الاحتلال الإماراتي الجديد لجنوب اليمن.. استغلال فيروس “كورونا” لتحقيق بعض الأطماع الخفية

 

أعلنت الإمارات قبل فترة عن انسحاب قواتها من اليمن، وذلك بعدما زعمت بأن هذه الخطوة تأتي ضمن استراتيجية جديدة تقوم فيها قوات المجلس الانتقالي الجنوبي بمباشرة مهامه القتالية بنفسه دون الحاجة إلى القوات الإماراتية.

 

لكن ولي عهد أبو ظبي “محمد بن زايد” نشر تغريدة في حسابه على تويتر ألمح فيها إلى بقاء قواته في اليمن، مؤكدا أنهم “باقون سندا وعونا للسعودية في صيانة أمن منطقتنا واستقرارها” حسب زعمه.

 

وهذه التغريدة أثارت العديد من التكهنات لدى الخبراء السياسيين والعسكريين الذين توصلوا إلى حقيقة مفادها أن أبو ظبي لم ولن تنسحب من اليمن بشكل كلي إلا عقب تحقيق جميع أطماعها الخبيثة ونهب ثروات أبناء الشعب اليمني الفقير ولفت اولئك الخبراء إلى أن إعلان الإمارات عن انسحاب قواتها من اليمن قبل عدة أسابيع ما هي إلا حركة سياسية لإرضاء بعض الجهات الاقليمية والعالمية ولا سيما المملكة السعودية والولايات المتحدة الامريكية وبعض الدول الاوروبية وذلك بسبب قيام أبو ظبي خلال السنوات الماضية بالكثير من المجازر في حق أبناء الشعب اليمني وقامت بنهب الكثير من ثرواته النفطية واحتلال عدد من الجزر اليمنية.

 

وعلى صعيد متصل، تحدث مسؤولون يمنيون محليون عن أن دور القوات الإماراتية في اليمن طوال الخمس سنوات الماضية، وقالوا أن دور أبو ظبي اقتصر على لعب أدوار غير قتالية، من خلال تمويل تشكيلات قتالية موازية، حاولت أن تجعل منها بديلا عن مؤسسات حكومة الرئيس المستقيل “عبد ربه منصور هادي” الأمنية والعسكرية.

 

وفي سلسلة تغريدات نشرها محافظ شبوة، “محمد صالح بن عديو” المعين من قبل الرئيس المستقيل “منصور هادي”، على حسابه الشخصي في موقع تويتر، اتهم الإمارات “بتمويل الفوضى عوضا عن إنفاقها في تقديم خدمات أو عون للناس”. كما اتهم محافظ سقطرى “رمزي محروس” المعين هو الاخر من قبل الرئيس المستقيل “منصور هادي”، في بيان، الإمارات بـ “دعم واضح وصريح لتمرد عسكري على الرئيس اليمني المستقيل عبد ربه منصور هادي”.

 

وفي سياق متصل، ذكر العديد من الخبراء العسكريين أنه بعد الانسحاب الذي يفترض أن يكون كليا، ستترك الإمارات خلفها قوات عسكرية موزعة على عدد من التشكيلات تدين لها بالولاء، وتعمل على تنفيذ إستراتيجياتها المتمثلة بالحفاظ على مصالحها الاقتصادية في الموانئ والثروات النفطية، ومواصلة الحرب التي تشنها على الجماعات المسلحة المرتبطة بحركات الإسلام السياسي، مثل حركة التجمع اليمني للإصلاح ولفت اولئك الخبراء إلى أن القوات الحليفة للإمارات تنتشر في محافظات عدن ولحج وأبين والضالع، والحديدة، وغيرها من محافظات جنوب اليمن، ضمن إطار “قوات الدعم والإسناد” التي تضم قوات “الحزام الأمني”، التشكيل الأكبر والأكثر فاعلية من التشكيلات الأخرى الممولة والمدعومة من الإمارات.

 

فضيحة جديدة واحتلال جديد.. الإمارات تقرر نقل المصابين بـ”كورونا” من أراضيها إلى عدن

 

وذكر العديد من الخبراء السياسيين بأن الإمارات تبذل الكثير من الجهود لنشر فيروس كورونا في المناطق الجنوبية اليمنية وذلك من أجل الاستعانة بهذه الأداة لممارسة الضغط على حكومة الرئيس المستقيل “منصور هادي” القابعة في فنادق الرياض وذلك عقب زعمها قبل عدة أسابيع بأنها قامت بسحب جميع قواتها من الاراضي الجنوبي اليمنية. وفي هذا السياق، يقول الصحفي اليمني “أحمد ماهر” في تغريدة نشرها على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، إن “اتفاقاً جرى بين الامارات ووزارة الصحة اليمنية التابعة للرئيس المستقيل منصور هادي وافقت عليه الاخيرة مقابل مبلغ مالي ضخم”.

 

وأشار الصحفي اليمني إلى أن أبناء المحافظات الجنوبية والاطباء العاملين في المستشفى اليمني رفضوا هذا العمل لانه سيؤدي إلى كارثة صحية تهدد جميع اليمنيين. وعلى صعيد متصل، كتب أحد النشطاء الجنوبيين على حسابه في تويتر: “الإمارات تريد بناء حجز صحي بمستشفى الصداقة بعدن كي تنقل المصابين بفيروس كورنا من أراضيها ووزارة الصحة وافقت على ذلك مقابل مبلغ مالي ولكن الدكاترة العاملين بالمستشفى رفضوا هذا العمل لانه يؤدي إلى كارثة صحية. ندعو كل أحرار اليمن لرفض طلب الإمارات حتى لا ينتقل الوباء إلى اليمن”.

 

وهنا تجدر الاشارة إلى أن هذا القرار الاماراتي أثار جدلاً واسعاً على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، وعلق حساب يمني منتقداً خطوة الامارات بالقول، إن “الامارات لا تريد لليمن الخير ذهبت إليها للسيطرة على مواقعها اللوجستيه وما تقوم به في الجنوب فقط محاولة شطر اليمن إلى نصفين، كي يتسنى لها التحكّم في مفصال الدولة اليمنية ونهب ثرواتها، حتى فيما يتعلق بإجلاء الطلبة اليمنيين من الصين كانت أكذوبة من أجل تمرير مصالحها الخاصة”. ومن جهتها اتهمت حكومة الانقاذ الوطنية اليمنية يوم السبت الماضي، الإمارات العربية المتحدة بمحاولة نقل المشتبه إصابتهم بفيروس كورونا إلى اليمن ووصفوا هذا الخطوة بأنها عبارة عن احتلال جديد تقوم به أبو ظبي لكي يتسنا لها إبتزاز حكومة الفنادق القابعة في الرياض ونهب ثروات أبناء الشعب اليمني.

 

وفي هذا السياق، قال محافظ عدن “طارق سلام”، المعين من قبل حكومة الإنقاذ الوطنية اليمنية، إن “ما تقوم به الإمارات من محاولات إقامة حجر صحي بعدن للمشتبه إصابتهم بفيروس كورونا يعد جريمة حرب كونها تسعى إلى نقل الفيروس إلى اليمن”. وحذر “سلام” من المحاولات الإماراتية التي وصفها بـ”الإجرامية” لتحويل عدن إلى مستنقع للأوبئة والأمراض بصورة منافية للأخلاق والقيم الإنسانية. ولفت إلى أن الإمارات تسعى إلى حجر من تم الاشتباه بإصابتهم من الإماراتيين القادمين من الصين في عدن. ودعا المجتمع الدولي ومنظمة الصحة العالمية إلى الاضطلاع بدورهم تجاه ما تقوم به الإمارات من أعمال إجرامية غاية في الخطورة تهدد أمن وسلامة العالم.

 

وفي الختام يمكن القول بأن الإمارات لديها الكثير من الاطماع التي تريد أن تجني ثمارها في اليمن وأن إعلان أبو ظبي عن سحب جميع قواتها العسكرية من جنوب اليمن ما هي إلا خدعة لإيهام المجتمع الدولي بأنها كانت حريصه على دماء وثروات الشعب اليمني ولكن الفضيحة الاخيرة كشفت نوايا أبو ظبي الخبيثة وكشفت بأن هذه الدولة لم ولن تكون حريصة على منافع ومصالح الشعب اليمني وأن هذه الدولة الصغيرة لم تأتِ إلى اليمن إلا لنهب ثرواته وهنا يجدر بنا أن نطرح هذا السؤال، هل سوف يتنبه أبناء الشعب اليمني إلى المكائد التي تنسج أبو ظبي شباكها لسفك الكثير من الدماء اليمنية ونهب ثروات البلاد؟

 

(الوقت)

قد يعجبك ايضا