تعمل في الجانب الإنساني بالقدر نفسه الذي تنفذ أجندات أمريكية وصهيونية في اليمن من خلال نشر الفساد الأخلاقي وضرب هوية الشعب اليمني الإيمانية وفصله نهائياً عن روحيته الجهادية وقد اعتمدت المنظمات بشكل أساسي على توظيف الفتيات اليمنيات وإقامة دورات تدريبة ودعم للمعاهد والجمعيات الوهمية والمشبوهة كما حاولت في اليمن أيضاً  الحصول على معلومات كاملة عن المجتمع اليمني وطلبت حتى بصمات المواطنين كما كان يريد برنامج الغذاء العالمي وهو ما رفضته السلطات اليمنية.

وما تزال بعض المنظمات تتدخل في كل قضية لها علاقة بالنساء حتى لو كانت قضايا جنائية أو تمس قيم الشعب اليمني وسيادته وقد رأينا العشرات من القضايا التي أثارتها هذه المنظمات حيال شبكات الدعارة التي القت السلطات الأمنية القبض عليها في وقت سابق وقد تعرض الشهيد سلطان زابن الذي كان يدير البحث الجنائي في اليمن إلى تشويه غير مسبوق وصولاً لضمه في ما يسمى قائمة العقوبات الأمريكية.. وما تزال خفايا المنظمات الأممية غير معروف وكما يقال “وما خفي أعظم.

 

الطفولة اليمنية في المزاد الأممي

 لم تكتف الأمم المتحدة بخذلان أطفال اليمن الذين يتعرضون لمذابح ومجازر على أيدي الطائرات الأمريكية والصهيونية والسعودية والبريطانية، وما تزال القنابل العنقودية التي أغرقت اليمن بها طائرات التحالف العدواني تحصد العشرات يومياً .. هذا بغض النظر على المجاعات والأمراض والأوبئة التي أودت بحياة آلاف من أطفال اليمن .. بل سعت إلى شيطنتهم واعتبارهم هم المذنبون لا الضحايا وما قرارها الأخير بإدراج الشعب اليمني ضمن قائمة منتهكي الطفولة في الوقت الذي رفعت النظام السعودي المجرم من القائمة السوداء إلا دليل على الانحراف الممنهج الذي أصبحت الأمم المتحدة تحاول تسويقه على أنه من أجل حماية حقوق الإنسان وحقوق الأطفال وهي التي فشلت في فلسطين وفي فيتنام وفي لبنان والعراق وأفغانستان وغيرها من دول العالم التي طالتها آلة الحرب الصهيوأمركية..

والحقيقة أن الشعب اليمني لم يعول يوماً على الأمم المتحدة ولا على غيرها من القوى الانتهازية والمتاجرة بكرامة الإنسانية وبأوجاع الشعوب المستضعفة المقهورة بل كان رهانه دائماً على الله سبحانه وتعالى ولكن إلا أنه يحزنه أن تمارس الأمم المتحدة التضليل وتتاجر بقضيته الإنسانية وهي التي خذلته طوال سبع سنوات من العدوان الكوني عليه وباعترافها هي بأن اليمن بات أكبر أزمة إنسانية على وجه الكره الأرضية ولكن هذه الأزمة الإنسانية لا يراد لها أن تنتهي لأنه أصبحت مصدر دخل للمافيا الأممية ولقوى الاستكبار العالمي.

 

قد يعجبك ايضا