الحقيقة المجردة تؤكد شموليته وتكامله: الدور الأمريكي في العدوان على اليمن.. التدخل العسكري المباشر

واقع الدور الأمريكي وحجمه وأبعاده في مضمار العدوان على اليمن ، يتجاوز كل مستويات المشاركة الذي يحاول البعض تحديدها أو تقييمها الذي يتوقف فقط عند مستوى توفير الدعم والإسناد اللوجستي للسعودية والإمارات،

فالحقيقة المجردة للدور الأمريكي تؤكد شموليته وتكامله من كل الاتجاهات في الحرب فأمريكا عمليًا لا تلعب دورًا محددًا بل هي من تقود العدوان على اليمن جواً وبراً وبحراً الذي أعلن رسميًا من داخل غرف العمليات الحربية بالبنتاغون “  
فأمريكا هي الراعي والقائم على العدوان من توفير السلاح والدعم العسكري المتكامل إلى التخطيط والترتيب وإعطاء التوجيهات العملانية ، فالعدوان أمريكي بامتياز وأمريكا المستفيد الأول منه أما السعودية والإمارات وباقي الدول العربية المنخرطة فواقعها لا يتعدى  (الأدوات والقفازات) التي تستخدمها الإدارة الأمريكية لتنفيذ المهمات الحربية والميدانية التي تم التخطيط لها مسبقا والتي تتمحور حول تثبيت وحماية الأجندة الاستعمارية الأمريكية باليمن.

 ولكي تكون الصورة أوضح, أمريكا تدخلت بمعظم ثقل ترسانتها العسكرية وقد دفعت بمختلف أشكال الدعم لأدواتها السعودية والإمارات بشكل عالي المستوى “بلاحدود”

فعلى مستوى الجو وفرت مجموعات ضخمة من المقاتلات وطائرات شحن الوقود الجوي وأسطول كامل من طائرات دون طيار المتنوعة إضافة إلى قمرين صناعيين وقطع غيار الطائرات – وترسانة ضخمة لمئات الآلاف من الصواريخ والقنابل الهجومية ومنظومات الدفاع الجوي بتفاصيلها إضافة إلى مئات الضباط والطيارين الأمريكيين الذين يتواجدون اليوم في عدد من القواعد الجوية في السعودية والإمارات والذي تتلخص مهمتهم في إدارة كافة العمليات الحربية و الجوية.
أما على مستوى الدعم البحري  فقد توزعت في  توفير مجموعات من القطع البحرية  الزوارق والبارجات والمدمرات إضافة إلى المشاركة المباشرة للأساطيل الأمريكية المنتشرة في مياه البحر الأحمر والعربي الذي كان في مقدمتها الأسطول الخامس الأمريكي الذي شارك بقوة مع عدد من حاملات الطائرات خلال العمليات الجوية وأطباق الحصار البحري الخانق على اليمن.
على مستوى البر قدمت أمريكا للقوات السعودية والإماراتية كل أنواع الأسلحة والآليات العسكرية من العربات والدبابات الحديثة إلى مختلف أسلحة الاشتباك المتعدد التكتيكي الثقيل والمتوسط والأسلحة الهجومية من ارتال المدفعية والصاروخية .

القيادة : هناك مئات المستشارين وجنرالات الحرب الأمريكيين الذي أوكل إليهم مهمة الإشراف ووضع الخطط العملياتية البرية للمعارك بالإطار العام وتوجيه الأوامر للقوات السعودية والإماراتية ومرتزقتها على الارض فكل البرتوكولات التي يتم تنفيذها عملياتيا في ارض المعركة معدة مسبقا وتأتي وفق توجيهات أمريكية بحتة وصارمة.

بالتالي فالحديث عن حجم الدعم والتدخل الأمريكي في العدوان فهو يتعدى مفهوم المشاركة التي  تتوقف عند سقف توفير السلاح والدعم اللوجستي فحقيقته تثبت انه شامل ومتكامل حتى على مستوى الجانب الاستخباراتي والأمني  فأمريكا القائد والراعي للعدوان وما عداها تفاصيل وأدوات رخيصة في يدها كما أنها المستفيد من كل ما يجنيه هذا العدوان الذي لم يأت  إلا تلبيته لاستراتيجياتها الاستعمارية وحماية مشاريعها وأجنداتها في اليمن وكذلك المنطقة ،،فقد  أرادت أمريكا  من خلال شن العدوان إلى إفقاد اليمن كل عناصر القوة والنهوض الحضاري والاقتصادي وتحييد مشروع التحرر والاستقلال  ومن جهة تنفيذ مخططاتها لتحويل اليمن قاعدة أمريكية إسرائيلية متقدمة لتثبيت قبضة أمريكا على المنطقة ومواجهة تهديدات خصومها الكبار روسيا الصين وإيران وغيرها كذلك الاستفادة المالية من مبيعاتها السلاح للسعودية والإمارات و الذي مكنها من حلب مئات المليارات الدولارات من النظام السعودي والإماراتي

 

تقرير/زين العابدين عثمان

قد يعجبك ايضا