الشهيد القائد حسين بدرالدين الحوثي آثاره ومآثره

تقرير /الحقيقة

عندما تتحدث عن السيد حسين بدر الدين فإننا نتحدث عن رجل بلغ من العظمة مبلغاً لم يدركه إلا القلة القليلة من رفاقه  ناهيك عن غيرهم هذا الرجل الذي بلغ من كمال الإيمان وامتلاك المؤهلات  ما جعله يحظى باصطفاء رباني للقيام بدور استنهاض أمة محمد بن عبد الله (صلوات الله عليه وعلى آله) وتذكيرها بما كانت قد فقدت من قيمها ومبادئها وأخلاقها  وردها إلى منهجها الصحيح وقيادتها الحقيقية وهما كما أكد (رضوان الله عليه) أهم مقوماتها الأساسية في مواجهتا لأعدائها المتربصين بها شراً ولأن أي حديث عن هذا العلم الطاهر لن يفيه حقه ولن يحيط بجميع جوانب شخصيته مهما كتبنا وقلنا وسنكتفي هنا لضيق المساحة على تناول آثاره ومآثره ومنها:

 

  1. أعاد للأمة ثقتها بنفسها

لا أحد ينكر ما وصلت الأمة إليه من ضعف ووهن وذلة وهزيمة نفسية إلى درجة أنها صارت تؤمن  بدعايات الأعداء أشد من إيمانها بالقرآن الكريم  فرأت في العدو الأمريكي والإسرائيلي الجيش الذي لا يقهر ونسيت قوله تعالى { وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَآؤُوْاْ بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ }من آية(61) البقرة  وصدقت قول اليهود نحن شعب الله المختار وتناست قوله الله تعالى {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ }من (110)آل عمران فبادرت أنظمتها وحكامها إلى توليهم بل وتقديسهم ورضخت الشعوب التائهة لما تمليه عليها تلك الأنظمة بل ورأت فيه حكمة وبصيرة ومن بين هذا الركام من الوضعيات المحبطة نهض الشهيد القائد بمشروعه لتصحيح وتغير ذلك الواقع المظلم واستطاع أن يعيد للأمة ثقتها بربها ثم بنفسهامن جديد لكي تنهض بمسؤولياتها كما قال السيد عبد الملك يحفظه الله قائلا:  (اليوم ثبت لشعبنا اليمني العظيم أنه حينما ينهض بمسئوليته معتمداً على الله وعلى نفسه أن بإمكانه أن ينتصر ، والانتصار الذي تحقق إلى الآن هو خطوة أولى في الطريق ولكن بقيت خطوات كثيرة ، إن تحقق الانتصار بشكل كامل هو حينما نرى في بلدنا اليمني العظيم دولةً عادلةً تجسد مبادئ العدل وتحقق لشعبنا اليمني العظيم الاستقلال والحرية والكرامة والرفاه الاقتصادي والأمن) (خطاب السيد عبد الملك /مهرجان انتصار ثورة 21من سبتمبر)

  1. بنى أمة مستقلة معتمدة على الله وحده ثم على نفسها.

 لقد عمد الشهيد القائد رضوان الله عليه إلى ثقافة الاعتماد على الله سبحانه وتعالى ثم على الذات أي فقد اعتمد على الامكانات والقدرات للمجتمع الذي تحرك فيه مع أن ذلك المجتمع كان من أكثر المجتمعات فقراً نظراً لإهمال النظام السابق لأبناء شعبه عموما وأبناء خولان بن عامر على وجه الخصوص فلا وظائف ولا خدمات ولا إعاشات ولا شيء، مجتمع تكثر فيه الأمية وتتفشى فيه الأمراض وتعيث فيه أيدي العابثين والفاسدين بطشاً ونهباً وإثارة للمشاكل وغير ذلك وفي ظل هذه الأوضاع القاسية تحرك السيد حسين معتمداً على الله وعلى هذه المجتمعات مع علمه بعوص الاشكاليات وكثر التحديات ولم يفكر في أن يتوجه إلى أي جهة أخرى لا داخلية من تجار ومسؤولين ومشائخ ووجهاء، ولا خارجية مع إمكانية حصوله على ذلك ، ولأنه انطلق من واقع القرآن الكريم فقد رأى في سيرة رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله خير تجربة وخير دليل على أهمية أن تكون بعيداً عن أي مؤثر خارجي حتى يبقى العمل والمقصد هو لله وحتى لا تقيد نفسك برجاء الآخرين وتنسى الله وحتى لا تخدع في الأخير أو تكون عرضة للإملاءات التي قد تمحو دينك أو تنحرف بمسارك أو غير ذلك من الاشكالات التي قد تعترض طريقك كما أشار إلى ذلك في إحدى محاضراته بقوله (القضية هنا تقوم على أساس أنك أنت تكون متوجها إلى الله دائماً.. دائماً. ولهذا عندما تنفق، أنت تنفق في سبيل الله، من أجل الله، وتقاتل من أجل الله، وتتلمس النصر الذي هو من عند الله، فتكون مرتبطاً بالله، لا تأتي في الأخير تجعل سبب النصر، وفضيلة الانتصارات بسبب الطرف الآخر الذي هو دولة أخرى، أو جهة أخرى هنا لو يحصل موقف آخر ربما تتلفت من الذي يمكن أن يساعدك، ولو على حساب أن تقدم تنازلات من دينك، يأتي حالة أنت لا تجد فيها طرف يمكن أن يساعدك، تنهزم من أول يوم، مثلما حصل للعرب الآن، تلفتوا الآن، بحثوا عن روسياً، فرنسا، الصين، لم يعد هناك الاتحاد السوفيتي سابقاً، استسلموا من أول يوم!، ألم يستسلموا من أول يوم؟ هذه عملية تربوية هامة جداً جداً: أن دين الله بنى الأمة بناء استقلالية تكون هي معتمدة على الله فهي تنفق في سبيل الله، معتمدة على قدراتها، وتطور هي قدراتها، انتصاراتها تحسب لها، وتراها أنها من الله، وليس من الطرف الآخر الذي يساندها).( ملازم رمضان\الدرس التاسع)

  1. رفع معنويات الأمة

.عندما تحرك الناس في الحروب الأولى بتلك المعنويات العالية لم يكن ذلك وليد الحظة أو محض الصدفة بل كان ذلك نتاج جهد كبير بذله الشهيد القائد في توعية الناس وتشجيعهم ورفع معنوياتهم حتى وصل الناس إلى مشتوى راقي من الوعي ورصيد كبير من المعنوية جعلتهم لا يبالون ولا يتأثرون أمام تلك الحملات الإعلامية الرهيبة والحشود الكبيرة للجيش والمرتزقة والدواعش الذين انخرطوا في تلك الحرب وبكل حقد وضغينة وهذا هو التأثير الحقيقي الذي يصنعه الإسلام المحمدي الأصيل كما ذكر الشهيد القائد ( الإسلام بنى الإنسان على أساس: أن يكون صاحب اهتمام بالقضايا الكبيرة، ومشارك فيها، ومشارك فيها، مشارك بيده، مشارك بنفسه، مشارك بماله، يكون في نفس الوقت شريكاً في النتائج، يلمس الناس هم، ترتفع معنوياتهم، عندما يحققون انتصارات . ).( ملازم رمضان\الدرس التاسع)

  1. مثل أمل المستضعفين

في وقت بسطت فيه ثلة من الظالمين يدها على مقدرات هذا الشعب واستأثرت بكل خيراته وتقاسمت السلطة والنفوذ فيما بينها تدعمها وتوجهها وتحميها جهات أجنبية لها من المكر والدهاء ما ليس لغيرها مما جعل أمر هذه الزمرة الخبيثة يستفحل إلى حد أنه لم يعد هناك من أمل للخروج من المأساة أمام السواد الأعظم من أبناء هذا الشعب الذين أصبحوا يعيشون حالة من الاستضعاف لامثيل لها في أرض الله جعلتها تخلق حالة من الاحباط واليأس إلى حد أن وصل بها الأمر إلى حتى مجرد التفكير في الخروج مما هم فيه فتسابقوا إلى الاستكانة والخضوع خوفاً من بطش النظام المتعجرف والذي أحصت عيونه على الناس حتى أنفاسهم ولولا تحرك الشهيد القائد رضوان الله عليه وتضحيته العظيمة لكان الأمر قد زاد سوءاً ولما رأى المستضعفون بارقة أمل ولما أصبحوا اليوم محط أنظار المستضعفين في العالم كما يقول السيد عبد الملك يحفظه الله (القضية أخذت مستوى كبيراً الآن عالميا, كل أنظار العالم حتى وسائل الإعلام بن تتعاطى الآن مع القضية أكبر من أي قضية أخرى, أصبحت محط أنظار العالم، مثل أمل المستضعفين في العالم, محط أنظار العالم ).(السيد عبد الملك /لعلكم تفلحون).

  1. أسقط هيبة الطغيان.

إن المسيرة الجهادية بروحها وبسلوكها بقواعدها وبأسسها عندما نفهم ونعي ونتحرك على أساس ذلك ستبني أمةً عظيمةً قوية تُسقط ويسقط الله على يديها الطغاة وكيان الباطل ولا تَسقط هي، لا تَسقط هي بل تُسقط كيان الظلم وكيان الطاغوت وكيان الباطل.( السيد عبد الملك\خطبة بعنوان الوضع الداخلي)

  1. أحدث نهضة تحررية لدى شعوب العالم ضد أي طغيان مهما كان حجمه

وهناك العبر من الأحداث التي تُعزِّز الأمل وتُرسِّخ اليقين بالنصر ، كل الشعوب المتحررة التي قامت بواجبها وسعت نحو التحرر وكافحت وناضلت وفي نهاية المطاف انتصرت ، مهما كانت القوة الغازية ، مهما كانت إمكاناتها ، مهما كانت ثروتها ، مهما كان عددها وعديدها هذا لا يفيدهم في نهاية المطاف . (خطاب السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي بمناسبة الذكرى الأولى لانتصار الثورة 21 سبتمبر في سنة 2015م)

  1. تجسد في المشروع حقيقة الوعد الإلهي الصادق بنصر الحق وإزهاق الباطل

أهل الحق إذا عرفوا كيف يتحدثون بالحق هم سيزهقون الباطل، ويضعفون جانب الباطل فتضعف نفسيات أهل الباطل، يرتبكون هم في قراراتهم، تضعف نفسيته، ويرتبك هو.(مديح القرآن الدرس الثاني)

  1. أعاد ثقة الأمة بكتاب الله فيما تحدث عن اليهود والنصارى.

هذا لن يحصل، الشيء الذي قد يكون في الصراع، وقد مر في الحديث حول الأشهر لحرم أو {فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ} (البقرة من الآية:194)  هذا أيضاً تعتبره دليلاً على أنه عندما يكون هناك التزامات معينة ـ لكن عندما تكون قائمة على أسس صحيحة ـ وأنت في ميدان المواجهة، فئات لا تقتلها، أصحاب سن معين مثلا لا تقتلهم، أشياء معينة لا تقربها، لا تقل: إذًا ماذا بقي لي! فلا نستطيع أن نضرب العدو نهائيا ، وقد يتمكن العدو من أن يعمل كذا، أحسن نضربه بطريقة معينة؛ من أجل لا يتمكن (دروس رمضان /الدرس الحادي والعشرون).

فافهم بأنك عندما تقدم الإسلام، وتلتزم به أنت ستكفي الأمة هذه أشياء كثيرة جدًا من العناء في سبيل المواجهة مع الآخرين،

لقد كان سيدي ومولاي القائد الشهيد السيد حسين بدر الدين الحوثي (رضوان الله عليه) نعمة أنعم الله به علينا وعلى الأمة كلها، ومَن الله به على الجميع في مرحلة خطيرة جداً مرحلة لم تمر الأمة بمثلها في ما مضى من تاريخها، المرحلة الأخطر، المرحلة الأسوأ، المرحلة التي تمثل خطورة بالغة كاملة على دين الأمة، على عزتها، على مجدها، على وجودها الحضاري(السيد عبد الملك /الكلمة التأبين الختامية)

  1. وجّه عداء الأمة إلى حيث أراد الله له أن يكون

نرى هذا الأثر العظيم في أتباع هذا المشروع، على مستوى الأطفال، الطفل في هذه المسيرة له موقف مما يجري في فلسطين، وهو طفل، حتى الأطفال، بل هو عندما يتابع الأحداث على مستوى الأطفال على مستوى الصغير والكبير في هذه المسيرة القرآنية ممن يتبعون هذا المشروع الإلهي العظيم، أصبح همهم واسع، وأصبحوا يستشعرون المسئولية ويتألمون لما يحصل في أي بقعة من بقاع الدنيا، وأصبح عندهم تحفز للموقف، واستعداد لأي موقف يتمكنون منه تجاه ما يحصل هنا أو هناك في أي بقعة من بقاع الأرض(كلمة السيد عبد الملك في تأبين الشهيد القائد)

  1. كشف حقيقة الطاغوت الواهية والضعيفة

 {أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَ اللَّهِ كَمَنْ بَاءَ بِسَخَطٍ مِنَ اللَّهِ}(آل عمران: من الآية162) حالة مقارنة عامة أن يقيِّم المؤمنون أنفسهم في مقابلة الطرف الآخر الذي سخط الله عليه وهم أ عداؤه من الكافرين والمنافقين واليهود والنصارى { أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَ اللَّه} يعتبر سواء، مستوياً مع من هو في الواقع قد باء بسخط من الله ومأواه جهنم وبئس المصير ليطمئن الإنسان ويطمئن المؤمنون بأنهم في طريق يحضون فيها برضوان الله، وأنه لن تكون الحالة مستوية كحالة يعني فيما بينهم وبين منهم ماذا؟ من باءوا بسخط من الله، يعني: في  إطار تدبير الله سبحانه وتعالى، وهذا ما لمس أخيراً كيف انتهت المسألة فيما بعد، على الرغم من أنه حصل هزيمة في أحد لكن كيف انتهت القضية في الأخير؟ ألم يكونوا من اتبعوا رضوان الله هم الأعلون في الأخير؟ وتلاشى كل أولئك الذين باءوا بسخط من الله والذين كان لهم انتصارات في بعض المواقع منها أحد، لكن في الأخير لم يكونوا سواء أبداً، أولئك ضاعوا وتلاشوا وقهروا وغلبوا ومن اتبعوا رضوان الله كانوا هم الأعلون وتحقق لهم النصر الأخير، النصر النهائي في الصراع ألم يحصل هذا؟ على مستوى الجزيرة أولاً، دخلوا بعد فترة قصيرة مكة فاتحين وانتهى الموضوع تماماً بالنسبة للجزيرة، انتهى بقي حنين بعد الهزيمة التي حصلت في [حنين] حصل انتصارات المهم في الأخير انتهى أولئك الذين باءوا بسخط من الله وتلاشوا.( ملازم رمضان\الدرس السادس عشر)

  1. استغل نشاط الأمة وقدراتها في المكان الصحيح بعد أن كان يستغله الآخرون في الجوانب الخاطئة والضارة

لقد فتح الشهيد القائد (رضوان الله عليه ) بمشروعه الجهادي للأمة مجالا واسعا استغرق كل طاقاتها وقدراتها ولازال يتطلب الكثير وبهذا خرجت الأمة من بين براثن الحروب والثارات القبلية التي أثارها النظام السابق وغذاها طيلة تلك الفترة وبهذا استغلت الأمة تلك الطاقات المالية والبشرية فيما عاد عليها بالأمن والأمان ولازال الجهد متواصل والخير واصل

  1. بدأ المشروع برجل يواجه أمة إلى أمة تواجه الاستكبار العالمي

لهذا يبقى لنا الشهيد القائد مدرسةً عظيمةً قرآنيةً مستنيرةً ، نقتبس منها النور كما كانت بحقٍ محاضراته ودروسه التي ألقاها في ظل المسار العملي الذي تحرك فيه ، فعلاً تبقى لنا قبساً من النور نستضيئ به في عتمة الظلمات ونستذكر انجازاته الكبرى التي حققها في زمنٍ عصيبٍ ومرحلةٍ صعبة وفي ظل الأحداث الكبيرة والتحديات والأخطار .(السيد عبد الملك /الذكرى الأولى للشهيد القائد)

قد يعجبك ايضا