البروباغندا وحدها لا تكفي.. العدوان يسقط في اختبار هدنة اليمن

 

قارب الشهر الأول من الهدنة المعلنة بين تحالف العدوان وانصار الله اليمنية على الانتهاء دون أدنى التزام من تحالف العدوان فيما يتعلق بشروط الهدنة الإنسانية وخاصة مطار صنعاء ما أعاد السلام الى مربعات مظلمة.

هدنة أعلنت لمدة شهرين قابلة للتمديد في اليمن دخلت حيز التنفيذ 2 ابريل المنصرم، وقبل ذلك بيوم زعم تحالف العدوان انه سيوقف العمليات العسكرية في اليمن خلال شهر رمضان بهدف ما اسمه “إنجاح المشاورات اليمنية – اليمنية”، كل هذه الوعود ذهبت هباء ولا تتعدى كونها زوبعة في فنجان، كان يهدف تحالف العدوان السعودي الاماراتي من تحقيق البروباغندا وتحسين صورته امام المجتمع الدولي، ودخول عاصمتَي التحالف السعودي – الإماراتي ومنشآتهما الحيوية في دائرة الاستهداف اليمني فتسعى للحفاظ على ماء الوجه . ليتأرجح اتفاق الهدنة وتزايد التحذيرات من انهياره، الهدنة الإنسانية وفتح مطار صنعاء وإزالة العوائق أمام حركة السفن وفتح المعابر البرية، إلى جانب ملف الأسرى والمعتقلين، ملفات عدة تنص عليها الهدنة المتفق عليها برعاية أممية لكن رغم تعهد دول تحالف العدوان بالالتزام بها لم تنفذ منها شيء.

فقد تبدّدت آمال أكثر من 30 ألف مريض يمني كانوا ينتظرون نقلهم من مطار صنعاء للعلاج في الخارج بعد ان وضعت الحكومة الموالية لتحالف العدوان شروطاً تعجيزية أعادت الاتفاق إلى نقطة الصفر ، حيث اشترطت حكومة معين عبد الملك، المتواجدة في مدينة عدن، على المسافرين على متن طيران اليمنية استصدار جوازات صادرة عنها، في ما يؤشّر إلى محاولتها فرض سلطاتها في مطار صنعاء، وهو ما تبدو الموافقة عليه من جانب حركة أنصار الله مستحيلة، كونه ذا أهداف سياسية أكثر منها إنسانية. لتستمر قوات التحالف في اغلاق مطار صنعاء امام المرضى منذ 6 أعوام وحتى الان، حيث رفضت قوى العدوان السماح بإقلاع أول رحلة تجارية من مطار صنعاء كان من المقرر انطلاقها إلى عمّان رغم أن إدارة المطار أكدت أنها أوفت بكل التزاماتها في هذا المجال.

اشكال تعنت دول العدوان التي سيست هذا الملف الإنساني وربطته بالملفّين السياسي والعسكري كثيرة ومتعددو ، فتستمر دول العدوان في تعنتها وعرقلتها في ملف الاسرى و عرقلة دخول السفن النفطية إلى ميناء الحديدة وتواصل طائرات التحالف السعودي خرق الهدنة في اليمن وتحليق للطيران الاستطلاعي المسلح والتجسسي في أجواء عدة محافظات يمنية مأرب، حجة، الجوف، صعدة وتعز ، اخرها تسجيل 124 خرقاً للهدنة الإنسانية والعسكرية، خلال الـ 24 ساعة الماضية .

ومن أجل تثبيت الهدنة وبحث تمديدها مع القيادة السياسية، قدم وفد عُماني إلى صنعاء في زيارة لمدة 3 ايام ،دون جديد يُذكر، باستثناء الإفراج عن 14 محتجزاً أجنبياً معظمهم من طاقم السفينة الإماراتية «روابي» التي تمّت السيطرة عليها من قِبَل قوات صنعاء أثناء قيامها بأعمال عدائية قبالة ميناء الحديدة.

وأدانت الأوساط اليمنية استمرار تحالف العدوان في خرق الهدنة الأممية وعدم التزامه بتنفيذ البنود المتفق عليها رغم مرور شهر كامل من بدء سريانها. واعتبرت صنعاء أن مماطلة وتعنت التحالف السعودي في تنفيذ الهدنة يمثلان هروباً من التزامه بها وإمعاناً في استمرار حصاره للشعب اليمني، ويعكس عدم جديته في الجنوح للسلام، محملة إياه كامل المسؤولية، ومحذرة من تفويت هذه الفرصة. وحملت صنعاء تحالف العدوان مسؤولية فشل الهدنة الإنسانية والعسكرية اللى اللحظة جراء ما يبديه من تعنت وتنصل ومراوغة وعدم التزامٍ بتنفيذ بنود الهدنة وعلى رأسها فتح مطار صنعاء، معتبرة ذلك يعكس عدم جدية التحالف في السير نحو السلام والانخراط في أية إجراءات عملية لبناء الثقة..

فقد اكد عضو الوفد الوطني المفاوض بصنعاء عبدالملك العجري، أن كل يوم يمر من عمر الهدنة التي أعلنتها الأمم المتحدة، يغلق نافذة من النوافذ المشرعة للسلام. قائلا كنا نريد الهدنة فرصة للتقدم للأمام وحسم الملفات المتعلقة برفع الحصار ووقف الحرب، إلا أن دول العدوان حولتها لانتكاسة أعادت السلام إلى مربعات مظلمة. وتوعد قائلا واضح أن هناك سوء تقدير لموقفنا وقريبا سيدركون خطأهم لكن بعد فوات الأوان.

كما عبر رئيس اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى في اليمن عبدالقادر المرتضى، عن أسفه لتعنت وعرقلة المرتزقة دول العدوان لأي انفراجه في ملف الأسرى. فيما أكد وزير الصحة في حكومة الإنقاذ الوطني في اليمن طه المتوكل أن مماطلة تحالف العدوان في فتح مطار صنعاء هو تنصل عن أهم بنود الهدنة في شقها الإنساني، بالإضافة الى ذلك أدانت أحزاب اللقاء المشترك، منذ يومين، مماطلة التحالف السعودي في فتح مطار صنعاء وعدم التزامه ببنود الهدنة التي أعلنتها الأمم المتحدة لمدة شهرين.

انصار الله قالت مرارا وتكرارا انها مع تثبيت الهدنة وتنفيذ بنودها الإنسانية لكن كون دول العدوان هي مَن يملك قرار التنفيذ وهي مَن يعيق التنفيذ، فالكرة الان في ملعبها هل تستطيع تحمل تبعات قراراتها فتفويت فرص السلام والتنازلات المقدمة قد يدفع صنعاء إلى خيارات أخرى.

المصدر:العالم

قد يعجبك ايضا