الذِّكْـرَى السنويةِ للشَّهِيْـد محطة مُهِمَّـة نَسْتَذْكِرُ فيها الشُّـهَدَاءَ, ونَسْتَلهم مآثرَهم وعطاءهم

الذِّكْـرَى السنويةِ للشَّهِيْـد محطة مُهِمَّـة نَسْتَذْكِرُ فيها الشُّـهَدَاءَ, ونَسْتَلهم مآثرَهم وعطاءهم

 

تطل علينا مناسبة الذكرى السنوية للشهيد ونحن في العام السابع نواجه العدوان الإجرامي الذي تقوده أمريكا وإسرائيل ومن معهم من أنظمة الخيانة والعمالة في المنطقة والهادف إلى احتلال بلدنا، واستهداف شعبنا، وإذلال أمتنا، وفرض خيارات العمالة والخيانة على شعبنا وعلى سائر شعوب المنطقة، نحن في أمسِّ الحاجة في ظل أوضاعٍ كهذه، وفي مواجهة تحدياتٍ كهذه، إلى هذه الذكرى المعطاءة بالدروس العظيمة والمهمة، والتي نتزود منها: قوة العزم والإرادة الفولاذية، وقوة التحمل والاستعداد العالي للتضحية في مواجهة هذه التحديات مهما كان مستوى التضحيات.

هذه الذكرى تأتي وشعبنا المسلم العزيز يقدم كل يوم قوافل الشهداء من خيرة أبنائه ومن أعز رجاله وهو يواجه بفاعلية وصمود أسطوري أكبر عدوان تعرض له في تأريخه، يواجه أيضاً بفاعلية وصمود لا نظير له أيضاً في تأريخه، طيبةٌ أنفسنا بما قدمنا ونقدم ولو بلغ ما بلغ لأنَّا على يقين وبصيرة من عدالة قضيتنا ومن صوابية موقفنا ومن حتمية خيارنا.

 

أهمية الذكرى السنوية للشهيد

 حينما نُحيي الذكرى السنويةَ للشَّهيْـد فإنما لنحيي فينا روح الشَّهَادَة؛ لنحييَ أَيْضاً ونرسِّخُ في واقعنا مبدأَ الشَّهَادَة في سبيل الله تعالى، في سبيل الحق، في إقامة العدل، في مواجَهة الظلم والطغيان والإجرام، وخُصُوصاً ونحن في هذه المرحلة وفي هذا العصر نواجهُ كشعوب مستضعَفة تحدياتٍ كبيرةً، نواجهُ قوى الطغيان العالمية، وقوى الاستكبار، وقوى الإجرام، بأياديها في داخل مناطقنا وشعوبنا، أياديها الإجرامية، وكذلك بمكرها الكبير وطغيانها وإجرامها الهائل.

والشهداء الأعزاء الذين ببركة تضحياتهم, وتفانيهم في سبيل الله, وصدقهم مع الله, وعطائهم العظيم بكل شيء حتى النفس, تحقق النصر والعزة, ودفع الله عن عباده المستضعفين خطر الإبادة والاستعباد, لهؤلاء الشهداء عظيم الفضل ورفيع المكانة والحق الكبير علينا تجاههم وتجاه أسرهم, وهم مدرسة متكاملة نعرف من خلالهم الإيمان وقيم الإسلام, من عزة وإباء وصمود وثبات وتضحية وصبر وبذل وعطاء وسخاء وشجاعة, ونعرف من خلالهم أثر الثقة بالله سبحانه وتعالى.

الذكرى السنوية للشهيد تمجيدٌ لعطاء الشُّـهَدَاء

الذِّكْـرَى السنويةِ للشَّهِيْـد محطة مُهِمَّـة نَسْتَذْكِرُ فيها الشُّـهَدَاءَ , ونَسْتَذْكِر مآثرَهم ، ونَسْتَذْكِرُ منهم ما يزيدُنا في عزمنا وفي ثباتنا وفي صُمُـوْدنا , لنكونَ أقدرَ على مواجَهة التحديات والأخطار التي لا تنفكُّ عاماً إثر عامٍ في ظِـلِّ الواقع المؤسف لأُمَّتنا عموماً , وفي بلدنا على وجه الخصوص.

في الذِّكْـرَى السنوية للشَّهِيْـد , هذه الذِّكْـرَى المُهِمَّـة التي هي تمجيدٌ لعطاء الشُّـهَدَاء , الذي هو أرقى عطاءً وأسمى ما يجودُ به الإنْسَـان وثمرته لِلأُمَّـةِ العز والنصر والحُـرِّيَّة، هذه الذِّكْـرَى هي أَيْضاً إحياءٌ للروحية المعطاءة الصامدة للشُّـهَدَاء في وجدان الأُمَّــة , هي أَيْضاً تَأكيدٌ على مواصَلة السير في درْبِ الشُّـهَدَاء , طريقِ الحُـرِّيَّة والكرامة والعزة والاستقلال ، هي أَيْضاً احتفاءٌ وتقديرٌ لأسر الشُّـهَدَاء وتذكيرٌ لِلأُمَّـةِ بمسؤوليتها تجاهَهم.

فلهذه المناسبة كُلُّ هذه الأَهَميَّة خُصُوْصاً في الظرف الذي نعيشه ، والشِّهَـادَةُ لها دلالاتٌ واسعةٌ ، الشُّـهَدَاء بشهادتهم يُـقَـدِّمون دلالةً مُهِمَّـةً تُعَبِّرُ بأجلى ما يمكن أن يعبّرَ به عن المظلومية , عن مظلومية المظلومين ، عن مظلومية هؤلاء المستضعفين.

مقام الشهداء عند الله

واقع الشهداء واقع مختلف عما نحن عليه، رزق من الله وعطاء عظيم ومستمر، لم يعد لديهم لا هَمُّ المعيشة، ولا هَمُّ توفير متطلبات الحياة أصلاً؛ لأنهم في ضيافة مستمرة، ضيافة دائمة إلى يوم القيامة، ومن هناك مصيرهم إلى جنَّة المأوى يُرزقون فيها بغير حساب، في أثناء هذه الضيافة هم في حالة فرح، فرح دائم ﴿﴿فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّـهُ مِن فَضْلِهِ﴾﴾ [آل عمران:170] وما آتاهم الله من فضله هو عظيم عظيم فوق خيالنا، فوق تصورنا، عطاء عظيم وعطاء متجدد وعطاء مستمر، يستمر أمد هذه الضيافة والتي هي إلى يوم القيامة، فرحين فلا هم يشعرون بحُزن، لا هم يستشعرون خسارة، لا هم يستشعرون الفقد لما فقدوه؛ لأنهم ربحوا ما هو أعظم وما هو خير ﴿﴿فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّـهُ مِن فَضْلِهِ﴾ [آل عمران:170 وهم بانتظار أن يعقب تلك الضيافة وذلك النزل أن يعقبه ما هو أيضًا خير منه ما هو أعظم: جنة المأوى عند الله سبحانه وتعالى ﴿﴿فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّـهُ مِن فَضْلِهِ﴾﴾.

 

مشروعية موقفنا في مواجهة العدوان

 شعبنا وهو يواجه هذا العدوان الأجنبي يمارس حقاً إنسانيا وفطريا وشرعيا وحقا مقدسا ومسؤوليةً لازمة وحتمية.

لم يكن أبدا أمامنا من خيار إلا أن نبذل كل جهدنا وأن نتصدى بكل ما أوتينا من قوة، لهذا العدوان الغاشم الظالم الخطر، لأهدافه الخطرة، لممارساته الفظيعة والإجرامية، لكل ما يريده في بلدنا.

ونحن كشعب يمني مسلم انطلاقا من هويتنا، انطلاقا من إرثنا الحضاري والتاريخي، انطلاقا من مبادئنا وقيمنا العظيمة، تحركنا باعتمادنا على الله سبحانه وتعالى، بتوكلنا عليه، برهاننا له.

ونحن نعي طبيعة هذه المعركة، نعي أهدافها الشيطانية، نرى ممارساتها الشيطانية والفظيعة، ندرك مخاطرها علينا في هذا البلد، ومغبة التهاون أو التغاضي أو التجاهل لمدى ومستوى خطورتها.

نعي هذه المعركة، مستوى العدوان مستوى إمكانياته ومستوى نفوذه مستوى تسلطه، لا يؤثر فينا ولا يكسر من إرادتنا، ولا يضعف من توجهنا، ولا يدفعنا في يوم من الأيام ولا في لحظة من اللحظات، ولا حتى أن يخطر في بالنا كخاطرة أن نفكر في التراجع، أو أن نفكر بالاستسلام، أو أن نقبل بالهوان، أو أن نستسلم أو نذل، أبدا.

 

جدوى وفاعلية الصمود وثمار الثبات والتضحيات

أول مكسب وهو مكسب لا يساويه أي مكسب آخر، أكبر مكسب وأعظم مكسب أننا مارسنا حريتنا، وترجمنا العزة التي ننتمي إليها من واقع نعيشه وإلى مواقف نقفها، إلى أعمال ميدانية إلى صمود ترجمه الواقع.

شعبنا العظيم في صموده وثباته وتصديه لقوى العدوان ألحق بها وبمرتزقتها خسائر جسيمة وفادحة، الآلاف المؤلفة من القتلى وعشرات الآلاف من الجرحى، بينهم الكثير والكثير من قياداتهم من شخصياتهم الفاعلة التي يعتمدون عليها ويراهنون عليها يضاف إلى ذلك أيضا أن الآلاف من معداتهم العسكرية دمرت وأعطبت، من مختلف الآليات العسكرية من الدبابات حتى من العربات المتنوعة والحديثة بكل أشكالها.

تمكن شعبنا العزيز بصموده في ميدان القتال بفضل الله تعالى ومعونته من إسقاط العديد من الطائرات.

 على المستوى الاقتصادي وبفضل هذا الصمود باتت تكلفة العدوان مرهقة لقوى العدوان على المستوى الاقتصادي بشكل كبير إلى حد جعل النظام السعودي ومعه الإماراتي يخرجان من زمن النعمة والرخاء والفائض المالي والميزانيات الاحتياطية، يخرجان من ذلك ويدخلان إلى نفق مظلم من الأزمات الاقتصادية والجرع المتنوعة.

شعبنا اليوم بالرغم من الحصار الشديد والمعاناة الاقتصادية الشديدة وظروف الحرب الصعبة يبني قدراته العسكرية على نحو مذهل ويحق لكل الناس في كل الدنيا أن يندهشوا وتمكن بفضل الله تعالى من قطع شوط مهم وكبير وعلى رأس هذه القدرات القدرة

من مكاسب هذا الصمود الأسطوري يكتسب مقاتل هذا الشعب وأبطاله في الميدان الخبرات القتالية العالية في مواجهة المخططات والمؤامرات والعمليات العسكرية التي يديرها اليوم أمهر وأقدر الخبراء العسكريين لدى الأعداء، وهم على مستوى العالم يعني العدوان علينا اليوم تديره أمريكا غرف العمليات فيها الخبراء الأمريكيون أمهر وأقدر الخبراء الأمريكيين والإسرائيليين

 

 

شـهداؤنا ..

صنـعوا عزتنا

و صانوا كرامتنا

نحن اليوم كشعب يمني بصمودنا وثباتنا أكثر شعوراً بحريتنا وعزتنا وكرامتنا، من أي وقت مضى ، وتجلّى في واقع شعبنا مصداقية الهُوية والانتماء، وأصالتنا والامتداد لهذه الأصالة، بحمد الله من نتائج صمودنا في مواجهة هذا العدوان نحن نعيشُ حالةَ الحرية، نترجم حالة الكرامة، والإباء والعزة، عملاً وموقفاً، وتحَـرُّكاً ملموساً، نحن لسنا مجرد أصحاب ادعاءات أَوْ نسوّقُ لأنفسنا عناوينَ معينةً، أَوْ فقط نفتخر بماضينا، نستطيع اليوم أن نقولَ للأجيال الآتية من بعدنا، وأن تقرأَ عنَّا الأجيالُ الآتيةُ من بعدنا، ونستطيعُ أن نقولَ لكل قوى العالم: انظروا إلى شعبنا كيف هو – بالفعل بالموقف وليس فقط بالكلام – كيف هو شعب أثبت في الواقع حُريته، كيف هو يمارِسُ هذه الحرية، إباءً وعزةً، وامتناعاً من القبول بالذل، والاستسلام والهوان والاستعباد، انظروا اليوم كيف شعبنا أثبت بتضحياته ، بمواقفه، بصموده، أنه شعب حُرٌّ بما تعنيه الكلمة، هذا شيءٌ عظيم، نحن نحسُّ في مشاعرنا وفي وجداننا أننا أحرار، لو لم نكن أحراراً لّما كان كُلّ هؤلاء يقاتلوننا اليوم، ما كانت أَمريكا وعملاؤها يستعدون بنا هذا الاستعداء، ولما كانت إسرائيل تكرهُنا هذا الكُره، ما هي مشكلتُهم معنا؟ ما هو جوهرُ صراعهم معنا، ليس إلا أنا أبينا إلا أن نكون أحراراً، ليس إلا أننا كنا عصيين وممتنعين عن الاستعباد والقبول بالهوان وحينها كانوا في هذا الصراع معنا وكان بيننا وبينهم هذا المستوى من العداء اليوم نستطيعُ أن نقولَ حتى لرسول الله محمد صلى اللهُ وسلم عليه وعلى آله، يا رسولَ الله لم يخب ظنُّك في هذا الشعب، ولن يخيبَ إن شاء الله وبتوفيق من الله يومَ قلتَ عنه الإيمانُ يمانٍ والحكمةُ يمانية، يا رسولَ الله، الإيمان يمان، إيمانُ هذا الشعب تجلّى في صموده ومن أعظم ما يمكن أن يتجلّى فيه الإيمان، هو الصمودُ في مواجهة الطاغوت ومقارعة الاستكبار، انظروا إلى الشعب كم هو عزيز بهذه العزة الإيمانية الناشئة عن إيمانه، عن قيمه عن أخلاقه عن قيمة وجدانه الإنْسَـاني وفطرته الإنْسَـانية، انظروا كيف أنه لم يركعَ أبداً لكل قوى الطاغوت بالرغم من كُلّ ما تفعلُه بالرغم من حجم هذا الاستهداف ومستوى هذا العدوان، فهذا أولُ مكسَبٍ وأولُ ثمرة من ثمرات الصمود، مكسَبٌ مبدئي مكسب معنوي مكسب أخلاقي مكسب ديني، ما بيننا وبين الله سُبْحَانَــهُ وتعالى، مكسبٌ عظيمٌ نفاخرُ به بين كُلّ أمم الأرض، لو كان خيارُنا الذلَّ والاستسلامَ، وحينما بدأ العدوان بجبروته ووحشيته وطغيانه يقصفُ القرى والمُدُن وقمنا برفع أيدينا إلى الأعلى استسلاما وقبلنا بالهوان كيف كنا سنقولُ ونتحدثُ مع أجيالنا الآتية، لأورثنا الذل لأجيالنا القادمة ولكنَّا مسبَّة الدهر ولكنا أيضاً بين الأمم عاراً عالمياً وعاراً أبديَّاً ولألصقنا بأنفسنا العارَ مَدَى الدهر وبين كُلّ الأمم ولكن بحمد الله، بتوفيق الله بهداية من الله، بمعونة الله سُبْحَانَــهُ وَتَعَالَى وفقنا الله للصمود والصمود المشرّف والصمود الفاعل والمؤثر، هذا أولُ مكسَب وهو مكسَبٌ لا يساويه أيُّ مكسب آخر، أكبرُ مكسب وأعظم مكسب أننا مارسنا حُرّيتَنا ومارسنا وترجمنا العزة التي ننتمي إليها من واقع نعيشه وإلى مواقف نقفها، إلى أعمال ميدانية إلى صمود ترجمه الواقع.

قد يعجبك ايضا